قال المحلل السياسي مصطفى صايج، أن زيارة الرئيس مدفيديف إلى الجزائر من شأنه أن يحرك مشاريع في مجال البنى والمنشآت التحتية كالسكك الحديدية والأشغال العمومية، بالإضافة إلى بحث سبل خلق قوة طاقوية هامة في المنطقة الإفريقية بالتحالف مع شركة سونطراك. وأوضح صايج في حديث لموقع الإذاعة الوطنية، أن هناك مجموعة من المصالح المشتركة التي يمكن أن يستفاد من زيارة الرئيس الروسي ميدفيديف إلى الجزائر منها، سيما في مجال الطاقة والتجهيزات العسكرية، وكذا الانخراط في المخطط الخماسي 2010/2014، مشيرا إلى أن روسيا كدولة فاعلة في مجلس الأمن تمتلك حق الفيتو، وأن الجزائر تبني إستراتيجيتها الخارجية على ضرورة تنويع شركائها مع القوى الكبرى. وأشار صايج إلى أن زيارة الرئيس الروسي إلى الجزائر تدخل في إطار تطبيع وبعث العلاقات الإستراتيجية التي تم وضعها في بداية الألفية الجديدة بين الرئيس بوتفليقة والرئيس فلاديمير بوتين، خاصة وأن الجزائر تعتمد في تحديث قدراتها الدفاعية وبناء مؤسسة عسكرية احترافية، وهو ما اتضح في الصفقة الضخمة التي وصلت إلى 7 ملايير دولار في 2006، وهي تقريبا نفس القيمة المالية التي كانت ديون مستحقة لروسيا على الجزائر. وفي نفس السياق، أكد المحلل السياسي أن العامل الآخر الذي يدفع للشراكة بين البلدين هو عامل الطاقة، مشيرا إلى أن كلا البلدين منتجان للطاقة، من خلال إيجاد منظمة »أوبيب« خاصة للغاز أو منتدى للمنتجين والمصدرين للغاز، بالإضافة إلى مجموعة من الإتفاقيات التي يمكن أن توضع كأجندة للدولتين للتحرك على مستوى الأمن الطاقوي بما يخدم مصالح الدولتين وكذلك بما يحقق الاستقرار في المنطقة. كما أوضح صايج أن هذه الزيارة تأتي في سياق المخطط الخماسي 2010/2014 الذي وضعت الجزائر لتجسيده أكثر من 286 مليار دولار، مضيفا أن الروس يدركون بأن لديهم القدرة التنافسية مع الأوربيين والأمريكيين في بناء المنشآت التحتية للجزائر، خصوصا فيما يتعلق بالسكك الحديدية والمساهمة في إنجاز الطرقات والتكنولوجيا الفضائية والمساهمة في الدخول في الإستثمار الداخلي بالرغم من أن نسبة التبادل التجاري بين البلدين هي ضعيفة لا تتعدى 500 مليون دولار في سنة 2009.