مؤسسات غربية أصبحت تصفها ب''عرابة'' الزي الإسلامي في الوسط الإعلامي أكدت الإعلامية البارزة في قناة الجزيرة أن قرار ارتدائها الحجاب هو قرار شخصي لا علاقة له بتوجه القناة أو أي ضغوط أخرى، وقالت إن الفكرة جاءت بعد ترو واقتناع بأنه المظهر الأنسب لشخصها، ولم تنف بن فنة تخوفها في البداية من رد فعل الناس والجمهور حيال قرار ارتدائها الحجاب كونها وجها إعلاميا بارزا له حضوره في المشهد الإعلامي العالمي والعربي على وجه أخص. مشيرة ''في البداية كنت متخوفة من حسابات رد فعل جمهور المشاهدين، خاصة وأن هناك رابطا شرطيا بين الحجاب من جهة وبين التطرف والتشدد من جهة أخرى، سيما وأنني أظهر على قناة يستقبلها الملايين من الناس، الأمر الذي يدفعني إلى الاعتراف بأنه كان هناك نوع من التردد''. وعن ردود الأفعال التي صاحبت ظهورها لأول مرة على الشاشة مرتدية الحجاب، قالت ''لم أكن أتوقع في الحقيقة أن يكون التجاوب بتلك الصورة الإيجابية، لأنني قبل أن أتخذ قرار ارتداء الحجاب كنت أحضر لمعركة نفسية ومهنية قوية مع المعارضين لارتدائي الحجاب، سواء من داخل القناة أو خارجها''، مضيفة ''لكن تفاجأت من اليوم الأول بكثرة عدد المرحبين والمهنئين والمباركين بهذه الخطوة بشكل لم أكن أتصوره على الإطلاق''. وروت بن فنة ل''البلاد'' تفاصيل تلقي المحيط المهني والاجتماعي لقرارها، بالقول ''بعد اليوم الأول بدأت ردود الأفعال تظهر في محيط العمل وكذلك بالنسبة لجمهور المشاهدين. وهي في الحقيقة مواقف جميعها شجعتني على الاستمرار، لأنه لا يخفى عليكم أن الحجاب ممنوع في أغلب القنوات العربية والعالمية''. وأشارت أنها بخلاف ما كانت تتوقع بأنها ستخوض معركة لإقناع الغير بقبول قرارها، تبين لها فيما بعد أن حجم القبول كان جد واسعا لدى الجمهور الذي رحب بهذه الخطوة، ''شجعني تفاعل الجمهور الإيجابي مع قراري، وهو ما لمسته في رسائل الإيميل والمكالمات التي استقبلتها''. وبخصوص ردة فعل المسؤولين داخل القناة، قالت المذيعة الجزائرية المشهورة ''هم تفهموا القرار واعتبروه حرية شخصية تعنيني بالدرجة الأولى، وهو ما لمسته من بعضهم حين أبدوا أن أكثر ما يهمهم في المسألة هو كفاءتي كإعلامية وامتلاكي لأدواتي الفكرية والثقافية''، لكنها بالمقابل استغربت كثيرا من موقف الصحافة العالمية والغربية تحديدا وحتى الصحافة الفرنكوفونية في الجزائر، التي قالت إنها انساقت وراء حملة مضادة لقرار ارتدائها الحجاب، ''تفاجأت فيما بعد أن الصحافة الدولية أخذت الموضوع بكثير من المبالغة، هناك صحف مثل لوفيفارو، لوموند و التايمز البريطانية وعدد من الصحف العالمية خصوصا في الغرب إضافة إلى الصحافة الفرونكوفونية في الجزائر''. تعاملت مع الموضوع بحساسية مفرطة، مضيفة ''حتى أن قناة البيبيسي وموقعها الإلكتروني أعطيا موقفي هذا بعدا سياسيا''، بل إن قسما منها كان يربط الموضوع بخلفيات أخرى باعتبار أن هذه الإعلامية تعمل في قناة تبث تسجيلات أسامة بن لادن ويحاكم مراسلها تيسير علوني في مدريد بتهمة الانتماء للقاعدة، هي جميعها مواقف رأت بن فنة أنها ضخمت المسألة أكثر مما تستحق. ولم تستثن بن فنة الصحافة الفرونكوفونية في الجزائر من هذا الإطار، مؤكدة بالمقابل ''أحسست وقتها بقيمة