جملة من الدروس والعبر يمكن استخلاصها من الجامعة الصيفية التي نظمها حزب جبهة التحرير الأسبوع المنصرم بمدينة مستغانم والتي خصصت لمناقشة المخطط الخماسي 2010 2014 ، فبغض النظر عن أهمية الموضوع الذي تم طرحه والذي يدل على مسايرة الحزب للواقع الإقتصادي الجزائري وحرص قيادته و مناضليه على المشاركة الفعالة في بناء وطنهم من خلال مناقشة مشاريع الدولة وتقييمها كانت الجامعة فرصة أمام المناضلين لطرح الإنشغالات السياسية والاجتماعية على غرار محاربة ظاهرة الفساد ، البطالة ،التشغيل وسير عمل المحافظات والقسمات . لقد استقطبت المحاضرات التي تناولت موضوع الإستثمارات العمومية اهتمام المناضلين حيث قدم الأساتذة والخبراء مداخلات قيمة انصبت كلها حول شرح أهداف المخطط واستعراض الآليات الكفيلة بإنجاحه ، وكان لمشاكل وانشغالات المرأة الجزائرية حيزا معتبرا في أشغال الجامعة الصيفية وهو ما يتوافق مع سياسة الحزب الرامية إلى ترقية دور المرأة وإعطاءها المكانة السياسية التي تستحقها حيث طرحت المناضلات جملة من الإقتراحات لتشجيع المرأة على الإنخراط في الحزب ولإيجاد حلول للمشاكل التي تعاني منها على غرار موضوع التحرش الجنسي ومعاناة المرأة المطلقة والأمهات العازبات ، ونظمت من جهة أخرى العديد من الورشات التي تمخضت عنها اقتراحات لتجسيد المخطط الخماسي في أفضل الظروف كما شهدت الجامعة الصيفية عدة جلسات جمعت الأمين العام للحزب بنخبة من الشباب المناضلين والذين طرحوا انشغالات عدة في مختلف المجالات ولعل أهم ما لحظته أثناء النقاش هو الوعي الكبير الذي يتحلى به هؤلاء الشباب الذين نقلوا الإنشغالات السياسية والاجتماعية في كل المناطق التي يمثلونها حيث تمحور النقاش حول أزمة البطالة التي يعاني منها الشباب الجزائري والمشاكل التي يواجهها الطلبة وقد تميزت تدخلاتهم بالجرأة في الطرح واستمع الأمين العام باهتمام كبير إلى كل تلك الأفكار والانشغالات والمقترحات التي ستكون نقاط مهمة لإدراجها مستقبلا في أجندة الحزب إذا أردت ان تتدخل عقب المحاضرات والاجتماعات فيما عليك إلا الاستعداد مسبقا وخطف الميكروفون إن اقتضى الأمر فلكل مناضل تدخل ورأي يريد ان يطرحه فكيف ستتمكن من الميكروفون وعدد المشاركين فاق ال2000 مناضل . كانت معظم إجابات الشباب الذين طرحت عليهم سؤالا حول أسباب انخراطهم في حزب جبهة التحرير مؤثرة حيث أكدوا أن إيمانهم العميق بعراقة هذا الحزب العتيد الضارب بجذوره في أعماق التاريخ شكل أهم الأسباب التي دفعت بهم إلى الإنخراط فيه ، كما يعد الحزب بالنسبة لهؤلاء الفضاء السياسي الذي يمنحهم مساحة كبيرة من الحرية لتجسيد طموحاتهم السياسية والفكرية . الأكيد أن كل من حضر أشغال الجامعة الصيفية سيكتشف بنفسه أن الحزب العتيد لايعاني من الخلافات التي يحاول البعض الترويج لها لضرب استقرار الحزب الذي بشهد توافدا كبيرا من المنخرطين الجدد لما وجدوا في قيادته من إرادة وتحدي للرقي بالنشاط الحزبي وجعله في خدمة المواطن .