رافع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أول أمس، من أجل الاهتمام أكثر بالشباب وحذر من الانسياق وراء خلق صراع بين الأجيال، واعتبر تجاهل انشغالات وطموحات هذه الفئة خطأ فادحا يرهن مستقبل البلاد ككل. وقال السيد بلخادم لدى إشرافه أول أمس بالمخيم الكشفي بالضاحية الغربية للعاصمة على افتتاح الندوة الوطنية التكوينية للشباب التي نظمها المكتب السياسي للحزب وأمانة الشباب والطلبة تحت عنوان ''الشباب والمشاركة السياسية'' أن فئة الشباب بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للاهتمام بانشغالاته وطموحاته واعتبر تجاهل ذلك ''خطأ فادحا'' تكون نتائجه وخيمة، ليس فقط على العلاقة بين السلطات العمومية والأحزاب السياسية ولكن بالنسبة للحركية العامة في البلاد في جميع المجالات. وبالنسبة للأمين العام لحزب الأغلبية الذي كان يتحدث أمام أكثرمن 300 شاب وقيادات في الحزب فإن ''تجاهل مشاغل الشباب وطموحاته والتقليل من قدراته في تحمل المسؤوليات يولد لديه روح الإحباط التي تدفع به إلى انسداد كل الآفاق أمامه فيعمل على تدمير نفسه ومجتمعه من خلال التوغل في متاهات الانحراف بكل أشكالها''. ودعا إلى كسر ذهنية الاستهانة بقدرات الشباب في تحمل المسؤوليات سواء تجاه نفسه أو وطنه وأضاف ان الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني مطالبة بأن تثق في الشباب وتأخذ بيده للوصول إلى المسؤولية. ويرى كذلك أن التكفل بالشباب من جميع النواحي والاستماع إليه كفيل بحل العديد من المشاكل التي تواجهه وتعترض طريقه في وقت تشهد البلاد تحولات عميقة وهي بحاجة إلى تضافر جهود الجميع وبخاصة فئة الشباب من أجل تحقيق التنمية المنشودة. ومن جهة أخرى، أكد السيد بلخادم انه على الشباب أن لا ينساق وراء التسرع للوصول إلى مناصب المسؤولية كون ''السقوط في هذا الفخ يكون مآله التعثر''. وحول موضوع صراع الأجيال، أوضح الأمين العام للافلان أن حزب جبهة التحرير الوطني لا يؤمن بصراع الأجيال وإنما بتواصل الأجيال الذي يفضي إلى بناء الأمة وتشييد صرحها، وأكد ان تغذية هذا الصراع لا يخدم أي طرف بل بالعكس فهو من العوامل السلبية التي تضر بتطور المجتمعات. وأوضح في هذا السياق أن الدولة الجزائرية تعتبر الشباب شريكا في كل ما يهم شؤون بلاده وتعمل على أن يكون هؤلاء ذوي كفاءات من أجل الاستفادة من طاقاتهم التي إن استغلت ستجعل الجزائر قوة يحسب لها ألف حساب. وفي خطوة لإبراز دور حزبه في فتح المجال أمام الشباب للانخراط والتكوين وجه السيد بلخادم تعليمات إلى أمناء المحافظات والقسمات لإنشاء خلايا إنصات موجهة لفائدة الشباب والطلبة والعمل على الدفع بآمالهم وتطلعاتهم، مما يكسبهم الثقة ويعطيهم جرعات من المسؤولية والروح الوطنية. ومن هذا المنظور دعا جيل الثورة إلى تمكين الشباب من التكوين السياسي بما يسمح له بالتدرج في المناصب والمسؤوليات باعتبار التواصل بين الأجيال هو الضمان الوحيد الذي سيسمح باستمرار رسالة نوفمبر وبقاء حزبه في مقدمة القوى السياسية في البلاد. وحول الندوة التي دامت يومين، فقد قال السيد بلخادم انها جاءت بغرض ترجمة نتائج المؤتمر التاسع للحزب على أرض الواقع، حيث سبق وان تم إنشاء أمانة للشباب والطلبة. وتوقع ان يسمح هذا اللقاء بجعل الحزب يقف عند وسائل الجذب والإغراء لهذه الفئة وكيفية دمجها في فكر النضال السياسي الذي يحمله حزب جبهة التحرير الوطني وكذا تشخيص مواطن الخلل وإعطاء الحلول الناجعة للقضاء عليها. وسبق الندوة لقاء عقده الأمين العام للآفلان مع المناضلين الشباب للحزب خصص لتبادل الأفكار والرؤى حول مكانة الشباب في إستراتيجية الحزب خلال مرحلة ما بعد المؤتمر التاسع. وتعهد السيد بلخادم بايلاء أهمية كبيرة لهذه الفئة والاستماع لانشغالاتها والبحث معها عن حلول للمشاكل المطروحة. وفي سياق آخر، سئل السيد بلخادم على هامش الندوة عن إعلان المدعو فرحات مهني عن تأسيس ما يدعي بأنها ''حكومة مؤقتة لمنطقة القبائل'' فقال ''نحن لا ننساق وراء أصوات الغربان التي عوض أن تعمل على تقوية صفوف الجزائر تريد إضعافها والعودة بها إلى الفتن''، وأضاف'' نحن نرى انه أمام مثل هذه الممارسات يجب تحصين شبابنا بتلقينهم تاريخهم وتعليمهم أصول الوطنية، أما هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه الممارسات فلا يمثلون إلا شخصهم فليفعلوا ما شاءوا ولن يصغي أحد إليهم''.