شكلت الندوة العلمية الدولية حول كتابة التاريخ فرصة للمؤرخين والأكاديميين الجامعيين لإبراز الشروط وتناول الأدوات التي يجب توفرها في الكتابة التاريخية من أجل توضيح الحقائق بمشاركة أساتذة جامعيين وخبراء من 17 جامعة، وأربع دول هي تونس وسوريا والعراق وتركيا. ناقش المشاركون خلال الندوة الدولية حول كتابة التاريخ التي تختتم اليوم كيفية تسجيل الحقائق التاريخية دون تشوهات، وأشاروا إلى الأدوات والآليات التي يجب الاعتماد عليها من أجل كتابة التاريخ بطريقة علمية. ومن بين الوسائل التي يعتمد عليها المؤرخون في تدوين الوقائع التاريخية المذكرات ما ذهب إليه الأستاذ يوسف مناصرية من جامعة باتنة، حيث أبرز أهميتها في ظل ضعف الإمكانيات التي يوفرها الأرشيف، داعيا إلى الاحتفاظ بها في مراكز الأرشيف والتوثيق وعدم تركها في أيدي الأشخاص. واعتبر الدكتور مناصرية أن المذكرات تساهم في إزالة بعض الغموض وتوضيح الرؤية واستدل في حديثه عن وقائع تاريخية كثيرة منها المنظمة الخاصة، أحداث 20 أوت 1955، وسفر الشهيد مصطفى بن بولعيد لجلب الأسلحة والأحداث التي عرفتها المنطقة الأولى من خلافات، ورغم اتسامها بالذاتية إلا أن المحاضر وصف المذكرات ب»المفيدة جدا«. من جانبه، أبرز الدكتور محمود عامر من جامعة دمشق بسوريا مكانة الجزائر لدى السلاطين العثمانيين، وأكد أنها كانت تمثل اليد الطول لديهم في مناطق المغرب العربي في محاضرة جاءت بعنوان» الجزائر في الوثائق والمصادر العثمانية«. وعرف اليوم الأول من الندوة إلقاء 14 محاضرة من طرف دكاترة يمثلون، جامعة باتنة، الجزائر، قسنطينة، ودمشق. ويشارك في هذه الندوة 17 جامعة جزائرية، إضافة إلى حضور أربع دول هي تونس يمثلها كل من مدير المعهد العالي لتاريخ الحركة الوطنية الدكتور عبد السلام بن حميدة والدكتور عميرة عليه الصغير الذي يسلط الضوء على مصادر تاريخ الجزائر في تونس، أما سوريا فهي ممثلة بكل من محمود عامر، بشرى خير بك تناولا أهمية المصادر التركية في كتابة تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر وكذا المصادر المحلية لتاريخ الجزائر الحديث من حيث أهميتها وحدودها. فيما فضل الدكتور نائل حنون من العراق التطرق إلى منهجية التدوين ونقد المدرسة الاستعمارية وكيفية التعامل مع النصوص، ويستعرض الدكتور زكريا قورشن التجربة التركية في كتابة التاريخ الوطني. ويلقي اليوم الباحث فراد أرزقي محاضرة يقدم من خلالها قراءة المدرسة الفرنسية لتاريخ منطقة الزواوة، ويبرز الباحث من خلال تدخله أهداف فرنسا من الاهتمام بتاريخ الزواوة، ومن أهمها تكريس الفكر الاستعماري والعمل بقاعدة فرق تسد، كما يكشف الأساليب الاستعمارية الجهنمية التي اعتمدتها فرنسا من أجل تقسيم الجزائر.