أعلنت شركات ألمانية تنشط في الجزائر رغبتها الكبيرة في توسيع مشاريعها الاستثمارية خلال المرحلة المقبلة، واستندت في ذلك إلى النتائج التي خرج بها لقاء العمل مع ممثلي الحكومة الجزائرية ببرلين، وبموجب ذلك فقد تقاطعت أغلب الانطباعات عند وصف مناخ الأعمال في بلادنا بأنه »ممتاز ويُشجّع على خوض مزيد من الاستثمارات التي تخدم البلدين«. لم يتوان الرئيس المدير العام لشركة »روهغاز« الألمانية، هينينغ ديترز، في الاعتراف بأن مناخ الاستثمار في الجزائر »مُشجّع كثيرا«، وكشف أنه وقف على الكثير من التطورات الإيجابية منذ إطلاق هذا المجمّع مشاريعه الاستثمارية في قطاع الغاز بالجزائر في 2007، وذكر على هذا الأساس أن مجالات الشراكة الحاصلة مع مجمع سوناطراك »وصلت مستويات ممتازة«. ونقل المتحدّث في تصريحات للصحافة الجزائرية على هامش لقاء العمل مع ممثلي الحكومة، انطباعا إيجابيا بالقول:»تحذونا رغبة كبيرة في توسيع مجالات استثماراتنا في الجزائر، وقد كان مُهما بالنسبة لنا أن ندخل في شراكة مع حكومة بلدكم، هذه الشراكة لا نريدها أن تتوقف فقط عند حدود استكشاف حقول النفط لأننا نسعى إلى الوصول إلى شراكة تسمح لنا بالإنتاج«، مضيفا أن »شركتنا مهتمة أكثر بمواصلة الاستثمار وتوسيع آفاق التعاون مع سوناطراك خصوصا في مجال تموين أوروبا بمصادر الطاقة«. ومن جانبه فإن الدكتور هاينر هام، المسؤول الأول عن شركة»كنوف«المتخصّصة في صناعة الجبس، وهي تُسيّر حاليا أكبر مصنع في إفريقيا مقره بوهران، أكد قناعته بما تحقٌّق حتى الآن من استثمارات في هذا النوع من النشاط، مشيرا إلى إمكانية الذهاب بعيدا في المستقبل القريب، دون أن يُبدي أي اعتراض بخصوص مواصلة العمل بالشراكة مع الحكومة الجزائرية، معلنا بالمناسبة عن رغبة الشركة في الاستثمار بشكل واسع في قطاع الإنشاء وخصوصا في مجال السكن وذلك على خلفية حديثه عن البرنامج الطموح للخماسي الحالي الذي يقضي بإنجاز 2 مليون وحدة سكنية. وذهب مسؤول هذه الشركة يقول: »هناك فرص كبيرة للاستثمار في الجزائر ويُمكننا المشاركة فيها، ليس فقط في مجال الإنتاج ولكن أيضا في تولي مهمة تكوين الإطارات الجزائرية«، ومن جانبه وصف رئيس غرفة التجارة والصناعة الجزائرية-الألمانية، هوبرت ماينتز، مستوى علاقات التعاون بين الجزائر وألمانيا بأنها »ممتازة«، وهو ما ينطبق على حديثه عن العلاقات التي تجمع مقاولي البلدين. أما ممثل الشركة العملاقة في صناعة السيارات »فولكسفاغن« بالجزائر، مراد عولمي، فقد أكد بأن الفرع الذي يتولى تسييره يُحقّق وثبات متواصلة في السوق الجزائرية منذ العام 2001، مستندا في ذلك على ارتفاع رقم الأعمال بمعدّل يصل إلى 30 بالمائة سنويا، ثم أورد في هذا السياق تعليقا جاء فيه أن »السوق الجزائرية جذابة ومناخ الأعمال بها يبقى مهخما جدّا ومستقرا كذلك لأن الحكومة تشجع تنمية الصناعة«.