يعول مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان كثيراً على ثلاثي الخضر مبولحي، قادير و بودبوز الذين فرضوا أنفسهم بجدارة أمام الإنجليز وكان لهم الدور الأكبر في فرض التعادل السلبي على رفاق روني في المباراة التي جمعت الجزائر بإنجلترا الجمعة الماضي. يقال أن الحظ غالبا ما يخذل حراس المرمى، لكنه في حالة الجزائري وهاب رايس مبولحي يبدو أنه العكس تماما، فهذا الحارس لم يكن حتى بداية ماي الماضي ضمن دائرة أولويات الجهاز الفني، لكن مشاركته في معسكر كرانس مونتانا بسويسرا وحلوله بديلا للحارس الأول فوزي شاوشي في المباراة الودية ضد ايرلندا التي خسرها الخضر بثلاثية نظيفة بدبلن، جعلت المدرب سعدان يقتنع أنه بصدد اصطياد حارس من الطراز الرفيع، فقرر أن يكون الحارس الثاني خلف شاوشي، انتظر مبولحي الذي ينشط في نادي سلافيا صوفيا البلغاري فرصته التي جاءت على إثر مصاب خفيف ألم بركبة شاوشي، و شارك في المباراة الحاسمة ضد المنتخب الانجليزي وأبلى البلاء الحسن وكان سدا منيعا أمام حملات جيرارد ، هيسكي ، لامباراد ،روني وباري، لاعب آخر كسب نقاط عديدة خلال المباراتين ضد سلوفينيا و انجلترا، حتى أصبح اليوم قطعة أساسية في التشكيلة الأولى للمنتخب الجزائري ونعني به فؤاد قادير لاعب فالونسيان الفرنسي، الإمكانيات التي أظهرها قادير سمحت للمدرب سعدان من التخلص من هاجس ضعف الرواق الأيمن و ربح مهاجم حقيقي من خلال الدفع بكريم مطمور إلى اللعب كرأس حربة حقيقي بدلا من غزال و جبور، حيث أثبت قادير منذ بداية المونديال أنه جدير بالثقة التي وضعت فيه وأن تواجده مع منتخب الوطني هو مكسب للطرفين. ويبقى الفتى رياض بودبوز البالغ من العمر21 عاماً إحدى مفاجآت الخضر السارة في جنوب إفريقيا، فهذا اللاعب خريج مدرسة نادي سوشو الفرنسي و الذي اعترف أن انضمامه إلى كتيبة الخضر شكل حدثا لن ينسى بين أفراد عائلته، يداعب الكرة بلمسات ساحرة و يتخطى المنافسين بسهولة لأنه يلعب بثقة لا يملكها إلا النجوم الكبار، ثقة لا يملكها فقط في الملعب وإنما حتى خارجه، ويرشح الكثير من النقاد والمتتبعين لأن يكون بودبوز النجم الأول للمنتخب الجزائري في السنوات القليلة القادمة، وهي الميزة التي افتقدها الخضر منذ اعتزال الأسطورة رابح ماجر.