فشل تنظيم »القاعدة« في تنفيذ مخطّط إرهابي كان يستهدف بالأساس اغتيال عميد مسجد باريس الكبير، حيث كشفت معلومات أن مصالح الاستعلامات الداخلية في فرنسا اعتقلت خلال اليومين الماضيين خمسة مشتبه فيهم يُعتقد بأنهم كان وراء التهديدات التي وصلت دليل بوبكر قبل أسابيع قليلة، وبحسب المعلومات فإنه يوجد اثنان من بين هؤلاء الأشخاص الموقوفين من أصول جزائرية. أوردت معلومات نشرتها وسائل إعلام فرنسية على نطاق واسع أمس، أن الاعتقالات التي نفّذتها مصالح الأمن شملت شخصين اثنين تمّ توقيفهما مساء الاثنين بمطار »رواسي شار ديغول« كانا قادمين من مصر، وأشارت إلى أنهما أوقفا مباشرة عند نزولهما من الطائرة في طريق عودتهما من المناطق القبلية على الحدود الباكستانية-الأفغانية، وقد برّرت هذا الاعتقال ب »الاشتباه في ضلوعهما في عملية إرهابية يجري التحضير لها« بالإضافة إلى شبهة أخرى تتعلق ب »انتمائهما إلى شبكات تدريب المُقاتلين« ضمن تنظيم »القاعدة«. وفيما اعتُقل الثلاثة الآخرون صبيحة الثلاثاء في ضواحي العاصمة باريس، فإن وكالة الأنباء الفرنسية التي نقلت الخبر بالاستناد إلى مصادر أمنية متطابقة، كشفت أن المُشتبهين الخمسة اعتُقلوا على خلفية »التهديد الشامل« بتنفيذ هجمات ضد فرنسا، فيما أورد مصدر قضائي بأن عملية التوقيف جاءت في إطار تحقيق يُجريه قاض لمكافحة الإرهاب، لكن إذاعة »آر تي أل« نقلت من جهتها معلومات تُشير إلى أن الموقوفين يُشتبه في ضلوعهم في تهديدات بالقتل وجهت قبل أسابيع إلى عميد مسجد باريس الكبير. وعلى إثر تلقيه الخبر فإن عميد مسجد باريس الكبير، دليل بوبكر، اعتبر ما حصل على أنه »استهداف لرجال الحوار الذين أصبحوا مُهدّدين من طرف الذين لا نتفق معهم«، وعلى حدّ تعبيره فإن توقيف هؤلاء المُشتبه بهم مؤشر إيجابي على أن »نظامنا الأمني أثبت أنه في مستوى الأخطار التي تُحدّق بنا في ظل الظروف التي نعيش فيها الآن«، قبل أن يُضيف في تصريح خصّ به راديو »آر تي أل« أن »هذا الأمر يُعزّر مساعي حماية حرية المُعتقد وحرية التعبير وكذا حرية العيش سويا«. ومُوازاة مع هذه التطوّرات فإن تقديرات مصادر أمنية داخل فرنسا تذهب إلى التأكيد بأن المُقاتلين العائدين من المناطق القبلية على الحدود بين باكستان وأفغانستان »يُمثّل حاليا مصدر القلق الرئيسي« لسلطات الدول الأوروبية، ويؤكد مصدر مقرب من الأجهزة الفرنسية تعليقا على هذه الوضعية »وعليه تخشى تلك السلطات أن يتمكن المدّربون على القتال تنظيم مجموعات وتوحيدها، بينما هي لا تزال غير رسمية ومُفكّكة«. وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الفرنسية رفعت حالة التأهب الأمني إلى أقصى درجاته منذ نهاية شهر أوت الماضي إثر التهديدات المتوالية التي تلقتها من طرف تنظيم »القاعدة«، حيث أسفر هذا الاستنفار غير المسبوق إلى توقيف العديد من المُشتبه في انتمائهم إلى هذا التنظيم الإرهابي خاصة مع تزايد الإنذارات الخاطئة عن وجود قنابل، وكانت مصالح الأمن أوقفت السبت الماضي فرنسيا تمّ التحقيق معه للاشتباه في توجّهه إلى المناطق القبلية على الحدود الباكستانية-الأفغانية في عام 2009 وعودته منها في العام الجاري، ثم سُجن بتهمة »تآمر مُجرمين لغرض إرهابي«.