حمّل محمد سالم ولد سالك وزير الشؤون الخارجية الصحراوي أمس، الأممالمتحدة والدول الداعمة لنظام المخزن، مسؤولية الموقف المغربي الرافض للانصياع للشرعية الدولية، لاسيما بعد عدم تسجيل أي تقدم يذكر في الاجتماع غير الرسمي الأخير بمنهاست الأمريكية، مؤكدا أن هذا التعنّت يدفع الطرف الصحراوي لحمل السلاح من جديد بعد توالي المجازر المغربية وسط صمت دولي فاضح. استعرض محمد سالم ولد سالك في منتدى يومية »المجاهد« أمس، مُطولا الوضع المُزري للشعب الصحراوي الذي يعاني ويلات جرائم النظام المغربي الرافض الانصياع للقرارات الأممية والمواثيق الدولية، معتبرا خلال تقديمه حصيلة الاجتماع الذي عقد يومي الجمعة والسبت الماضين بمنهاست بنيويورك، أن عدم تسجيل أي تقدم يذكر قصد الوصول إلى حل سياسي للنزاع في الصحراء الغربية يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي خلال الجولة الرابعة من المفاوضات غير الرسمية بين جبهة البوليساريو والمغرب، يؤكد مرة أخرى النوايا الخبيثة للنظام المخزني الرافض لاستقلال آخر مستعمرة في إفريقيا ودوسه كل القرارات الأممية. وقال الدبلوماسي الصحراوي الذي أبدى امتعاضه من التلاعبات المغربية في كل مرة، إنه لم يتم لحد اليوم تحقيق أي تقدم يفسح المجال لحل سياسي يسمح بتقرير مصير شعب الصحراء الغربية طبقا للوائح مجلس الأمن والجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، وتابع يقول »لقد وضع المغرب عوائق عدة من خلال ربط كل تقدم في المفاوضات بالموافقة المسبقة على سيادته على الصحراء الغربية عكس نداء مجلس الأمن المتمثل في إجراء مفاوضات هامة دون شروط مسبقة وبحسن نية«، قبل أن يؤكد أن البوليساريو لازالت ترافع لحل أممي يتضمن ثلاثة خيارات في إطار تقرير المصير وهي الاستقلال أو الحكم الذاتي أو الاندماج مع المغرب. وبصيغة حازمة، تحدث ولد السالك عن نداء الأممالمتحدة الممثلة في شخص أمينها العام بان كيمون، عن ضرورة مسايرة جولات المفاوضات الرسمية منها وغير الرسمية، إلا أن صبر الصحراويين –يضيف الدبلوماسي- بدأ ينفد خاصة مع توالي ارتكاب مجازر جماعية من قبل المغرب في حق الشعب الصحراوي الأعزل ووسط صمت دولي غير واضح وفاضح، وذهب ولد سالك أبعد من ذلك حين أكد أن جبهة البوليساريو أمام خيار وحيد سيضمن استقلال الجمهورية الصحراوية عن هذا الكيان المغربي الظالم، وقال »البوليساريو سترفع السلاح من جديد إذا استمر مسلسل الرفض المغربي المثول لقرارات الأممالمتحدة ودراسة كل الخيارات بما فيها الاستقلال«. من جهة أخرى، فنّد المسؤول الأول على الدبلوماسية الصحراوية قطعا، أي علاقة للبوليساريو بالشبكة الدولية التي تم تفكيكها نهاية الأسبوع الأخير، والتي تنشط في مجال ترويج المخدرات ولها علاقة بالإرهاب والقاعدة بمنطقة الصحراء الكبرى، مؤكدا أن الأشخاص الموقوفين لا ينتسبون بصلة لجبهة البوليساريو، وما تم ترويجه من مزاعم من طرف النظام المغربي وموالين له، يثبت مدى تخبط موقفهم الرافض لتطبيق القرارات الأممية، والذي يسعى لإلصاق أية تهمة مشبوهة بالبوليساريو قصد إبعاد الضغط الإعلامي على التعنت المخزني أثناء إجراء المفاوضات في كل مناسبة، وكذا على المجازر المرتكبة، لاسيما منها مجزرة العيون التي فضحت القمع المغربي المُمنهج عالميا.