تجاوزت أمس أسعار البترول 59 دولارا للبرميل مسجلة أعلى مستوى لها منذ ستة أشهر في ظل تراجع عملة الدولار إلى أدنى مستوياتها في أربعة أشهر. في هذا السياق، استبعد عدد من أعضاء "أوبك" بمن فيهم وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل أن يتم إقرار تخفيض في الانتاج خلال الاجتماع المرتقب نهاية الشهر الجاري في حال استمرار مستوى الأسعار في مستواها الحالي. وارتفع أمس سعر الخام الأمريكي ب 1.10 دولار مسجلا 59.60 دولارا للبرميل وهو أعلى مستوى منذ شهر نوفمبر، كما ارتفع سعر خام مزيج برنت 88 سنتا إلى 58.36 دولار للبرميل، وأكد توني ماتشاسيك من شركة باتش كوموديتيز بأن "الدولار الأمريكي أضعف قليلا مما قد يعطي سعر النفط قدرا من القوة." غير أن الأسعار انتعشت هذا العام لأسباب ترجع في جانب منها لارتفاع أسعار الاسهم العالمية وهو ما أثار اعتقادا بأن بعض الدول ربما تجاوزت أسوأ مراحل الكساد. وعزز الطلب على الخام في الصين ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم الأسعار مع تأكيد الجمارك الصينية أن واردات الخام في أفريل الماضي ارتفعت مسجلة ثاني أكبر معدل يومي على الاطلاق، بالرغم من كون بيانات الصادرات جاءت مخيبة للآمال. ويتوقع ان تبين بيانات مخزون النفط الامريكي التي تصدر اليوم الاربعاء زيادة اخرى لمخزونات النفط الخام. ويرجح استطلاع أجرته وكالة "رويرز" أن مخزونات الخام الأمريكي زادت للمرة العاشرة على التوالي في الأسبوع الماضي بواقع 1.2 مليون برميل.، مع ارتفاع مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.1 مليون ومخزونات البنزين ب 500 ألف برميل. موازاة مع ذلك انخفض أمس سعر الدولار الى أدنى مستوياته في أربعة أشهر بعد بيانات اقتصادية عززت وجهة النظر القائلة بأن الكساد العالمي بلغ ذروته ما دعم أسعار الأسهم والنفط وأفاد عملات مثل الاسترليني والدولار الاسترالي. وقد دفع ارتفاع أسعار النفط عددا من أعضاء منظمة "أوبك" إلى استبعاد تخفيض الانتاج خلال الاجتماع غير العادي المرتقب نهاية الشهر الجاري، وهو ما ذهب إليه وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، الذي أكد في آخر تصريحاته بأنه لا حاجة لتغيير مستوى الإنتاج إذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع مثلما هي عليه الآن، مضيفا أن منظمة "أوبك" لن تغير من إنتاجها حيث من المتوقع أن يزداد الطلب خلال موسم الصيف بسبب الاستهلاك الكبير للبنزين خلال العطلة ناهيك عن ارتقاب تحسن الاقتصاد العالمي خلال الربع الثاني من العام الجاري. في سياق متصل، أورد مصدر مقرب من رئيس "أوبك" الانغولي أنه من غير المرجح أن تزيد المنظمة من تخفيض الأحجام المستهدفة للانتاج خلال اجتماعها هذا الشهر مرجحا أن تُركز بدلا من ذلك على الالتزام التام بالخفض المعمول به حاليا وهو 4.2 مليون برميل يوميا.