فضحت التصريحات الأخيرة للرئيس أمادو توماني توري ادعاءات نواكشوط بخصوص المحاولة الفاشلة التي قام بها الجيش الفرنسي والجيش الموريتاني لتحرير الرهينة الفرنسي لميشيل جيرمانو، وأكد الرئيس المالي بأن بلاده لم تكن على علم مسبق بالعملية، مؤكدا من جهة أخرى بأن إطلاق باماكو سراح أربعة عناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب، في إطار صفقة تبادل أسفرت عن تحرير الرهينة الفرنسي، بيار كامات، تم لاعتبارات إنسانية بحتة. أكد الرئيس المالي أمادو توماني توري، في حديث خص به التلفزيون الموريتاني مساء أول أمس السبت، أن بلاده لم تكن على علم »لا من قريب ولا من بعيد« بالعملية العسكرية التي شنتها موريتانيا وفرنسا لمحاولة تحرير الرهينة الفرنسي ميشيل جرمانو، وأضاف رئيس مالي قائلا: »إنني أتحدث إلى إخوة، مالي لم تكن على علم، لا من قريب ولا من بعيد، بالعملية«، في إشارة إلى المحاولة الفاشلة التي قامت بها، في 25 جويلية الماضي، وحدة من قوات النخبة في الجيش الفرنسي بمشاركة عناصر من الجيش الموريتاني في شمال مالي، وهذا لتحرير الرهينة الفرنسي العجوز ميشيل جيرمانو الذي أعدمته جماعة عبد الحميد أبو زيد انتقاما من السلطات الفرنسية التي حاولت مباغتة العناصر الإرهابية في وقت كانت هناك اتصالات ومفاوضات بين الجانبين لترتيب لصفقة وفدية مالية، حسب ما كشف تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي فيما بعد، مع العالم أن العملية المذكورة خلفت مصرع سبعة من العناصر الإرهابية. وظهر بوضوح التناقض في حديث الرئيس المالي، فتارة يتكلم عن عملية استباقية ضد معاقل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على التراب المالي، وتارة عن محاولة لتحرير الرهينة الفرنسي، وهو نفس التناقض الذي تابعه الجميع بين الفرنسيين والموريتانيين، مباشرة بعد تنفيذ العملية، حيث سعت باريس بكل ما تملك من ذكاء سياسي إلى الادعاء بان جيشها لم يشارك في الهجوم، وأن الهجوم لم يكن يهدف إلى تحرير العجوز ميشيل جيرمانو، بل إلى توجيه ضربة استباقية للتنظيم الإرهابي على خلفية معلومات حصل عليها الجيش الموريتاني حول هجمات كان تنظيم عبد الملك درودكال يحضر للقيام بها فوق التراب الموريتاني. تصريحات الرئيس أمادو توماني توري تفضح من جهة أخرى كل الادعاءات الفرنسية وخصوصا الموريتانية التي تحدثت في وقت سابق عن تنسيق أمني مع مالي، بهدف محاصرة المد الإرهابي بهذا البلد،كما أن المعارضة الموريتانية كانت قد احتجت بقوة على قيام نواكشوط بعمليات عسكرية فوق تراب دولة جارة دون علمها، ودون علم باقي شركائها في منطقة الساحل الصحراوي خاصة الجزائر. وبرر أمادو توماني توري قيام بلاده بإطلاق سراح أربعة عناصر إرهابية خطيرة، منها عنصر يحمل الجنسية الجزائرية وأخر من موريتانيا، في إطار صفقة تحرير الرهينة الفرنسي بيار كامات، بالجانب الإنساني، حيث صرح قائلا في معرض حديثه عبن الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين باماكو ونواكشوط : »هذا أصعب قرار اتخذته في حياتي، كنت حائرا بين إنقاذ نفس بشرية وإغضاب أخ«، مضيفا بأنه فضل في الأخير الخيار الإنساني »من أجل إنقاذ نفس بشرية«، وأوضح أنه كان على يقين بأنه سيتمكن من الوصول إلى تفاهم مع الموريتانيين.