لم يستبعد الملياردير المصري نجيب ساويرس، الرئيس التنفيذي لشركة »أوراسكوم تيليكوم«، إمكانية اللجوء إلى التحكيم الدولي من أجل إيجاد حلّ لمشكلة »جيزي«، ولو أنه ربط هذا الخيار بتطورات الموقف الجزائري من هذه القضية، وأكثر من ذلك أشار إلى أنه لن يقبل ببيع فرع »أوراسكوم« بأقل من »قيمتها العادلة«، وصرّح مُتحدّيا أن الجزائر لن تقف عقبة أمامه في إنهاء المفاوضات التي يُجريها مع شركة »فيمبلكوم« الروسية. اتهم الرئيس التنفيذي لشركة »أوراسكوم تيليكوم«، الجزائر بالضغط عليه وإرغامه على التخلي عن استثماراته في قطاع الاتصالات، وقال إن المفاوضات التي دخل فيها مع الطرف الروسي من أجل التنازل عن أصول »أوراسكوم« جاءت بطلب من شركة »فيمبلكوم« للاتصالات، مشيرا إلى أن الوضع المالي لفرع شركته بالجزائر دفع به إلى الموافقة، وتابع بأن هذا الاندماج الذي حدث مع شركة »فيمبلكوم« تم تحت ضغط وأنه قرار لا يُعبّر عن شخصيته. وعلى هذا الأساس انتقد نجيب ساويرس، في تصريحات خصّ بها قناة »دريم«، موقف الجزائر من صفقة بيع أصول »أوراسكوم تيليكوم«، حيث خاطبها بنوع من التحدّي: »إذا كانت الجزائر تتوقع، بعد فرض غرامات وضرائب على أوراسكوم تيليكوم، أن أوراسكوم ستُسارع للتخلص من جيزى بقيمة مُتواضعة فهذا لن يحدث..«، مؤكدا أنه متمسّك ب »القيمة العادلة للشركة في أي مفاوضات مع الحكومة الجزائرية«. وعلى حدّ ما جاء على لسان الملياردير المصري فإنه لو تمّ تقييم »جيزى« بنفس معيار تقييم »زين« الكويتية التي يجرى الحديث عنها أو صفقة »ميديتيل« في المغرب، فإن قيمة »أوراسكوم« ستتجاوز، حسبه، 12 مليار دولار، مُبرّرا تواضع العرض الروسي الذي توقف عند 7.6 مليار دولار بالقول: »التقييم الحالي يتم بسعر السهم في البورصة وهو ما تعرض للخصم من قيمته بسبب مشكلة الجزائر..«. وضمن هذا السياق تحدّث الرئيس التنفيذي لشركة »أوراسكوم تيليكوم« عن خياراته في المستقبل، حيث أظهر ثقة كبيرة بكسب معركته في حل مشكلة »جيزي« عندما هدّد بالذهاب بعيدا قائلا: »إن الحكومة الجزائرية لن تُشكل عقبة أمام الاستحواذ على جيزي لأن كل الحلول التي أمامها هو خيارات: فإما أن تشتري الشركة بالقيمة العادلة، وإما أن تتركها تعمل في ظروف جيدة، وهو ما لا أعتقده، وإما أن تلجأ فيملكوم للتحكيم الدولي«، وجاء في تصريح مماثل لصحيفة »الحياة« تأكيده بأنه مُستعد شخصيا للذهاب إلى التحكيم الدولي قبل أن تفعل »فيمبلكوم«. وقال ساويرس إنه لن يتسرّع في اللجوء إلى التحكيم الدولي خاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الروسي إلى الجزائر، كما أوضح »الأمر سيأخذ بعض الوقت لاتخاذ أي خطوات جديدة في هذا المجال وإنه لا بد لقضية جيزى أن تأخذ بعض الوقت على نطاق المفاوضات..«، مثلما توقع إتمام الصفقة مع الشريك الروسي في فيفري 2011 أو حتى قبل ذلك، ولم يُبد أي امتناع في التفاوض شخصيا مع المسؤولين الجزائريين »فنحن ننتظر دعوه من الحكومة الجزائرية للبدء في المفاوضات لبحث المشكلة وإنهائها في أسرع وقت مُمكن«. كما قدّر »ساويرس« بأن مشكلة »جيزى« لا تُمثل عائقا كبيرا بالنسبة لشركة »فيمبلكوم« للتقدّم في صفقة الاندماج، وأرجع ذلك إلى كون »ويند« الإيطالية وحدها تُمثل 75 بالمائة من قيمة الصفقة، في حين أن »أوراسكوم تيليكوم« تُشكّل 25 بالمائة فقط، وبالتالي فإن تقدير قيمة الأصول الجزائرية في الصفقة لا يتجاوز، حسبه، 10 بالمائة، وأعلن أيضا أن الشريك الروسي »على استعداد لضخ سيولة في أوراسكوم تيليكوم بقيمة مليار دولار أو أكثر مما سيُساعدها على مواجهة أزمة جيزى إذا استمر الوضع على ما هو عليه وتم اللجوء إلى التحكيم الدولي«.