أكد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن ترقية مفهوم المواطنة في الوطن العربي لن يكون إلا بإصلاح المنظومة التربوية، داعيا إلى وضع نهج عربي موحد للارتقاء بهذه المنظومة بهدف خدمة المواطنة، كما انتقد بلخادم تدهور الشعور بالمواطنة في مختلف بلدان العالم، مرجعا سبب ذلك إلى تداعيات العولمة. بلخادم الذي تحدث للصحفيين على هامش إشرافه، أمس، على افتتاح فعاليات الندوة الفكرية السنوية التي تحمل عنوان:» التربية والمواطنة« والتي تأتي في إطار ندوات منتدى الفكر العربي، أوضح أن مفهوم المواطنة كثيرا ما يغيب عن الناس في دهاليز التخندق الفئوي والفكري والحزبي وننسى أنها تجمع أبناء الوطن الواحد أي الوطن العربي. واعتبر بلخادم أن هناك تدهورا ملحوظا في الشعور بالمواطنة وأن هذا التدهور ليس حكرا على بلدان الوطن العربي، وإنما هو تدهور أوجدته تداعيات العولمة عبر مختلف بلدان العالم، مما أدى إلى إضفاء شعور من الارتخاء في الانتماء إلى الوطن، مذكرا في هذا الصدد بأن المواطنة تقوم على تقديم حقوق والحصول على واجبات، بكل تفان وإخلاص. و على اعتبار ما للمدرسة من دور في تلقين وتطوير مفهوم المواطنة، دعا بلخادم إلى تقديم اقتراحات تدعم المنظومة التربوية وتدعم مفهوم المواطنة، موضحا أن النظام التربوي يجب أن يرتكز على رصيد قيمنا من أجل تعزيز المواطنة، كما أنه يجب أن يدخل في إطار تعزيز هذا الانتماء للأمة من خلال تثمين المواطنة. وبالمناسبة، ناشد بلخادم كافة الخبراء الذين جاؤوا من عدة دول عربية والممثلين لعدة هيئات عربية إلى الإسهام في الندوة» بما يمكن الوطن العربي من أن يسمو بجامعاتنا ومنظومتنا التربوية إلى مصاف الريادة«، وذكر بلخادم في هذا الصدد بوجود الكثير من الإحصاءات التي تصدر عن المنظمات لا تصنف منظومتنا التربوية ولا جامعاتنا في صدارات ترتيب الجامعات العالمية، وأرجع بلخادم جزءا كبيرا من مسؤولية عدم وجود جامعات عربية من بين أفضل الجامعات العالمية إلى الاستعمار الذي حال دون تألق الكفاءات. وقال بلخادم:» إن المواطنة نربيها في المدرسة، وعليه فإن علينا العناية بالمنظومة التربوية، وعلى المفكرين العرب أن يسهموا في إثراء ذلك«، داعيا إلى تطوير البحث العلمي، وتطوير نظام الأستاذ الجامعي حتى تكون له القدرة على تأطير مجموعات بحث حول هذا الموضوع. وأعرب بلخادم من جهة أخرى، عن أمله في الوصول إلى نهج عربي موحد للارتقاء بالمنظومة التربوية وخدمة المواطنة عن طريق تفعيل الإصلاحات المناسبة، مؤكدا أن الجزائر ستبقى حريصة على كل ما يجمع شمل العرب.