بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين أيها الإخوة، أيتها الأخوات، يطيب لي في المقام الأول أن أرحب بضيوفنا الكرام، في حزب جبهة التحرير الوطني في جامعته الصيفية هاته، وفي مدينة مستغانم المضيافة التي لمسنا فيها منذ اليوم الأول مدى الحفاوة وكرم الاستقبال. ودعوني في البدء أوجه باسمي وباسمكم جميعا التحية إلى كل الذين عملوا وسهروا على استمرار هذه السّنة الحميدة، المتمثلة في الجامعة الصيفية لإطارات ومناضلي حزبنا والتي تجمع بين مناضلين عرّكتهم الحياة النضالية وشبان وشابات يتطلعون إلى المساهمة بنصيبهم في بناء الحزب والمجتمع من جهة، وبين هذه النخبة النيّرة من الأساتذة الأكاديميين والخبراء، ممن يتعاطون همّ البحث العلمي واستكشاف الحلول والمخارج والآفاق المتاحة من جهة أخرى. ليس أفضل من ملتقاكم هذا للمزاوجة والتلاقح وتبادل الرأي والرأي الآخر، بين المناضل الساعي دوما إلى بلوغ الأهداف الحزبية المعلنة، والباحث الجامعي الذي يود معرفة صدى نظرياته وبحوثه في الميدان التطبيقي والممارسة اليومية. وكما أن اللقاء والحوار والتشاور بين المناضلين مفيد، ويكسبهم »قيادة وقواعد« المزيد من اللحمة والتعارف، فإن احتكاكهم بالأكاديميين والخبراء يفتح أمامهم الآفاق على انشغالات وقضايا ذات منفعة كبيرة لتوسيع مدارك المناضل، ومن ثمة يزداد حزب جبهة التحرير الوطني إشعاعا وقوة وتجذرا، مع تأكيدنا بأن حزبنا يبقى منفتحا على كل القوى والأفكار التي تخدم الوطن والدولة. أيها الإخوة والأخوات بمثل ما درج عليه حزبنا في جامعاته الصيفية المنصرمة من تخصيص محور واحد، تدور حوله المحاضرات وتركز عليه الورشات، فإن جامعتنا لهذا العام قد اختارت أن يكون موضوعها، موضوع الساعة، أي المخطط الخماسي الثاني لفخامة رئيس الجمهورية، والذي كما تعلمون قد جاء من حيث التمويل ومن حيث الأهداف المسطرة، مضاعفا بالمقارنة مع المخطط الأول، ويحمل في طياته ما يبشر بالقضاء على الكثير من مظاهر النقص والتخلف ويفتح الباب أمام الجزائريات والجزائريين لولوج مرحلة الإنتاج النوعي والمنافسة الشريفة، بتوفر الإنسان المتعلم القادر والهياكل الأساسية في البنية التحتية التي تمكن من الأداءات الاقتصادية والخدمية، ذات النوعية التنافسية العالية، ناهيك عن عدد المشاركين في هذه الجامعة والذي بلغ 2200 مشارك، فهنيئا لنا، ولدنا كبارا وسنبقى كبارا. إن جامعتنا الصيفية مناسبة سانحة لتنظيم وإنجاز نشاط حزبي وعمل سياسي، يعبران عن مكانة حزب جبهة التحرير الوطني ودوره ومهامه في التكفل بمطامح الشعب ومتطلبات الاقتصاد الوطني، ضمن الرؤية الشاملة والطموحات المبلورة في البرنامج الرئاسي والمحددة في المخطط الخماسي. وبالتطرق إلى هذا الموضوع والمساهمة في معالجته، من خلال المحاضرات والورشات والمناقشات والاقتراحات، تكون الجامعة الصيفية لهذه السنة، قد أثرت الطريق ورسمت المناهج التي تدعم مساهمة المناضلين والمنتخبين والمناصرين، في شرح وتفعيل أبعاد وأهداف هذه الخطة الرئاسية الرامية إلى مواصلة وتمتين دينامية الإعمار الوطني. هنالك بعض المؤشرات التي كانت توحي