تشرع صباح غد مديريات التربية في إجراء مسابقات توظيف أساتذة ومعلمي التعليم الثانوي، المتوسط ، والابتدائي، وتتواصل العملية لغاية زوال بعد غد الثلاثاء، ومنتظر أن يشارك فيها عشرات آلاف المترشحين عبر التراب الوطني، وفي الوقت الذي أكد فيه وزير التربية أبو بكر بن بوزيد، بأولوية القبول والنجاح لذوي الأقدمية المهنية في التعليم من الأساتذة، فإن مديريات التربية امتنعت عن تسلّم شهادات العمل التي تبيّنُ هذه الأقدمية، في ملفات المترشحين. تنطلق صباح غد مسابقات توظيف أساتذة التعليم الثانوي، المتوسط ، والابتدائي، وتتواصل لغاية بعد غد الثلاثاء،وذكر مصدر عن وزارة التربية أن المراكز المختارة لإجراء هذه المسابقات كلها جاهزة عبر التراب الوطني لاستقبال المترشحين، وتمكينهم من إجرائها في أحسن الظروف، وقد خصصت لذلك مديريات التربية طاقات بشرية ومادية كبيرة. وأكد نفس المصدر أن كل الاستدعاءات وُجّهت للمترشحين، بداية من فاتح سبتمبر، في عدد من الولايات، فيما لم يُشرع في تسليمها لأصحابها في عدد آخر من الولايات سوى بداية من يوم 14 أوت الجاري، وهي مدة لم تكن كافية لإجراء الطعون في حال الملفات التي رُفضت لسبب أو لآخر، بعد أن أكد المنشور المنظّم للمسابقة، أنه يحق لأي مترشح رُفض ملف ترشيحه لسبب من الأسباب أن يقدم طعنا، قبل عشرة أيام عن تاريخ إجراء المسابقة، ومثلما نرى، فإن مدة ستة أيام التي أبقتها بعض مديريات التربية لم تكن المدة المشار إليها، زد على هذا أن شرط شهادة الإقامة فرضته بعض مديريات التربية في ملفات الترشح، في الوقت الذي أكدت فيه وزارة التربية الوطنية، والمديرية العامة للوظيف العمومي أن شهادة الإقامة غير مشروطة في الملفات، ويحق لأي كان أن يدع ملف ترشحه في الولاية التي يريد، وليس من حق مديريات التربية اشتراط إقامة المترشح بترابها، وقد قصد بعض الأساتذة المترشحين بعض مديريات التربية بولايات أخرى، غير الولاية التي يعملون بها كأساتذة متعاقدين، ولكن ملفاتهم رُفضت بسبب عدم إقامتهم على تراب هذه الولايات، رغم أن الولايات التي يعملون بها لم تخصص لها أية مناصب مالية في المواد التي يُدرّسونها، ومثال ذلك عدد من المواد بولاية العاصمة، التي لم تُخصص لها أية مناصب مالية، رغم وجود عدد كبير من الأساتذة المتعاقدين بها. ورغم أن وزير التربية أبو بكر بن بوزيد أعلن مؤخرا أن الأولوية في القبول والنجاح في هذه المسابقات تكون للأساتذة المتعاقدين العاملين، ذوي الأقدمية المهنية في التعليم، إلا أن مديريات التربية لم تحترم هذا الأمر، وتعاطت مع ملفات كافة المترشحين على قدم المساواة، وقد رفضت استلام شهادات العمل، التي تبيّن أقدمية صاحبها في التدريس بملفات الترشح. وللتذكير فقط ، نقول أنه يوجد أساتذة متعاقدون لهم أقدمية عدة سنوات، تصل حتى 15 سنة في التعليم ، ومع ذلك هم مازالوا يتلاطمون سنويا مع نظام المسابقات، الذي يستغني بوضعه الحالي عن سنوات تدريسهم، وخبرتهم وعطائهم في الميدان، ويعتبرهم مجرد مترشحين مبتدئين، رغم أن منهم الكثير من واظبوا على تحقيق نسب نجاح عالية ، ومتميزة لتلاميذتهم في امتحانات شهادة البكالوريا، وشهادة التعليم المتوسط ، ولقد تقرّبت »صوت الأحرار« من إحدى مديريات التربية للاستفسار عن هذا الأمر، وقيل لنا أن مسابقات التعليم الثانوي والمتوسط تتمّ على أساس الامتحان، لا على أساس الملف، ومن تمّ فشهادات الأقدمية في مسابقات التعليم الثانوي والابتدائي لا تُؤخذ بعين الاعتبار، مهما كانت أقدمية صاحب الملف في هذين الطورين من التعليم، فقط هذه الأقدمية تُؤخذ بعين الاعتبار في مسابقات التعليم الابتدائي، ويرى الأساتذة المتعاقدون، ذوي الخبرة المهنية أن في هذا الذي هو حاصل إجحاف كبير في حقّهم، وأن من حقهم ومن مصلحة قطاع التربية، والتلاميذ أن تُؤخذ أقدميتهم بعين الاعتبار، وأن تُحتسب عنها نقاط في مسابقات التعليم بكامل أطواره الثلاثة. ونشير إلى أن مسابقات هذه الأطوار الثلاثة تجرى في تاريخ واحد، وهو ما لم يُحبذه الأساتذة المتعاقدون، ورأوا فيه تقليصا في فُرص نجاحهم، لأن أعدادا كبيرة منهم تودّ المشاركة في أكثر من مسابقة، وفي أكثر من طور.