أكد عبد الرحمان بلعياط، عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، المكلف بأمانة التكوين السياسي والتدريب، أن المرأة الجزائرية »قدّمت تضحيات كبيرة في الثورة التحريرية«، إضافة إلى الدور العظيم الذي قدمته في الحفاظ على الهوية والثقافة الوطنية، مع تطور دورها وتكيّفه بعد الاستقلال في المنظومة الاجتماعية والمؤسساتية، وفق ما اقتضته متطلبات فترة الاستقلال. أكد القيادي الأفلاني عبد الرحمان بلعياط، في محاضرة ألقاها خلال أشغال الندوة الفكرية التي نظمها حزب جبهة التحرير الوطني أول أمس، تناولت موضوع »المرأة الجزائرية بين التحولات الاجتماعية والسياسية.. مكاسب وتطلعات«، أن المرأة الجزائرية لعبت دورها المنوط بها فقد » كان دور المرأة عظيما في الحفاظ على ثقافتنا العربية والإسلامية مع ترسيخ الشعور الوطني، فقد كان دورها ممتازا في الثورة التحريرية المقدسة«، وتحدث بلعياط عن واقع المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية بعد الاستقلال قائلا: »تكيف دور المرأة وتطورت مكانتها ومساهمتها في المنظومة الاجتماعية والمؤسساتية والسياسية حسب متطلبات حقبة الاستقلال«. وفي ظل هذا التطور الذي عرفته المرأة في البنية الاجتماعية للمجتمع الجزائري كان »عمل المرأة ونشاطها واضحا في جبهة التحرير، ومؤشرا طبقا لمكانته في المنظومة المؤسساتية سواء وقت الحزب الواحد أو منذ التعددية الحزبية والإعلامية«. وحسب بلعياط، فإن الحزب العتيد »ببرامجه ومؤتمراته ومواثيقه ودساتير البلاد الأربع، ظل يسعى دوما إلى تحقيق التطور الاقتصادي دون أن ينسى النظرة الحريصة للمرأة، ومكانتها في المجتمع«. ويواصل المجاهد بلعياط تشريحه للواقع الذي مرت به المرأة في مسارها النضالي في حزب جبهة التحرير الوطني، مؤكدا أن هذا النضال يحتاج الى رؤية علمية ومعرفية، دون إهمال التجربة الميدانية التي لعبت فيها دور القيادة والتوجيه والمرافقة. وفي هذا السياق أشاد بلعياط بالوثبة التي حققتها الجزائر خلال سنوات الاستقلال مذكرا بانفتاح المنظومة الإعلامية، والانفتاح الاقتصادي، بالإضافة إلى يناء منظومة تعليمية وتربوية شاملة، مؤكدا في هذا الصدد بأن كل » العوامل أثرت وتؤثر بشكل وبآخر في المستقبل في واقع ومكانة ودور المرأة في كل مجالات الحياة«.