بنجاح المخططين السابقين، فقد تم تقليص المديونية الداخلية وتسديد الديون الخارجية التي تقلت بدورها إلى 480 مليون دولار في سبتمبر الفارط، فيما قاربت النفقات العمومية 18 ألف مليار دينار جزائري أي بما يعادل 300 مليار دولار أمريكي خلال 10 سنوات والتي خصت مجموعة من القضايا المرتبطة بالتنمية البشرية وتحسين حياة المواطنين، حيث تم تحقيق نسبة ربط بالمياه الصالحة للشرب بنسبة 39 بالمائة على المستوى الوطني، 98 بالمائة فيما يتعلق بشبكة الكهرباء والإنارة الريفية، 43 بالمائة بالنسبة لشبكة الغاز، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات الحصول على السكن عبر مختلف أشكال الدعم. كان من الضروري وضع مخطط للإنعاش على أساس انضباط مالي صارم وقد تم تنفيذ مخططين أحدهما ما بين 2001 و2004 والآخر تكميلي ما بين 2005 و2010، فالورشات التي شرع فيها خلال المخططين، فقد تمحورت حول اتجاهين أساسيين احدهما خاص بالمخطط الأول من خلال العمل على تطوير البنيات التحتية من طريق سيار، المبتور، التراموي، تطوير شبكة السكة الحديدية، بالإضافة إلى بناء المنشآت التربوية واستدراك التأخر المسجل في ميدان مكافحة الفقر، أما الاتجاه الثاني فيسعى إلى إنشاء مشاريع اجتماعية اقتصادية في المخطط الثاني، تنمية المنشآت القاعدية وتكريس مشاريع المخطط الأول، وكذا انجاز أزيد من مليون سكن، تطوير السكن وشبكات الكهرباء والغاز والماء الشروب لكل الجزائريين، كما تم اتخاذ إجراءات سمحت بتعزيز مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبلغ حجم الاستثمارات الوطنية 14 ألف مليار دينار جزائري أي بما يعادل 200 مليار دولار. ولا يفوتني التذكير بأن هذا الإعمار الوطني المندرج ضمن عملية التقويم الوطني الشامل، كانت بدايته ببرنامج دعم الإنعاش الاقتصادي الذي تم تعميقه وتوسيعه وتعزيزه ببرنامج المخطط الخماسي الأول وكذا البرامج الخاصة لصالح ولايات الهضاب العليا والجنوب. إن هذه الخطة الخماسية المتميزة برؤية منسجمة، تراعي التناسق والتكامل بين قطاعات الاستثمار المختلفة، في إطار منهجية تخطيط مرنة، تتيح التكيف والتأقلم والاستجابة، لتغير الظروف المادية والمالية والميدانية، وبذات الوقت تسعى مكونات رؤية برنامج الاستثمارات العمومية إلى الالتزام بتحقيق مطالب المجتمع وتوفير عناصر النهوض باقتصاد وطني عصري وقوي ومتنوع، وليس من شك في أن حجم ومجالات ونوعية الاستثمارات وانتشارها عبر الزمان والمكان غايتها في الجملة والتفصيل، تلبية حاجيات المواطن وتوفير الشروط الأساسية التي تمكن البلاد من التحكم في اقتصادها وتعزيز قدراتها التنموية، من خلال تنمية مستدامة تراعي التوازن بين مختلف جهات الوطن وتأخذ بعين الاعتبار استفادة جميع فئات المواطنين من العائد الاقتصادي الاجتماعي، كل ذلك مع الحرص على تحقيق الفعالية الاقتصادية ونجاعة المردودية. وإذا كان برنامج الإنعاش الاقتصادي والمخطط الخماسي الأول قد عرفا تدخلا كثيفا نوعا ما، للشركات والمؤسسات الأجنبية، وهو أمر حتمته الضغوطات الاجتماعية الناجمة عن التأخر الحاصل خلال عقد من الزمن، بالإضافة