كانت 2010 سنة مواصلة التحديات في قطاع النقل، حيث راهنت خلالها الحكومة على استكمال أكبر المشاريع التي من شأنها النهوض بمستوى النقل، من خلال تجديد شبكة النقل بالسكك الحديدية وتطوير مجالات النقل الجوي والطرقات الوطنية، ويبقى أكبر تحد رفعته الوزارة الوصية خلال هذه السنة هو استكمال مشروعي ميترو الجزائر والترامواي بعد أن شهدت عمليات إنجازهما عديد التأخيرات، لتكون نهاية 2010، حسب تطمينات المسؤول الأول على القطاع، بداية لانطلاق أولى عمليات تشغيل الخط الخاص بالنقل عبر الترامواي شرق العاصمة. بذلت الحكومة خلال 2010 جهودا مضاعفة لاستكمال إنجاز مشاريع كبرى في قطاع النقل كانت قد شهدت تأخيرا خلال السنوات الماضية، لتقطع بذلك أشواطا هامة في هذا المجال سواء ما تعلق منها بالمشاريع الخاصة بتطوير شبكة النقل بالسكك الحديدة أو باقي المشاريع المرتبطة بمجالات النقل الجوي أو شبكات الطرق البلدية وبوجه خاص النائية منها، في سبيل فك العزلة عن هذه البلديات، ليبقى المشروع الذي حاز على حصة الأسد في القطاع للسنة الفارطة والذي حرصت الدولة على الالتزام بآجال التسليم من خلال التشديد على ضرورة مضاعفة الجهود للانتهاء منه، مشروعا ميترو الجزائر والترامواي الذين وحسب تأكيدات المسؤول الأول عن القطاع سيكون الانتهاء من أشغال الجزء الأول منهما وبالتالي الانطلاق الرسمي في تشغيلهما بداية السنة الجديدة. 4882 مليار دينار لاستكمال مشاريع ضخمة ولأن النهوض بقطاع النقل يعني السير نحو تحقيق التنمية الوطنية، وسعيا منها لاستدراك التأخر المسجل في السنوات القليلة الماضية في مجال النقل على مستوى باقي المنشآت القاعدية، خصصت الدولة غلافا ماليا ضخما لتطوير القطاع، بعد أن اقتطعت 4882 مليار دينار من ميزانية مخطط التنمية الوطنية للفترة بين 2010/2014، لاستكمال مشاريع ضخمة في القطاع وأخرى تعنى بالبنى التحتية والقاعدات من مطارات وجسور وطرقات، ولأن رئيس الجمهورية كان قد شدد على ضرورة الاهتمام بمشاريع القطاع وعلى رأسها تطوير شبكة النقل بالسكك الحديدية، خصصت الدولة حصة الأسد من ميزانية القطاع لهذا المجال وذلك ب 9320.5 مليار دينار. ولعل أهم ما ميز قطاع النقل بالسكك الحديدية، بالإضافة إلى ال 865 كلم من الخطوط التي تم استلامها خلال سنة 2010، العملية الضخمة الخاصة بتجديد الحظيرة الوطنية والتي من المنتظر أن تتواصل إلى غاية سنة 2014، فقد ارتكزت إستراتيجية العصرنة والتطوير التي يشهدها القطاع منذ سنوات على تزويد ضاحية الجزائر العاصمة بقطارات جديدة يتم استقدامها أساسا من سويسرا، كندا وإسبانيا، على أن يتم نقل باقي القطارات المستعملة إلى ولايات أخرى في انتظار السحب النهائي لجميع العربات القديمة، ولقد ركز القائمون على هذه الإستراتيجية على النوعية والجودة، فالقطارات الجديدة تتميز بنوعيتها وجودتها الرفيعتين كونها تتوفر على كافة مستلزمات الراحة، إلى جانب أجهزة الكترونية تعلم المُسافر بوصول القطار إلى كل محطة من المحطات، وهي الخدمة التي لا توفرها القطارات الحالية، لتحل بذلك مشكلا لطالما كان يشكل محور احتجاجات وسط المُسافرين عبر جل المدن الكبرى. ومن بين أهم العمليات المنجزة خلال العام المنقضي، إعادة فتح خطوط سكك حديدية تربط بين شمال وجنوب البلاد، وهو الحال بالنسبة لخط وهران-بشار على مسافة 700 كلم، وبسكرة باتنةقسنطينة على مسافة 240 كلم، إلى جانب إعادة فتح خطوط السكة الحديدية بكل من قالمة-بوشقوف-سوق أهراس والبويرة-سور الغزلان والشلف-تنس والخط الرابط بين غليزان ومستغانم، وهي الإنجازات التي ترمي إلى المساهمة في التنمية المحلية وإعادة الاعتبار للسفر بالقطار في أوساط المسافرين. الجوية الجزائرية..تحديث الأسطول وفي إطار مواصلة الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين خدمات النقل الجوي وفك العزلة عن المناطق الداخلية والجنوبية، كانت شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد استلمت أربع طائرات من نوع »ا تي ر«، على أن يتم اقتناء 7 طائرات أخرى ذات 150 مقعد قبل نهاية السداسي الأول من سنة 2011 والتي من المقرر أن تخصص لتدعيم الخطوط الداخلية، وهي الاقتناءات التي تراهن عليها الوزارة لتحسين خدمات النقل الجوي لسكان الجنوب، كما تعتزم حسب تصريحات المسؤول الأول عن القطاع الشروع في تطبيق برنامج وطني لتوسيع محطة المسافرين بمطار تندوف التي بلغت نسبة الأشغال فيها 45 بالمائة، بقيمة مالية قدرها 90 مليون دينار، إلى جانب برنامج تكميلي آخر ب80 مليون دينار. وحدة تجميع خاصة بالترامواي وحول إمكانية الانطلاق في أولى عمليات تشغيل خطوط الترامواي، تم التوصل إلى اتفاق إطار في 2010 من أجل إنجاز وحدة تجميع خاصة بالترامواي مع أحد الشركاء الأجانب، فيما تم استلام المصعد الهوائي أو ما يعرف بالتليفيريك الذي يوصل إلى قصر الثقافة شهر فيفري، فيما لا يزال ذلك الرابط بين وادي قريش وبوزريعة في طور الإنجاز، ولقد شهدت هذه السنة تشغيل تليفيريك وهران في انتظار استكمال عملية تجديده وتحديثه، حيث تم إدراج 08 من وسائل النقل هاته من أجل الدراسة والإنجاز بالنسبة لمدن قسنطينة، بجاية، جيجل، الطارف، المدية، وهران وبني صاف. وتركزت الجهود خلال 2010 على مواصلة الأشغال في مشروع الميترو، بإنجاز خطوط توسعة جديدة أحدها يربط بين ساحة الشهداء والبريد المركزي وخط حي البدر والحراش الذي سيتم تشغيله خلال 2011، كما سيتم ربط شبكة الميترو بالشبكة المستقبلية الخاصة بالتراموي والتي ستدخل مرحلة التشغيل التجاري في مقطعها الأول والرابط بين باب الزوار وبرج الكيفان في بداية الثلاثي الثاني من العام المقبل.