لماذا اخترت مجال الإعلام وكيف كانت بدايتك؟ اخترت الإعلام اقتناعاً مني بالثقل الكبير الذي يلعبه هذا المجال في حياة الناس، كنت في السابعة عشرة من عمري حين تحصلت على شهادة الباكلوريا، وكانت وقتها مرحلة الفورة الإعلامية على الصعيد العربي، أين كنت متابعا لميلاد القنوات التلفزيونية العربية الخاصة، ولم يكن المشهد في الجزائر آنذاك يوحي بثورة مماثلة قريبة، ولكن آمالي حينها كانت أكبر من محيطي القريب، وقد كنت وقتها أفكر في يومٍ أصير فيه وراء إنتاج أفكار وبرامج مؤثرة، لم أكن أفكر إطلاقاً في أن أكون مذيعاً لا في الإذاعة ولا في التلفزيون، كنت أراني فقط رجل خفاء ينتج الفكرة ويسهر على تنفيذها، فتوجهت لدراسة علوم الإعلام والاتصال في جامعة الجزائر، وبمرور السنوات اتضح لي المشهد الإعلامي في الجزائر وبدأت أفكر في الوصول إلى الإذاعة، لذلك سجلت لامتحان الباكلوريا مترشحاً حراً عندما كنت في السنة الرابعة جامعي حتى لا أغادر العاصمة وأظل قريباً من المؤسسات الإعلامية على أمل اقتناص فرصة للالتحاق بإحداها، لكن شاء الله أن أنضم للإذاعة قبل أن يحين موعد امتحان الباكلوريا، وقبل حتى أن أتم سنتي الأخيرة في الجامعة. حدّثنا عن تجربتك مع الإذاعة، وهل تعتقد أن هذه التجربة خدمتك كمذيع تلفزيوني؟ ستظل الإذاعة ما حييت مدرستي الأولى وجامعتي الحقيقية، فيها تعلمت المهنة على حقيقتها والعمل الصحفي في صورته الفعلية، زاولت فيها كل أنواع المهنة الصحفية، فقد كنت أقوم بالعمل الميداني وإعداد النشرات وتقديمها وإجراء الحوارات والمقابلات وتنشيط الأيام الإعلامية المفتوحة وكذا البرامج المسجّلة خارج الإذاعة، تعلمت المباشر منذ أول يوم لي في الإذاعة، لذلك فقد أفادتني هذه التجربة كثيراً حين انتقلت إلى العمل التلفزيوني، وكان علي فقط أن أتعلم الصورة والتعامل مع الكاميرا. هل تتذكر موقفاً طريفاً حدث معك؟ طبعاً، كنت في الإذاعة مناوباً في أحد أيام الجمعة وحيداً في قاعة التحرير أقوم بإعداد المواجيز والنشرات لأقدّمها، أحسست ببعض التعب وقت الظهيرة فأغلقت قاعة التحرير بالمفتاح وتمددت على الطاولة قبل 20 دقيقة من موعد موجز الثالثة فأخذتني سنة من النوم ولم أستيقظ إلا بعد نصف ساعة من ذلك، والجماعة في الأستوديو "مقلبين الدنيا"، اعتقدوا أن شيئاً ما وقع لي، وبسبب ذلك فوّتُ تقديم الموجز واتفقت مع الجماعة "لا من شاف ولا من درى." ما رأيك في تجربة القنوات الخاصة غير المتعمدة، وهل ترى أنها تخدم الإعلام الجزائري؟ أعتقد أنّ هذه القنوات بكلّ سلبياتها فرضت واقعاً جديداً يحمل في طياته كثيراً من الإيجابيات، صحيح كتب لها أن تبدأ عرجاء بدون أي إطار قانوني ينظمها، ومازالت كذلك إلى اليوم، لكنني كواحد من المشتغلين في هذا الحقل كنت أتمنى لو تم التعامل بإطار قانوني واضح وصارم منذ البداية، لأن الكثير من الصحفيين دفعوا ثمن هذه الفوضى المكرسة. ما هي أهم مقومات المذيع الناجح؟ سوف أختصر الإجابة دون تفلسف، في الجامعة قال لنا أحد الأساتذة : "حين تكون مذيعاً تخاطب الناس، فضع في حسبانك جيداً بأنك لست في ذلك المكان لأنك أحسن من الناس"، أرى أن من يفقه هذه النصيحة جيداً ويعمل بها هو المذيع الناجح بعينه.