إلى مشكل الأمن ونقص الموارد المالية في تلك الفترة، وبالنظر إلى ضخامة بعض المشاريع وضعف الخبرة الوطنية•• فإن المخطط الخماسي الحالي سيشهد إدخال المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة في الدائرة الاقتصادية واستفادتها من حصص في الصفقات والمشاريع، وهو ما تجسد فعلا من خلال تعديل قانون الصفقات العمومية، هذا فضلا عن التدابير الحمائية المتخذة والتي تضمن هوامش للمؤسسات الجزائرية، موازاة مع عمليات الدعم والمرافقة وتسهيل الوصول إلى التمويل البنكي. إننا على يقين بأن المكاسب المحققة من خلال مخططات الإنعاش ودعم النمو كبيرة ولا يمكن لأحد إنكارها، ولكن يتعين أيضا التفكير من الآن في آليات وشروط الانتقال من وضع يتطلب التركيز على الإنفاق العمومي كدافع ومحفز للنمو إلى دور أكثر فعالية للمؤسسة المنتجة سواء كانت عمومية أو خاصة، لتكون هي الأخرى أهم فاعل ومحفز للنمو. وبطبيعة الحال، يتعين علينا أن نستخلص العبر والدروس من النقائص المسجلة خلال البرامج السابقة، لضمان فعالية أكبر من خلال احترام آجال الانجاز وتفادي عمليات إعادة التقييم المستمر والاستفادة أكثر من الخبرة الدولية، إذ لم يعد مقبولا أن يستمر الوضع الذي كان عليه مع نهاية التسعينيات، أي أن يتم إسناد معظم المشاريع ابتداء من الدراسات مرورا بكافة مراحل الإنجاز إلى الشركات الأجنبية، مع ما يترتب عن ذلك من تحويل الموارد المالية باتجاه معاكس على شاكلة إعادة الدوران أو الرسكلة لهذه الموارد المالية••• فالقدرات البشرية والمادية باتت متوفرة والحمد لله، وبالقدر الذي يمكّن الشركات الجزائرية من أخذ قسط وافر من المشاريع الهيكلية والإستراتيجية أو المساهمة فيها وتجاوز مرحلة المناولة فحسب. أيها الإخوة، أيتها الأخوات إن حزب جبهة التحرير الوطني الذي كان دوما في طليعة معارك الجزائر الكبرى لا يمكنه اليوم كذلك إلا أن يكون في الطليعة وعلى الجبهة الأمامية للمشاركة والمساعدة والتوعية بأهمية تجسيد المخطط الخماسي الثاني، وبخاصة أن هذا المخطط بشموليته واتساعه والاعتمادات المخصصة له والتي تفوق 21 ألف مليار دينار، قد جعل من التنمية البشرية محوره الأبرز، وخصص ما يقارب النصف للرقي بالإنسان الجزائري، تعليما وصحة وترفيها•• وهذا في الحقيقة إن كان له مدلول ومغزى، فإنما يدل على أنسنة التنمية ووضع الفرد الجزائري في المكانة التي يستحقها وتعود إليه. إننا في عصر اصطلح على تسميته بعصر المعرفة ، عصر يحتل فيه العقل البشري المركز الأول قبل المواد الأولية، عصر يتمحور التطور فيه على الإنسان المبدع ، عصر يكون فيه الرأسمال الذهني أهم وأثمن من الرأسمال المادي، وقد رسمت الأممالمتحدة ما يعرف ب " أهداف الألفية " لتحقيق التنمية البشرية ، التي نراها تنسجم وأهداف الخطة الخماسية. كيف لا.. وهذا المخطط يهدف إلى إنجاز 3000 مدرسة ابتدائية، أكثر من 1000 إكمالية، 850 ثانوية، 2000 وحدة بين داخليات ومطاعم ونصف داخليات، 600 ألف مقعد بيداغوحي، 400 ألف سرير لإيواء الطلبة، 44 مطعما جامعيا، 82 مركزا للتكوين، 172 مستشفى، ألف قاعة للعلاج، 80 ملعبا رياضيا، مليونا