أجمع المشاركون في الندوة الفكرية السنوية لمنتدى الفكر العربي تحت عنوان » التربية والمواطنة« على دور المدرسة والمحيط في تطوير هذا المفهوم لدى النشء، مشددين على ضرورة ترقية الهياكل التعليمية في مختلف الأطوار بما يضمن قدرتها على القيام بهذه المهمة. أشرف عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على افتتاح أشغال منتدى الفكر العربي وندوته السنوية حول موضوع» التربية والمواطنة«، الذي تتواصل فعالياته على مدى3 أيام يتم خلالها فسح المجال أمام المفكرين والباحثين والخبراء من عدة بلدان عربية لإيجاد الحلول الكفيلة بتعزيز قيم المواطنة داخل الوطن العربي. الندوة الفكرية السنوية لمنتدى الفكر العربي التي احتضنتها الجزائر جاءت برعاية من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة باعتباره عضوا في هذا المنتدى، وكذا الأمير الحسن بن طلال رئيس المنتدى وراعيه. وقد تضمنت جلسة الافتتاح كلمة مقتضبة لعبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، أكد خلالها أن الجزائر ستبقى حريصة على ما يجمع شمل العرب، وأن احتضانها لمثل هذه الندوة خير دليل على ذلك، داعيا إلى السمو بالمدراس والجامعات إلى مصاف الريادة، على اعتبار أنها الوسط الذي يتطور فيه مفهوم المواطنة. ومن جهته، أوضح الأمين العام لمنتدى الفكر العربي الدكتور همام غصيب أن الندوة الفكرية بتركيزها على التربية والمواطنة، تناقش تربية النشء وسائر المواطنين على المواطنة وثقافة أداء الواجبات قبل التفكير في الحقوق وعلى الغيرية والخيرية وعلى الحوار الحضاري الناضج الندي بكل ما يعنيه ذلك، وعلى التمسك بدولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية والمساواة وعلى الانتماء للوطن والأمة. واعتبر غصيب أن كل ذلك لن يتحقق عن طريق المناهج الدراسية وأساليب التدريس وحدها و إنما أيضا بالممارسة الواعية ضمن نطاق الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والإعلام و الفن، أما غريب زاهر إسماعيل مدير التربية بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة»ايسيسكو« فقد أكد أن هيئته تحرص على تحقيق هذه الندوة لفوائدها العلمية الرامية إلى التماسك الاجتماعي واحترام حقوق المواطنة وتنمية الشعور الحقيقي الصادق بالانتماء إلى الوطن بقيمه السامية. وبعد الجلسة الافتتاحية، استهل النقاش بجلسة أولى ترأستها الأستاذة اللبنانية علا سبليني زين، نشطها الأستاذ نايت سليمان الطيب بمداخلة تحت عنوان: » التجربة الجزائرية في التربية على المواطنة«، شرح فيها مراحل تطور المدرسة الجزائرية، وتطور التربية على المواطنة في الجزائر، متطرقا إلى البرامج التعليمية الجديدة في إطار إصلاح المنظومة التربوية، وأيضا الدور المكمل للمحيط في مجال التربية على المواطنة. وسيتم خلال هذه الندوة العلمية التي ستدوم أربعة أيام تنظيم أربع جلسات تتضمن إلقاء محاضرات تلم بجوانب متعددة من موضوعي التربية والمواطنة وسيتم خلالها إطلاق النسخة العربية من أجل قانون في خدمة الجميع، بالإضافة إلى اجتماع لجنة الإدارة واجتماع مجلس الأمناء واجتماع الهيئة العمومية.