أعاب الرئيس المالي أمادو توماني توري، على دول الجوار ''الجزائر وموريتانيا والنيجر''، ما أسماه ''نقص التعاون الإقليمي لمحاربة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، ويعتقد أن توري يرد على انتقادات لبلده تتهمها ب''التخاذل'' في محاربة التنظيم، وأكثر من ذلك رحب توري بالتعاون مع باريس في الحرب على الإرهاب. خرج أمادو توماني توري، بتصريحات فيها إشارات كثيرة للجزائر، وأعاب عليها استدعاءها لسفيرها في باماكو لما أفرجت بلاده عن أربعة إرهابيين في صفقة إطلاق سراح بيار كامات، الرهينة الفرنسي. وأشار توماني توري في حوار مع جريدة ''ليبيراسيون'' الفرنسية نشر أمس، إلى الإفراج المثير للجدل في فيفري الماضي عن الإرهابيين الأربعة الذين كانوا معتقلين في مالي فقال ''اليوم نحن ندفع الثمن.. فقد استدعت الجزائر وموريتانيا سفيريهما''. ويصف الرئيس المالي بلاده بأنها ''ضحية ورهينة''، وهي تصريحات تحتمل أن تكون ''تهربا من المسؤوليات السابقة''، وربما أيضا تلميحات لعدم القدرة على الالتزام بتعهدات قادة الجيوش والمخابرات في لقائيهم بحر الأسبوع الفارط بالجزائر، رغم أن مالي شاركت ووقعت على الالتزامات وتسلمت الرئاسة الدورية للقيادة المشتركة في تمنراست. ولفت توماني توري الانتباه إلى وجهة نظر خاصة به، تقول إن ''المشكلة تكمن في نقص التعاون الإقليمي، فالكل يشتكي من جاره، والأعمال المعزولة محكوم عليها بأن تبقى موقتة''، مشيرا إلى أن شمال مالي، حيث يحتجز الرهائن ''هو أيضا جنوبالجزائر وشرق موريتانيا وغرب النيجر''. وهو دعوة صريحة للجزائر لأن تتحمل مسؤوليات أكبر في مواجهة التنظيم، واعتراف بعدم قدرة بلده على تحمل المسؤولية وحدها. وشدد الرئيس المالي على أن ''قوات الإرهابيين الحاليين ليست بمستوى يفوق إمكاناتنا. يجب وضع مخطط إقليمي''. وأضاف ''أكرر أن بلادي رهينة وضحية. هؤلاء الناس (عناصر القاعدة) ليسوا ماليين. لقد قدموا من المغرب العربي بأفكار لا نعرفها''. وقال إن اجتماع قادة أركان الدول الأربع الأحد الماضي ''ليس إلا جانبا من خطة أشمل يتعين وضعها''، وكذلك اجتماع أجهزة الاستخبارات يوم الأربعاء في الجزائر. وأضاف ''كنت قد دعوت في سبتمبر 2006 إلى مؤتمر للساحل والصحراء من أجل السلم والتنمية، بحضور قادة الدول، غير أن أحدا لم يستمع إلي منذ أربع سنوات، إنها أربع سنوات ضائعة''. وحول هجمات جيش مالي على تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' قال الرئيس ''نحن نوافق على أن تأتي دول الجوار عندنا، إذا كان بإمكاننا الذهاب عندها''. ما يعني أن توري يحتج على العملية العسكرية الأخيرة لقوات موريتانية ضد إرهابيين فوق تراب بلده. واعتبر أنه في المعركة ضد المجموعات الإرهابية ''يجب أن يبقى دور فرنسا المواكبة والدعم على المستوى المادي''. وحول عملية عسكرية محتملة لفرنسا، قال إن بلاده ''تدرس كافة الطلبات''، مضيفا ''لكن يتعين على فرنسا أن تصغي إلينا''. ويمهد تصريح الرئيس المالي لتدخل فرنسي مباشر محتمل في المنطقة، حيث أعلن مصدر رئاسي في مالي أن الحكومة الفرنسية طلبت مساعدة مالي في الإفراج عن الرهائن السبعة. و في السياق نفسه، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن بيار كامات، الرهينة الفرنسي السابق لدى ''القاعدة'' تعرف من خلال صورة، على الإرهابي''أبو زيد'' الذي خطف سبعة أشخاص في النيجر. وأوضح أنه تعرف على أبوزيد من صورة نشرها التنظيم على موقع إلكتروني، وقال كامات ''شاهدت في أسفل الصورة على اليسار شخصا يمكن جدا أن يكون أبوزيد. بالنسبة إلي فإنه من خلال هذه القامة وملامح الوجه زعيمهم الشهير أبوزيد''.