سكن، ثلاثة ملايين منصب شغل.. وغيرها وغيرها كثير، ولا يقل أهمية عما ذكرت. إن الشباب الجزائري، فتيانه وفتياته، الذي كان محور جامعتنا الصيفية العام الماضي بمدينة تيبازة العريقة، سيكون المستفيد الرئيس من هذا المخطط الخماسي، فكل القطاعات، من التعليم والتكوين إلى الصحة والمنشآت القاعدية، مرورا بالرياضة ومختلف الهياكل، كلها تستهدف الشباب الجزائري تكوينا وتشغيلا ورعاية. أغمضوا أو افتحوا عيونكم، أيها الإخوة أيتها الأخوات، لتتخيلوا معي أن المخطط الخماسي الثاني قد أنجز•• كيف ستكون خارطة الجزائر التعليمية، الصحية، الرياضية، كيف ستكون شبكة الطرقات والسكة الحديدية؟ .. وبالأحرى كيف يكون الإنسان الجزائري عشية 2014 إذا تجندنا جميعا، نحن وشركاؤنا في التحالف الرئاسي وكل المسكونين بحب هذا الوطن، لإنجاز هذا المخطط الطموح؟ تصوروا معي المكانة المرموقة التي ستتبوؤها الجزائر بعد إنجاز هذا المخطط، والمكانة التي ستحتلها في مصاف الدول الصاعدة، ومن ثمة قدرتها في التأثير على الأحداث الإقليمية والدولية وموقعها التفاوضي في اتجاه المحيط. إخواني، أخواتي قناعة من حزب جبهة التحرير الوطني بالإمكانات المتوفرة والإرادة السياسية الحازمة، وبالفرصة الثمينة المتاحة، فإنني أدعو كل المناضلات والمناضلين وكل المنتخبين في مختلف المواقع وعلى جميع المستويات وكل الإرادات الطيبة الخيرة المؤمنة بالحاضر المطمئن والمستقبل الواعد، أدعو الجميع إلى التعبئة والتجند، للمساهمة والمساعدة في انجاز هذا المخطط، الذي سيكون بصفة أكيدة، بداية إقلاع حقيقي سواء من حيث تلبية حاجة المواطن إلى التكوين والصحة والرفاه والعيش الكريم، أو الإقلاع الاقتصادي الذي يحرر إرادتنا الوطنية من التبعية للمحروقات. لا شك أن كثيرين منكم يتساءلون عن الصعوبات والمخاطر التي تهدّد تحقيق هذا المخطط الطموح، وهو تساؤل مشروع وفي محله، ولكنني أهيب بكم ومن خلالكم كل المناضلين والأنصار وناخبي حزب جبهة التحرير الوطني، وهم يمثلون ما تعرفون من الشعب الجزائري في عمومه، والمسئولين كل في موقعه ووسائل الإعلام الوطنية على اختلافها، أشير إلى التخوفات الناجمة عن الأزمة المالية العالمية التي مست أكبر الاقتصاديات في العالم، هناك طرح متشائم حول تطورات الأزمة، لكن هناك طرح آخر متفائل يؤكد أن الدول الكبرى استطاعت أن تستعيد عافيتها خلال العام الجاري، هناك عودة اقتصادية، حيث نجد أن تقرير صندوق النقد الدولي يؤكد أن نسبة النمو في الولاياتالمتحدةالأمريكية قد بلغت 2.7 بالمائة مقابل 1.5 بالمائة، في أوربا 1 بالمائة مقابل 0.3 بالمائة، في الصين والهند 10 بالمائة مقابل 9 بالمائة، ولا يجب أن ننسى أن الجزائر ستعتمد على قدراتها الداخلية والتمويل الذاتي لدعم كل المشاريع والمخططات. كما أهيب بالجميع إلى اليقظة والعزم والتجند، في وجه كل المثبطات والانحرافات التي قد ترافق التجسيد، ولاسيما كل أشكال الرشوة والفساد، التي انتشرت في الآونة الأخيرة، والتي تتصدى لها الدولة من خلال العدالة وأجهزتها المختصة، بكل الصبر والصرامة والعناد اللازم. إن للمناضل، وبالأخص