تجاوزت أمس أسعار البترول 92 دولارا للبرميل موازاة مع الطقس البارد الذي تشهده عدة مناطق في العالم، في هذا السياق، يُراهن بعض الخبراء على أن الأسعار قد تبلغ 100 دولار للبرميل وهو مستوى لم يتم بلوغه منذ نهاية 2008 في حالة استمرار موجة البرد التي تجتاح أوربا و الولاياتالمتحدة. أفادت تقارير إخبارية أن خام القياس الأوروبي مزيج برنت بالنسبة لتسليم فيفري ارتفع صباح أمس إلى 92.02 دولار للبرميل، وارتفع الخام الأمريكي الخفيف للشحنات تسليم جانفي إلى 88.20 دولار للبرميل مواصلا مكاسب الجلسة السابقة، علما أن عقود شهر جانفي انتهى التعامل بها أمس في آخر جلسة، وسجل سعر سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط »الأوبك« بدوره ارتفاعا في نهاية الأسبوع الماضي إلى 88.78 دولار للبرميل. ومن المنتظر أن تؤدي التوقعات باستمرار الطقس القارس البرودة في أوروبا وشمال شرقي الولاياتالمتحدة إلى دعم الطلب على وقود التدفئة، ما سيدفع بشكل آلي إلى ارتفاع السعار إلى أكثر من المستوى المُسجل. في سياق متصل، راهن خبراء بلندن على أن أسعار البترول قد تبلغ 100 دولار للبرميل في حالة استمرار موجة البرد التي تجتاح أوربا والولاياتالمتحدة، وهو مستوى لم يتم بلوغه منذ نهاية 2008، وصرح، توني نونان، من متيوبيشي كورب أن »أسعار البترول تشهد حاليا ارتفاعا بسبب رداءة الأحوال الجوية بكل من الولاياتالمتحدة وأوروبا«، موضحا من جهة أخرى، أن موجة البرد التي تجتاح أوروبا وبعض مناطق شمال الولاياتالمتحدة ستعمل على زيادة الطلب على الوقود الخاص بالتدفئة وبالتالي ارتفاع أسعار الخام إلى 100 دولار للبرميل على المدى القصير. وحسب محللين آخرين فان منطقة شمال-شرق الولاياتالمتحدة التي تسجل أكبر طلب عالمي على بترول التدفئة من المنتظر أن تكون أكثر بردا خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، وأرجع المحللون ارتفاع أسعار البترول إلى المضاربة حول تحقيق انتعاش اقتصادي بالولاياتالمتحدة في سنة 2011 مما سيعمل على تشجيع الطلب على البترول الخام. وأظهر مسح أجرته »رويترز« أن أسعار النفط من المتوقع أن ترتفع إلى متوسط أعلى يتجاوز مستوى 86 دولارا للبرميل العام المقبل بزيادة نحو ثلاثة دولارات عن توقعات مسح الشهر الماضي بسبب توقعات بتراجع المخزونات وتسارع نمو الطلب، وقال محللون أن ارتفاع التوقعات للشهر الثالث على التوالي يرجع إلى الطلب القوي من آسيا وتراجع نمو الطاقة الإنتاجية غير المستغلة. ومن جهتها أوردت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في أحدث تقرير أسبوعي أن مخزونات الخام في الولاياتالمتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم انخفضت 9.9 مليون برميل مسجلة أكبر انخفاض أسبوعي منذ شهر سبتمبر عام 2002. وقال، آدم سيمنسكي، كبير اقتصاديي الطاقة في »دويتشه بنك« أن الطلب على النفط سينمو بما بين ستة وسبعة ملايين برميل يوميا في السنوات الخمس المقبلة في حين سترتفع الإمدادات من خارج منظمة البلدان المصدرة للنفط »أوبك« بما بين ثلاثة وأربعة ملايين برميل يوميا فقط.