أكد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في افتتاحه لليوم البرلماني الذي نظمته الكتلة النيابية للحزب في المجلس الشعبي الوطني حول المخطط الجديد لترقية التشغيل ومحاربة البطالة أن الحكومة تراهن على خلق 420 ألف منصب شغل خلال السنة الجارية، مشددا في المقابل على التعجيل بإعادة النظر في خارطة التكوين المهني والجامعي في الجزائر وجعلها مطابقة للسوق الوطنية للشغل. في مداخلة قدمها أمام المشاركين في اليوم البرلماني الذي نظمته أمس الكتلة البرلمانية للأفلان حول المخطط الجديد لترقية التشغيل ومحاربة البطالة، عرج عبد العزيز بلخادم على أهم العوامل والأسباب المحددة لظاهرة البطالة في الجزائر خلال العشريتين المنقضيتين، ومنها انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية نهاية الثمانينات وكذا الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد مطلع التسعينات ونزوح أعدادا هائلة من مواطني الأرياف والمناطق النائية، وهو ما جعل عدد البطالين في المدن يتضاعف، وقد رفض هؤلاء العودة مرة أخرى إلى القرى والأرياف بفعل التعود على النمط الحضري، وهو ما جعل البطالة تتفاقم أكثر مثلما يذهب إليه بلخادم. وأبرز المتحدث في مداخلته أن من عوامل انتشار البطالة هو عزوف الشباب عن العمل في بعض القطاعات مثل البناء الأشغال العمومية والفلاحة، مشيرا في المقابل إلى نقص اليد العاملة المؤهلة وهو ما جعل الحكومة تلجأ إلى اليد العاملة الأجنبية لتنفيذ بعض المشاريع الكبرى، مشددا في هذا الإطار على ضرورة إعادة النظر في السياسة الوطنية للتكوين، موضحا أن الأمر لا يتعلق فقط بالتكوين المهني وإنما بالتكوين الجامعي أيضا، قائلا إنه قد حان الوقت لمطابقة منتوج التكوين مع معروض التشغيل وإن أمام الشباب فرصا هامة للحصول على مناصب شغل في الاستثمارات الضخمة التي هي قيد التحضير سواء وطنية أو أجنبية، ودعا الشباب إلى خلق وسائل الإنجاز مثل المقاولات أو مكاتب الدراسات، لأن الجزائر تعرف عجزا في وسائل الإنجاز كثيرا ما يواجه هذا العجز المشاريع الكبرى. ومن وجهة نظر بلخادم فإن الحلول التي ظلت الحكومة تعتمدها في الماضي كانت عبارة عن علاج تخديري بخلق مناصب شغل غير دائمة تمولها الخزينة العمومية، لكن الانتقال من الحلول الاجتماعية إلى حلول اقتصادية أصبح ضرورة حتمية وهو ما جعل الحكومة تفكر في مخطط وطني لترقية التشغيل يرتكز على اقتصاد قوي قادر على خلق مناصب شغل دائمة، مؤكدا أن الظروف الحالية للبلاد تسمح بنجاح المخطط من حيث توفر الإمكانيات المالية والبشرية، ودعا في المقابل إلى ضرورة أن يساهم الجميع في إنجاح المخطط، وخلق فرص تشغيل للشباب الذي أصبح يتخذ من البطالة حجة للهجرة نحو الضفة الأخرى عن طريق الانتحار المبطن بحثا عن الوهم، وذهب إلى القول "إن هؤلاء الشباب غالبا ما يعودون إلينا في أغلال أو توابيت".