وصف عبد القادر بن دادي رئيس فيدرالية المساجد بفرنسا، الاعتداء الأخير الذي نفّذه عناصر من اليمين المتطرف على مقابر جنود جزائريين من قدماء المحاربين في فرنسا ب »الدنيء«، مؤكدا أن مثل هذا السلوك يهدف إلى تهميش الجالية المسلمة في فرنسا خاصة مع اقتراب المواعيد الانتخابية، وقد شهدت مدينة ليوزن مظاهرات نظمها أفراد من الجالية المسلمة ضد هذا الاعتداء الجبان. مازال سيناريو تدنيس مقابر المسلمين يتكرر في فرنسا، غير أنه في كل مرة يجابه بموجة احتجاجات كبيرة، فقد تظاهر أول أمس الخميس، عشرات من أفراد الجالية المسلمة في مدينة ليون الفرنسية ضد إقدام عناصر من اليمين المتطرف الفرنسي على تدنيس مقابر لجنود جزائريين كانوا ضمن قدماء المحاربين. وقد شارك في هذه المظاهرات شخصيات وبرلمانيون فرنسيون تعبيرا عن استنكارهم لما قامت به هذه المجموعة المتطرفة، ومن بين المشاركين في المظاهرات، عبد القادر بن دادي رئيس فيدرالية المساجد الذي وصف الاعتداء بالدنيء، معتبرا إياه »مساسا بكرامة من ساهموا في صنع ما وصلت إليه فرنسا..هؤلاء الذين قضوا في الدفاع عن فرنسا خلال الحربين العالميتين من القرن الماضي«، وأضاف المتحدث أن تنفيذ مثل هذا الاعتداء يعتبر دليلا على »أن ذاكرة الحزب المتطرف هي مجرد ذاكرة صغيرة، حتى أنهم نسوا الفرنسيين من أصول جزائرية«. واعتبر بن دادي أن مثل هذه السلوكات تتكرر كل مرة مع اقتراب موعد الانتخابات في فرنسا، وذلك من أجل تهميش الجالية المسلمة، والتي لها صوت وإمكانيات تسهم في تغيير صورة الانتخابات في فرنسا. جدير بالذكر، أن السلوكات المعادية للإسلام قد تضاعفت بفرنسا منذ الشهور الماضية، حيث سجل منذ بداية السنة تدنيس 14 مسجدا وخمس مقابر إسلامية عبر مختلف أرجاء فرنسا، وقد أكد عبد الله زكري، المكلف بالمهام بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أنه تم تسجيل ارتفاع كبير في الأفعال المعادية للإسلام في 2010 مقارنة بعامي 2009 و2008، مرجعا سبب ذلك إلى إثارة النقاش حول مسالة الهوية الوطنية والنقاب.