سال حبر كثير خاصة في الغرب بسبب جرأة العقيد معمر القذافي ودعوته الغرب إلى اعتناق الإسلام جماعيا والدخول فيه أفواجا ، شعوبا ودولا. وقد سال الحبر الكثير ليس بالتحليل والنقاش وإنما بالتحامل على الزعيم الليبي واتهامه بكلام يجب الترفع عن ذكره. ومرد هذه الحملة إلى أن القذافي دعا الغرب إلى اعتناق الإسلام من قلب المسيحية النابض، من إيطاليا مقر الفاتيكان، حيث يدير البابا بينيديكت السادس شؤون المسيحية، وهو الذي تحامل على الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم. ما هو الذنب الذي ارتكبه القذافي ، فهو لم يشتم المسيحية ولا المسيحيين، مثلما فعل رؤساء الدول الغربية، منهم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، رئيس وزراء إيطاليا برلسكوني ورئيس وزراء إسبانيا السابقين، وغيرهم كثير، فضلا عن البابا بينيدكت السادس. كل ما في الأمر أن القذافي بحكم أنه مسلم، ورئيس دولة مسلمة ويؤمن أن الإسلام هو خاتم الأديان، وأن الدين عند الله الإسلام، وفي زحمة حوار الحضارات والأديان ، وتزامنا مع مشاهدته العديد والعديد من الغربيين يعتنقون الإسلام ، ولاقتناعه أن مشكلات الإنسانية اليوم آتية من الغرب بسبب سياساته المختلفة، وأن علاج الإنسانية جمعاء من الأمراض التي لحقت بها يكمن في الإسلام ، دعا الغرب إلى اعتناق الإسلام. عندما هاجم مسؤولون وفنانون غربيون ورسامون في الغرب الإسلام ونبيه الكريم، تحرك الجميع وقالوا أن حرية التعبير في الغرب تقتضي ذلك، وأن الديمقراطية تتيح وتبيح للجميع أن يقول ما يشاء وعمن يشاء ووقت ما يشاء ، فلماذا يستثنى القذافي من حرية التعبير ؟ ألم يمارس حقه في التعبير الديمقراطي الحر في قوله ما قال ؟ إن العقيد القذافي – بين الرؤساء العرب - يمتلك الجرأة الفريدة في التعبير عن رأيه وعن قناعاته، لقد دعا إلى حل الجامعة العربية واعتبرها في خدمة الصهيونية، وقال أن بشرة الليبيين تعني أنهم زنوج ودعا إلى تأسيس الإتحاد الإفريقي ودعا أهل الكتاب إلى زيارة مكةالمكرمة والطواف حول الكعبة.. وغيرها من التعابير والمواقف. هكذا يعبر القذافي دوما بجرأة عن رأيه وقناعاته، يمارس الحرية والديمقراطية التي احتل الغرب من أجلها أفغانستان وحطموا من أجلها العراق وأعادوه إلى ما قبل التاريخ. فهل يستدعي هذا كل الحملة الغربية ضده ؟