شهد العرض الشرفي العام لفيلم » النخيل الجريح « للمخرج والمنتج السينمائي التونسي الشهير عبد اللطيف بن عمارأول أمس بقاعة الموقار حضور المناضلة جميلة بوحيرد ونخبة من الوجوه السياسية والتاريخبة بقاعة الموقار ما أضفى مسحة من الرمزية على الأجواء . كما عقد أمس الطاقم الفني للفيلم التاريخي وهو من إنتاج مشترك جزائري تونسي بقاعة الأطلس ندوة صحفية تناول فيها كل من المخرج عبد اللطيف بن عمار والمنتجة الجزائرية نادية شرابي ونجوم الفيلم التونسية ليلى وز ،ريم تاكوشت وعايدة قشود إلى جانب مصمم الموسيقى فريد عوامر،حيث ثمنت المنتجة نادية شرابي هذه المبادرة التي تعزز العلاقات الثقافية والفنية بين الشقيقتين الجزائروتونس وذلك لدعم الإنتاج المشترك وقالت أن المهم هو تحريك وتيرة الإنتاج وتوفير أعمال للفنانين المغاربيين خاصة وأن الفيلم هو الثاني للمخرج بن عمار مع الجزائر بعد فيلم » عزيزة« 1981 وأشار المخرج التونسي لطفي بن عمار إلى أهمية تكثيف الإنتاجات المشتركة في الفضاء المغاربي لربط الآمال وتجاوز المغالطات وأكد أن الإنتاج المشترك يتجاوز الهدف المادي نحو توحيد الهوية وخصوصيات الثقافة عندنا مشيرا أنه حافظ على الشخصية الجزائرية وخصائصها في سياق الفيلم وأوضح أن الفيلم أثار موجة من التساؤلات بعد عرضه في تونس وأعاد طرح مجموعة من الأسئلة على الواقع وأمام الدلالات التي يطرحها من جهته أكد الموسيقي فريد عوامر عن سعادته في العمل مع المخرج عبد اللطيف بن عمار وقال أن التأليف الموسيقى هو مسؤولية خاصة أن الفيلم تاريخي إستدعى قراءة للشخصيات والأحداث وتكييف الموسيقى مع السيناريو وقالت بطلة الفيلم ليلى وز أنها فخورة للمشاركة في الفيلم إلى جانب نخبة من أبرز الممثلين ضمنهم الراحل العربي زكال وسعادتها لا توصف بلقائها بالمجاهدة الرمز جميلة بوحيرد وجميلة حشاد إبنة الشهيد فرحات حشاد . »شارع النخيل الجريح« هو فيلم روائي طويل وإنتاج مشترك تونسي جزائري يستعرض جانبا من التاريخ الوطني التونسي وتاريخ عدد من البلدان المغاربية ومنها الجزائر بالخصوص التي يعتبرها المخرج ذات تاريخ مشترك مع تونس،وتتوزع أماكن التصوير بين تونس ومدينة بنزرت شمال العاصمة أين تم بناء ديكور خاص يستحضر الوجه القديم للمدينة، وتدورفيه أغلب أحداث الفيلم. يروي الفيلم »شارع النخيل الجريح« قصة فتاة تونسية تبحث عن تاريخ والدها الشهيد الذي سقط خلال »حرب بنزرت« الواقعة شمال العاصمة التونسية خلال العام 1961وتواجه هذه الشابة خلال عملية البحث الشاقة عراقيل كثيرة ،حيث تتضارب بعض التفاصيل أمام بعض الكتابات ومحتوى الذاكرة الشعبية التي ظلت تختزن كمًّا مهمًّا من الحقائق. وفي أثناء رحلة بحثها تتعرف إلى شاب جزائري يهوى الموسيقى اختار الاستقرار في تونس أيام حرب الخليج سنة 1991. و»شارع النخيل الجريح« هو رابع فيلم روائي طويل للمخرج عبد اللطيف بن عمار بعد «سجنان» (1974)، و»عزيزة» (1980) و«نغم الناعورة» (2002)، وهو إنتاج مشترك تونسي جزائري، يطرح فكرة الكتابة العلمية للتاريخ من خلال رحلة كاتب يعدّ كتابا حول «حرب بنزرت» (1961) فينتدب كاتبة استشهد والدها خلال المواجهات العنيفة لهذه الحرب. وتجد هذه الأخيرة في وظيفتها فرصة لاكتشاف حقيقة استشهاد والدها ، المخرج عبد اللطيف بن عمار خريج معهد السينما في فرنسا، و» شارع النخيل« الجريح هو ثاني فيلم مشترك جمعه بالجزائر بعد فيلمه"عزيزة"1965 كما تربطه بالجزائر علاقة سينمائية متميزة، حيث ترأس لجنة تحكيم الفيلم القصير خلال المهرجان الدولي للفيلم العربي في وهران العام 2008 واشرف على افتتاح أول نادٍ للسينما الذي يشرف عليه الديوان الوطني للثقافة والإعلام .