شدد الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان في افتتاح القمة الروحية التي جمعت 15 من قادة الطوائف والمذاهب اللبنانيين، على دورها في تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة الخلافات اللبنانية التي وصلت حد الانتحار. وعبر سليمان في افتتاح القمة التي استضافها في القصر الجمهوري، عن أمله بأن تؤسس لإطلاق حوار وطني، وترسخ "رسالة لبنان ودوره في تعزيز وحدة ومصير أبنائه". وشدد سليمان على أهمية الحوار لإبعاد الخلافات الداهمة بلبنان، التي قال إنها لا تخدم إلا "العدو الإسرائيلي". وفيما يتعلق بمسألة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، اعتبر أن التعبير الأقوى عن الرغبة بقيام الدولة، يكون من خلال الإسراع في تشكيل الحكومة، على نحو يعكس إرادة اللبنانيين، وتطلعاتهم للأفضل. ودعا سليمان السياسيين في بلاده، لتقديم تنازلات بهذا الشأن "تقتضيها مصلحة البلاد" دون أن يحدد طرفا معينا، واعتبر الإسراع بتشكيل الحكومة دليلا على ارتقاء القيادات السياسية إلى ما سماه مستوى المسؤولية الوطنية الحقيقية. وفي الميدان خيم هدوء حذر على مدينة طرابلس أمس، بعد اشتباكات استمرت يومين أوقعت تسعة قتلى وأكثر من خمسين جريحا. وكان الجيش اللبناني الذي فرض الهدوء على المنطقة منذ مساء أول أمس، بعد أن نشر والشرطة الداخلية وحدات لهما بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، اللتين شهدتا أعنف الاشتباكات. وحذر الجيش في بيان خاص، من أنه سيضطر لاستخدام القوة، مع أي جهة تصر على الإبقاء على مظاهر التسلح والتوتر في الشوارع. وكان ممثلو الأطراف المتقاتلة قد وقعوا أول أمس وثيقة شرف في مركز مخابرات الجيش تعهدوا فيه ب"سحب جميع المسلحين ورفع الغطاء عن كل مخل بالأمن ودعوة الجيش والقوى الأمنية إلى ممارسة دورها في حماية المواطنين وممتلكاتهم ومصادرة مستودعات السلاح حيثما وجدت بدون اعتبار للسقف السياسي الذي يغطيها". كما توافقوا على تشكيل لجنة برئاسة مفتي طرابلس للطائفة السنية مالك الشعار للتحقق من التنفيذ. الذي أصدر في وقت لاحق بيانا طالب فيه القوى الأمنية بضبط الوضع "ولو أدى ذلك للرد على مصادر النيران".