الجبهوي، وللمواطن الصالح الغيور على الجزائر، دورا اجتماعيا حضاريا في محاصرة الفساد والمفسدين من خلال إبعادهم والابتعاد عنهم وعن كل من تفوح منه رائحة الإثراء، بدون سبب ظاهر - كما يقول أهل الضرائب- وقد كان المجتمع إلى وقت غير بعيد يقاطع وينبذ من يثبت في حقه الخروج عن المعايير الاجتماعية ويمس بالقيم الأخلاقية والدينية وما أقره المجتمع من قوانين. إنكم تعلمون، أن الفساد قبل أن يخترق المؤسسات، يخترق أولا قيم المجتمع•• وهنا فإن للمناضل دورا تربويا، توعويا واجتماعيا، يتعين عليه القيام به، ويتوجب على كل مناضل أن يقدم النموذج والمثال في النزاهة والحفاظ على المال العام• إخواني أخواتي، لا يفوتني في هذه المناسبة الإشارة إلى أن هذا المخطط الطموح، يأتي تطبيقه في ظرف دولي اقتصادي صعب ومتقلب، الكثير من الدول والشركات الكبرى تراقب وتسعى للإفادة منه، ولذا يتعين على الخبير وصاحب القرار الجزائري الاستفادة قدر الممكن من هذا المناخ، الذي نقدر أنه في صالح الجزائر. كما أن المخطط يأتي ضمن سياق إقليمي ودولي يتميز بتمسك الجزائر وثباتها على مواقفها الراسخة في مناهضة تدخل القوى الكبرى في شؤون البلدان النامية، وفي مواصلة دعم قضايا حرية الشعوب واستقلالها، وفي مقدمة كل ذلك قضية الشعب الفلسطيني الذي يكافح من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وقضية الشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل تقرير مصيره وتحقيق استقلاله. إن حزب جبهة التحرير الوطني صاحب الرصيد البطولي والتجربة المتميزة في مكافحة الاستعمار، ليؤكد مرة أخرى، تضامنه ومناصرته للقضية الفلسطينية ووقوفه الراسخ إلى جانب غزة المحاصرة، ودعمه لكل الأحرار في العالم لفك الحصار عن أهالينا المحاصرين.. وإننا لنحيي بهذا الصدد، جمعيات حقوق الإنسان وكل الأحرار في العالم الذين فضحوا الصهاينة، القتلة المجرمين، أدعياء الديموقراطية والقيم الإنسانية، الذين لم يتوانوا عن إطلاق الرصاص على ناشطي السلام في أسطول الحرية. إن حزب جبهة التحرير الوطني المتعلق ببناء مغرب الشعوب وبحتمية التكتل لبناء وحدة المغرب العربي، يشد على أيدي المناضلين الصحراويين في جبهة البوليزاريو، ويؤكد الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير مصيره وحتمية انتصاره. إن المناورات التي تستهدف إجهاض حق الشعوب، مآلها في النهاية.. الفشل الذريع، كما حصل في كل قضايا تصفية الاستعمار.. وإن التخريجات والمؤامرات لن تؤدي سوى إلى التمديد في عمر معاناة الشعبين الشقيقين الصحراوي والمغربي ولن تجني شعوب المنطقة منها سوى تأجيل طموحاتها في التعاون والتكامل والوحدة. أيها الإخوة، أيتها الأخوات، لا أريد أن آخذ من وقت أساتذتنا الكرام أكثر، كما لا يفوتني بهذه المناسبة الطيبة، أن أتوجه بالشكر الجزيل لولاية مستغانم التي نرجو أن نعود منها بصداقات ومعارف جديدة، أشكر السلطات المحلية، وعميد الجامعة، ومناضلي المحافظة، الذين وفروا لجامعتنا كل شروط النجاح•• وفقنا الله في مسعانا، لخدمة شعبنا ووطننا العزيز. عاشت الجزائر سيدة قوية المجد والخلود لشهدائنا الأبرار