أكد عبد الرحمن بلعياط، عضو المكتب السياسي المكلف بالتكوين السياسي، رئيس الجامعة الصيفية بحزب جبهة التحرير الوطني، أن اختيار موضوع الاستثمارات العمومية للفترة الممتدة ما بين 2010-2014 كمحور أساسي للجامعة الصيفية للحزب لم يكن اعتباطيا كونه يرتبط بمرحلة حساسة من تاريخ الجزائر، بلعياط وفي تصريح خص به »صوت الأحرار« أوضح أن كل التحضيرات جاهزة لانطلاق الجامعة الصيفية بولاية مستغانم والتي ستشهد عدة محاضرات وورشات عمل تصب في صلب الموضوع الخاص بالمخطط الخماسي المقبل. *تنطلق اليوم الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطني، ما هي التحضيرات التي سبقت هذا الموعد السنوي للحزب؟ في تقديري، التحضيرات وصلت إلى نهايتها، بمعنى أن فريق العمل المكلف بالتحضير للجامعة الصيفية قد وفر كل الظروف لاستقبال الوفود بما يضمن انطلاق الجامعة في أحسن الظروف، الجامعة تحتوي على محاضرات علمية وورشات تعالج الموضوع الرئيسي تحت عنوان »الاستثمارات العمومية للفترة الممتدة ما بين 2010 و2014«، حيث سيتم تقديم المخطط الخماسي وكذا وسائل تنفيذ المخطط من حيث الموارد البشرية ومؤسسات الإنجاز ومناهج التقييم، بالإضافة إلى عوامل نجاح المخطط الخماسي، هذا بالاتصال مع خبراء وأساتذة ومختصين والمطلوب منهم من الناحية البيداغوجية هو شرح أبعاد هذا المخطط. وموازاة مع ها الجانب التحضيري، هناك التحضيرات المادية، حيث أننا اتصلنا بالسلطات المسؤولة على مستوى ولاية مستغانم وكذا بجامعة الخروبة التي ستحتضن فعاليات هذه الجامعة، وبذلك قمنا بتنظيم أماكن الإيواء والإطعام وكذا تحضير مكان المحاضرات وورشات العمل، كما هيأنا أماكن خاصة بالنشاط الثقافي والترفيهي. ولا يفوتني أن أذكركم أن اختيار ولاية مستغانم لعقد الجامعة الصيفية لم يكن اعتباطيا، وذلك بالنظر إلى الجانب التاريخي التي تتقاسمه مستغانم مع باقي المناطق المجاورة لها، ويجب أن نعلم في هذا المقام أن هذه المنطقة قد شهدت عدة مجازر قام بها الاحتلال الفرنسي، كما أنها كانت مهد لانطلاق ثورة التحرير في سنة 1954 وكانت انطلاقة شرارة أول نوفمبر ببلدية سيدي علي »كاسان« سابقا، أين وقع أول شهيد وهو بن عبد المالك رمضان. ويضاف إلى رصيدها التاريخي موروثها الثقافي، حيث نجد كل من لخضر بن خلوف وكذا عمالقة الشعر الملحون والغناء البدوي والفن الشعبي ممثلا في معزوز بوعجاج وولد عبد الرحمن كاكي الذي هو من أعمدة المسرح سابقا، هي مدينة لها إشعاع ثقافي كبير، ناهيك عن قربها من ولايتي وهران وغليزان. *هناك مشاركة معتبرة لمناضلي الأفلان في هذه الجامعة الصيفية، ماذا عن إشراك الفئة الشبانية؟ تفتح الجامعة اليوم تحت إشراف الأمين العامين وبحضور كل من أعضاء اللجنة المركزية والنواب في الغرفتين وممثلي عن المحافظات الذين طلبنا منهم أن يحترموا التمثيل النسوي، بالإضافة إلى رؤساء المجالس الولائية التابعين للأفلان وهم 33 مناضل، يضاف إليهم رؤساء البلديات في مقر الولاية ومقر الدوائر والمدن الكبرى، كما سيحضر معنا منتخبون ووزراء، بما يعني أكثر من 1600 مشارك. أكثر من 1600 مشارك، وسيكون هناك حضور قوي للشباب ذكور وإناث لا سيما أولئك الذين شاركوا في اللقاء التكويني بسيدي فرج حتى يكون يتواصل تكوينهم السياسي. *تأتي الجامعية الصيفية بعد انعقاد المؤتمر التاسع، ما الذي يميز هذه الجامعة عن سابقاتها؟ نحن لا نسعى إلى أن تكون هذه الجامعة الصيفية مميزة عن باقي الجامعات لأن كل المواعيد بنفس القيمة والأهمية، نحن نتبع نفس المنهج والخطة، وكل جامعة تتميز بموضوعها، فقد تناولت طبعة 2005 التي احتضنتها ولاية بومرداس قضية الحاكمية، وفي 2006 كان الموعد في بجاية وخصصناه لمسألة الضمان الاجتماعي وشؤون التقاعد، وفي 2007 لم نقم بجامعة صيفية لأن تحضيراتنا كانت متأخرة ولأننا نحرص على عقد جامعة الحزب في فصل الصيف نظرا لتفرغ الجميع لذلك، كما يكون لدينا الوقت لاجتماع المناضلين، وفي 2008 كانت بالبليدة وخصصناها لموضوع الجامعة التي تهتم بتخريج إطارات المجتمع في كل المجالات، وقيمنا عملنا وتوصلنا إلى خلاصات، وفي 2009 كانت في تيبازة وخصصنا موضوعها لمسألة الشباب. ويبقى أن هذه الجامعة ستتعرض إلى موضوع الشباب، ستكون هناك محاضرة وورشة عمل حول الجامعة، بالإضافة إلى محاضرات حول مجتمع المعرفة وأخرى حول تثمين وإثراء الموارد البشرية. حزب جبهة التحرير الوطني يسجل انطلاقة قوية خاصة بعد المؤتمر التاسع، كما أننا بصدد تجديد الهياكل، وعليه فإن الهدف من الجامعة الصيفية هو التلاحم بين القيادة والقاعدة والتعارف بين مختلف جهات الوطن في ميدان موحد وفي إطار حزبي لتدعيم السياسة الوطنية بما يتماشى مع مستجدات الساحة السياسية. *لماذا اختيار موضوع المخطط الخماسي 2010-2014 كمحور أساسي في الجامعة الصيفية ؟ إن الهدف الرئيسي من كل هذه المشاركة القوية للمناضلين هو إطلاعهم على المخطط الخماسي المقبل 2010-2014 وطريقة تنفيذه على أرض الواقع، وسيتضمن الخطاب الافتتاحي للأمين العام هذه الجوانب التي هي محل السؤال ويجب أن نشير إلى أن هذه المرحلة تعتبر عهدا جديدا في التنمية الوطنية وهي بلا شك واعدة، خاصة وأن الغلاف المالي المخصص لإنجاح وتنفيذ هذا المخطط تجاوز 286 مليار دولار أي ما يعادل 21 ألف مليار دينار جزائري لمدة 5 سنوات وفي كل القطاعات، أين ستقوم الدولة بإعداد التجهيزات والاستثمارات لتعطي دفعا قويا للاقتصاد الوطني وفي نفس الوقت تلبي حاجيات المواطن. هذه الخطة يجب تقديمها للمناضلين ليقوموا أيضا بشرح هذه الخطة، فرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عندما اجتمع بمجلس الوزراء الذي صادق على هذه الخطة أمر الوزراء والولاة بشرح محتويات وأبعاد هذا المخطط، إذن نحن كحزب في الأغلبية والتحالف الرئاسي يجب أن نعطي المثل بالتزامنا وتجنيد مناضلينا وقيادتنا ومحبينا حتى يكون الفهم مشترك لدى الجميع. كما أن الجامعة تمكن كل من ينتقدنا أن يعلم أن ما سيتم فيها هو قراءة أفلانية للمخطط الخماسي الذي يشمل كل القطاعات، ونحن سنعمل على التمعن والتفكير في النتائج التي سنحصل عليها بعد هذه الخطة لأننا، سنعيد التذكير بأن الجزائر انطلقت من لاشيء في 1962، وكانت وقتها ثغرات كبيرة في نسيج الخدمات وكذا في الفلاحة بسبب الوضع المناخي، وفي الاقتصاد هناك شيئان أساسيان هما الانطلاق أولا، وبعدها الإقلاع الذي يتطلب القوة والأجهزة اللازمة التي تقودنا للتعامل مع الاقتصاديات الأخرى ومع حاجيات المجتمع. وستبرز قراءاتنا للمخطط الخماسي من خلال خطاب الأمين العام الذي سيكون أول المتدخلين في الجامعة، وسيخاطب من هم داخل القاعة وكذا الحكومة والمعارضة وسفارات الدول الخارجية، وسيعطيهم قراءة لهذا البرنامج، فهذا الأخير لا يمكن أن يكون محايدا، كون الخطة التي اعتمدتها الحكومة هي نابعة من برنامج الرئيس، وكما يعلم الجميع أن برنامج الرئيس يشارك فيه الأفلان بحظوظ أوفر لأن تفكيرنا وتفكير الرئيس لا يختلفان. *يفترض أن تكون الجامعة الصيفية فرصة للحديث عن القضايا النضالية خاصة على مستوى القواعد، وما هي الرهانات الحقيقة للحزب؟ سيكون التركيز خلال الجامعة الصيفية حول الموضوع المحوري الذي وقع عليه الاختيار والمرتبط أساسا بالمخطط الخماسي المقبل، وذلك لكوننا حزب منظم لكن هذا لا يمنع من أن تكون هناك لقاءات مكملة بين المناضلين لطرح القضايا النضالية والتنظيمية في الحزب. أما فيما يتعلق بالرهانات الحقيقية لحزب جبهة التحرير الوطني، فتتعلق بالحفاظ على مستواه الشعبي في مضمونه وفي ردود فعل الرأي العام اتجاه الحزب ومناضليه ومنتخبيه وبرنامجه وأفكاره، هذا العمل يبقى مستمرا ومتواصلا وليس أمرا مكتسبا نهائيا لأننا في ظرف سياسي تعددي وتنافسي، المنافسة لا تقبل السبات ولا التراخي أو التأجيل، هو عمل يومي، فنحن نسعى إلى الحفاظ على مستوانا وتحسينه حتى تبقى مكانة الحزب دائما في الريادة على جميع المستويات، سواء تعلق الأمر بمجلس الأمة، المجلس الشعبي الوطني، الحكومة، المجلس الشعبي الولائي والبلدي. هدفنا استقطاب أكبر عدد ممكن من المناضلين، لأنه لا يمكن مواصلة النضال إلا بفتح المجال أمام كل من يريد أن يلتحق بنا والاستفادة من كل الكفاءات مع الحرص على وفائنا اتجاه قيم وثوابت نوفمبر 54 وكذلك اتجاه انجازات الجزائر منذ 26 إلى اليوم. *كيف ستكون مجريات الجامعة الصيفية؟ الجامعة الصيفية تنطلق اليوم وتتواصل على مدار ثلاثة أيام، لقد وزعنا مطويات فيها المحاضرات إلى جانب الخطاب السياسي للأمين العام عبد العزيز بلخادم الذي سيلتقي بالمناضلين من كل الأطياف ليستمع إلى آرائهم وليعطي التفسيرات والإجابات اللازمة حول انشغالاتهم، كما أن هناك منهجية اتبعناها لهذه الجامعة الصيفية وهي تقديم المحاور الكبرى وكذلك تفسير دور من ينجز هذا المخطط الخماسي من مؤسسات وطنية عمومية وخاصة ولما لا مؤسسات أجنبية. لا يجب أن ننسى أن هذا المخطط يشمل كامل التراب الوطني وعلينا أن نفهم خصوصيات كل منطقة، سنتحدث عن تثمين الموارد البشرية، مجتمع المعرفة وغيرها من المواضيع وسنقدم قطاعات بأكملها مثل قطاع الفلاحة والتجديد الريفي، وسنخوض في مسألة حساسة تتعلق بالإستراتيجية الصناعية الواجب تبنيها لتنمية الاقتصاد الوطني. *وجهت بعض الأطراف انتقادات للجامعة الصيفية للحزب التي ستناقش المخطط الخماسي، وقالت عنها بعد تنصيب الأفلان للجانه المختلفة أنها جامعة حكومة الظل؟ نحن لا ندخل في مجادلة مع أي أحد، منهجنا معروف لدى العام والخاص، وكل ما نسعى إلى تحقيقه هو العمل في انسجام مع كل الجهات من أجل الجزائر، أما من ينتقدنا من بعيد فنحن لسنا في مستوى الصبيان ونحن لسنا معوقين ويمكننا الرد على كل من يتجرأ على الأفلان ولكننا نسعى إلى العمل كما قلت في انسجام واستقرار مع الجميع. ويبقى أن الاختلاف في الآراء داخل الحزب هو سلوك عادي، لأننا في النهاية نتفق على ثوابت الحزب ومبادئه ولا نختلف في خدمة الشعب والوطن والوفاء إلى مبادئ نوفمبر، فنحن مجندين باستمرار من أجل أن تكون الجزائر في الريادة على المستوى الدولي، العربي، الإفريقي والغربي والمتوسطي، لأننا عنصر من عناصر تقوية صورة الجزائر ونصرتها. أما فيما يتعلق بالانتقادات الخاصة بحكومة الظل، فلا وجود لنشاط مواز للحكومة، فنحن لدينا 15 وزيرا في الجهاز التنفيذي، فكيف سنعمل ضده، ورئيس الجمهورية بالقانون الأساسي هو رئيس الحزب فكيف نقيم له نشاطا موازيا، وهو الذي يترأس مجلس الوزراء. وفي الحقيقة لا وجود لحملة ضدنا والإعلام هو فقط من يقوم بهذا، إضافة إلى أنه حتى حكومة الظل لا عيب فيها، رغم أن هذا النوع من الحكومات موجود فقط في بريطانيا التي لها دستور غير مكتوب، وتسمح بهذا التنظيم، كما أنه لا توجد أي أطراف سياسية تحاول أن تقول هذا الكلام، لأنهم غير منشغلين بعملنا، ولأنهم متأكدون أننا متفوقون عليهم في كل شيء، أم تريد أن تقول أنها أطراف من الحزب، فهذا الطرح غير موجود أيضا لأننا جميعنا متفقون ولدينا إجماع عليها.