بعد الهزيمة الأولى التي مني بها المنتخب الوطني أمام نظيره السلوفيني ضمن الجولة الأولى من نهائيات كأس العالم في مباراة قدمت فيها كتيبة المحاربين مستوى جيدا وكانت الأجدر والأقرب فيها إلى الفوز، سيخوض الخضر أمسية غد مباراة مصيرية أمام فريق متمرس وقوي من الناحيتين الفنية والتكتيكية، هو منتخب إنجلترا بقيادة المدرب الإيطالي المحنك فابيو كابيلو، ضمن الجولة الثانية من المجموعة الثالثة على ملعب »غرين بوينت« بمدينة كيب تاون. ولا يملك رفقاء القائد عنتر يحيى خيارا آخر سوى الفوز إذا ما أرادوا مواصلة المغامرة العالمية ببلاد »نيلسون مانديلا«، فأي تعثّر أمام منتخب »الأسود الثلاثة« يعني العودة إلى الديار والخروج المكبر من المونديال، ورغم صعوبة المأمورية أمام تشكيلة مليئة بالنجوم فإن أشبال رابح سعدان لا يملكون ما يخسرونه أمام الإنجليز وهم مطالبون بالتدارك. وعلى غير العادة سيعتمد الشيخ رابح سعدان على خطة هجومية بحتة، وذلك بإقحام اللاعب الموهبة رياض بودبوز الذي سيكون ضمن التشكيلة الأساسية التي ستخوض مباراة انجلترا، وهو الذي كان مقررا إقحامه في مباراة الأحد أمام سلوفينيا بيد أن طرد عبد القادر غزال ببطاقة حمراء أخلط أوراق سعدان الذي أكد خلال ندوة صحفية أنه يعرف جيدا نقاط الضعف لدى الإنجليز وهي الهتزاز في الخط الدفاعي. وبخصوص مباراة الغد قال الناخب الوطني »سنواجه المنتخب الإنجليزي بنزعة هجومية بالاعتماد على خدمات رياض بودبوز الذي يمكنه المساهمة في إنعاش خط هجوم المنتخب نظرا للإمكانيات الفنية الكبيرة التي يتمتع بها«، مضيفا »منتخب إنجلترا قوي جدا، وهو من بين المرشحين لنيل اللقب، وسأجري تغييرات قليلة أمامه تتمثل في واحدة أو اثنتين«. ومن جانبهم فقد وأكد لاعبو الخضر أنهم جاهزون للوقوف في وجه المد الإنجليزي وسيلعبون اللقاء متحلين بروح أم درمان، لأنهم بصدد الدفاع عن ألوان الراية الوطنية وعن تاريخ الكرة الجزائرية العريق، خاصة أنهم يتدربون في أحسن الظروف، كما استفادوا أول أمس من يوم راحة ما سيفيدهم من الناحية البسيكولوجية التي تعد عاملا مهما إذا أرادوا دحر الإنجليز بملعب »جرين بوينت« بكيب تاون. ويضم المنتخب الجزائري أربعة لاعبين يعرفون تمام المعرفة طريقة لعب الإنجليز بحكم تجربتهم في الدوري الإنجليزي الممتاز، يأتي في مقدمتهم مدافع غلاسكو رينجرز الاسكتلندي مجيد بوقرة الذي سبق له أن احترف ضمن صفوف نادي تشارلتون، ولاعب نادي بورتسموث حالياً نذير بلحاج وزميله في نفس الفريق حسان يبدة، وكذلك عدلان قديورة الذي يلعب معارا من نادي شارل لوروا البلجيكي إلى نادي ولفرهامبتون، حيث وصف اللاعبون الأربعة المباراة بأنها ستكون في غاية القوة، خاصة من الناحية البدنية. واعترف الرباعي بان المواجهة لن تكون سهلة مثلما يتوقع الإنجليز والعديد من المتتبعين، وأن كتيبة المحاربين لن تكون لقمة سائغة لهم، معتبرين الخسارة أمام سلوفينيا مجرد كبوة كما أنها موقف لاستخلاص الدروس والعبر، وستدفعهم إلى مضاعفة جهودهم بهدف تحقيق الفوز أو على الأقل التعادل، كي يحافظوا على الحظوظ في التأهل إلى الدور الثاني ما دامت هناك مباراة أخرى أمام المنتخب الأمريكي. من جهة أخرى، سيرمي رفقاء ستيفن جيرارد بكل ثقلهم في مباراة الجمعة بعد التعادل أمام المنتخب الأمريكي، حاملبن آمال وتمنيات بلادهم بالفوز بكأس العالم، فبعد فشلهم من قبل في الوصول إلى نهائيات الأمم الأوربية، جاء فابيو كابيلو ليتولي قيادة العارضة الفنية للمنتخب خلفا للمدرب آدامز، وأثبت خلال سنتين فقط أنه قادر على قيادة منتخب الأسود الثلاثة نحو اللقب العالمي بعد فوزه في المباريات التسعة من أصل عشرة في تصفيات كأس العالم وبمعدل تهديفي كبير، نظرا لما يملكه من مجموعة مميزة من اللاعبين، حيث أكد فابيو كابيلو أنه سيدخل بنفس التشكيلة في مباراته أمام الخضر متمسكا بخياراته التكتيكية التي انتهجها خلال مباراة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتقريبا بنفس الخطة ونفس التشكيلة إذا ما استثنينا الحارس غرين الذي سيعوض بزميله جيمس بعد الخطأ الفادح الذي كلف إنجلترا غاليا وحرمها من النقاط الثلاث، ومن المتوقع أيضا إقحام بيتر كراوش أو جيرمين ديفو في الهجوم بمعية روني مما سيصعب مهمة مدافعي الخضر أكثر.