حذر مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث من تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات في الجزائر، مشيرا إلى أن الآليات التي تم اتخاذها لمحاربة الظاهرة تبقى غير كافية، وأن الأرقام المقدمة لا تعكس الواقع، كما أوضح خياطي من جهة أخرى، أن فئة الشباب ما بين 15 و 30 عاما هي الأكثر استهلاكا للمخدرات، وأن نسبة النساء اللواتي يتعاطين المخدرات في بعض أحياء العاصمة تصل إلى 17 بالمائة. انتقد مصطفى خياطي، أمس، لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة الأرقام التي قدمها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، موضحا أن الأرقام التي قدمها هذا الأخير لا تعكس الواقع، بل إنها أقل من ذلك بكثير، مؤكدا أن الجزم بأن عدد متعاطي المخدرات في الجزائر يتراوح ما بين 250 ألف و300 ألف غير صحيح مرجحا أن تصل الأرقام الحقيقية إلى الضعف، وأضاف البروفيسور خياطي أن عدد متعاطي المخدرات في ارتفاع مستمر، وبشكل ديناميكي، مشيرا إلى أن العدد الحقيقي لمستهلكي المخدرات في الجزائر يصل إلى مليون شخص. واعتبر خياطي أن هناك خلطا في إحصاء الأشخاص اللذين يتعاطون المخدرات، وأنها على الرغم من أن هناك أطفالا يبلغون من العمر 12 عاما يدمنون عليها وخاصة أولئك اللذين يعيشون في الشوارع، فإن الإحصائيات الرسمية لا تتحدث عن هذه الفئة، بل تنطلق من الأطفال البالغين من العمر 15 عاما. كما تحدث خياطي أيضا عن فئة النساء اللواتي يتعاطين المخدرات، موضحا أن نسبتهن في ارتفاع مستمر، وقدم خياطي مثالا على ذلك أن نسبة النساء اللواتي يتعاطين المخدرات في بعض أحياء العاصمة مثل دالي إبراهيم وبن عكنون، تصل إلى 17 بالمائة، كما أشار المتحدث إلى أن أكثر الشرائح الاجتماعية استهلاكا للمخدرات في الجزائر هي تلك التي تضم شبانا ما بين 15 و30 سنة. وانتقد خياطي التعامل مع ظاهرة انتشار المخدرات، قائلا:» للأسف، نحن لا نقوم بأي شيء على مستوى الواقع للحد من هذه الظاهرة، فلنتوق عن تقديم الأرقام ولنتوجه للعمل« منتقدا من جهة أخرى تجاهل الدور الذي قد يؤديه المجتمع المدني في مجال التوعية والتحسيس بخطورة الظاهرة، مؤكدا أن ال» فورام« قد عملت على بعث برنامج تحسيسي وتوعوي حول ظاهرة المخدرات في عدد من الولايات التي وجدت فيها تعاونا من طرف المسؤولين.