نفى أحمد راشدي، مخرج فيلم ''بن بولعيد''، على هامش عرض الفيلم بقاعة السعادة بوهران، في إطار المنافسة على الأهقار الذهبي، أن يكون قد تلقى ضغوطا سياسية بعد العرض الشرفي للفيلم قبل أشهر بقاعة الموقار بالعاصمة، بحضور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة· المخرج أحمد راشدي لم يكن حازما في الرد على أسئلة الصحفيين وبعض الحضور، بعد عرض الفيلم الذي تفاعل معه الجمهور بالتصفيق والزغاريد، وقدم إجابات عامة عن أسئلة كانت تبدو حرجة· وبخصوص الضغوط أو الانتقادات التي يكون قد تعرض لها المخرج، لم يرد أن يربطها بجهات سياسية معينة، معتبرا الاشتغال على الفيلم من جديد أمرا طبيعيا، وهو ما تم بالفعل، حيث تم حذف بعض المشاهد في الصورة الجديدة للفيلم، وإضافة أخرى لم تكن ذات شأن كبير مقارنة مع النسخة الأصلية للفيلم· ولعل الجدير بالذكر في هذا السياق هو أن المخرج أحمد راشدي يكون قد غيّر نهاية الفيلم في مشهد استشهاد البطل بن بولعيد، ملغيا فرضية تعرض البطل الرمز للخيانة، وربما يكون هذا التغيير استجابة لانتقادات يكون راشدي قد تلقاها من عارفين بخبايا وزوايا الثورة، أو استجابة لما تمليه ظروف المرحلة· وأضاف راشدي في سياق آخر أن فيلم بن بولعيد لم يكن تأريخيا لمسيرة الرجل، وإنما هو يسترشد بالتاريخ ليؤكد قائلا ''ليس من وظيفة الفنان كتابة التاريخ، نحن نقدم الرؤى الفنية الإنسانية وللتاريخ أهله والمختصون بتفاصيله''· على صعيد آخر، رفض راشدي وهو يشيد بعمله السينمائي أن يقدم تفاصيل عن إنتاج الفيلم، محيلا الأمر على المنتج، وأضاف في صدد الإشادة بالعمل قائلا: ''العمل ينفض الغبار عن أحد أعلام الثورة التحريرية والحركة الوطنية الشهيد الرمز مصطفى بن بولعيد الذي كان أسد الأوراس''، قبل أن يضيف أن الحركة الوطنية الجزائرية غنية بالرموز الكبرى التي تستحق الإشادة بها والعمل على تقديمها للأجيال فنيا وسينمائيا· جدير بالذكر أن الفيلم وعبر كل مشاهده التي اتسمت بالطول نسبيا، مما أفقد العرض العام الحبكة، إلى درجة غياب التركيز على مسار القصة بشكل عام، وهو يروي سيرة المناضل الجزائري مصطفى بن بولعيد، وهو أبرز الذين ساهموا في إطلاق شرارة الثورة ضد الاحتلال الفرنسي· العرض لم يخلُ من ثغرات على مستوى الاشتغال النصي وكذا الإخراجي الذي اقترب من التوثيقية دون تلمس النقاط المضيئة في حياة البطل بن بولعيد، بعد أن اقتصر تقديمه بطلا فذا فحسب، الأمر الذي أثقل كاهل العمل بعد أن تم تقديس الكثير من المشاهد بتضخيمها على المستوى السينمائي، لكن ذلك ولحسن الحظ أدخل بهجة ومتعة على المشاهد جعلته يتماهى مع البطولة الجزائرية وهي تجابه أعتى جيوش الاستعمار الغربي·