الفعل الذي أثار كل هذه الضجة الإعلامية، لكن إيماني بما فعلت ازداد بعد ذلك ولأنني كنت مقبلة وقتها على أداء فريضة الحج لم يكن هناك مجال إطلاقا للتراجع عن خطوة ارتداء الحجاب''، مشددة ''لم أفكر أبدا في التراجع عن قراري حتى أن إدارة قناة الجزيرة سألتني هل أنت متأكدة بعدم العدول عن الموقف، فأجبت أنني لن أتراجع عن موقفي خاصة بعد أدائي لفريضة الحج التي زادت قناعتي أن ما قمت به هو الصحيح''. وفي السياق ذاته، كشفت ضيفة المنتدى أن ارتداءها الحجاب أضاف الكثير إلى مسيرتها المهنية والشخصية، وقالت ''أحسست بعد خطوتي تلك أن هناك مسؤولية كبيرة ألقيت على عاتقي بالنظر إلى الزوبعة الإعلامية التي أحاطت بموضوع ارتدائي الحجاب، مسؤوليتي في أن أدافع عن الصحفيات المحجبات ذوات الكفاءة المهنية العالية اللاتي تعرضن للتهميش في عدد من التلفزيونات والقنوات بسبب حجابهن''، متسائلة عن سبب هذا التهميش المتعمد الذي أصبح يطال المذيعات المحجبات في كثير من القنوات العربية''، ومستغربة ''هل إن المشاهد العربي سيقرأ هذه الأخبار من خلال شعري أو سيفهم ما أقدمه من خلال مساحة معينة من جسدي''. وأكدت بن فنة أن ارتداءها الحجاب كان دافعا لتحرك الكثير من الإعلاميات اللاتي طالهن التهميش، ''زميلاتي في القنوات الفضائية المصرية اللاتي أُحلن قصرا على العمل في الإدارة بدلا من الإعلام. كان قراري قد أشعرهن بالقوة ودفعهن إلى تحويل الموضوع للمحكمة العليا في مصر، وبهذا التكاتف استطعن أن يستصدرن قرارا من المحكمة العليا لإعادتهن إلى عملهن أمام الكاميرات''. وعزت المتحدثة فضل تصنيفها في مجلة ''فوربس الأمريكية'' ضمن العشر شخصيات الأكثر تأثيرا في العالم العربي إلى أن سببه الرئيسي كان بفعل التأثير الذي أحدثه قرار لبسها الحجاب. ''تصنيف مجلة فوربس الأمريكية أيضا جاء بفضل الحجاب ومن هنا شعرت بأنني أتحمل مسؤولية كبيرة، وعلي أن أقوم بها وأؤديها على أكمل وجه''، مبرزة أن أكبر نعمة أضافها تحجبها كانت محبة الناس لها. وشددت بن فنة على وجوب قبول المحجبات في وسائل الإعلام الثقيلة، على اعتبار أنهن يعكسن صورة المجتمع العربي، ''إذا كان في الشارع العربي بحسب المشاهد الآن، نصف النساء العربيات إن لم يكن أكثرهن محجبات، وأن كنا نردد دائما أن التلفزيون هو المرآة العاكسة للمجتمع فيجب أن يعكس الشيء الموجود فعلا في الشارع والمجتمع العربي''. احمد . جوامعي بن فنة: أسعد أيامي كانت في مبنى شارع الشهداء أداء التلفزيون الجزائري بداية التسعينيات.. لن يتكرر عادت السيدة خديجة بن فنة إلى بداياتها الأولى في مؤسسة التلفزيون وتحدثت بحميمية عن ''أولئك الذين فتحوا لها الطريق وساعدوها لتأخذ مكانها في نشرات الثامنة'' بعد أن قضت أربع سنوات بمؤسسة الإذاعة. وقالت خديجة بن فنة لقد قضيت أجمل أيامي بالتلفزيون -تضيف ضيفة منتدى ''البلاد'' في خضم حديثها عن تجربتها بمؤسسة التلفزيون أن البدايات الأولى لعهد التعددية - بداية التسعينيات- في التلفزيون ''غير قابلة لأن تتكرر''، مؤكدة بالقول ''.. وكأن ذلك في أحلام اليقظة''. ووقفت الإعلامية الجزائرية في قناة الجزيرة عند ما أسمته بالانتعاش الإعلامي والديمقراطي للجزائر في بداية التسعينيات بقولها إن المدير العام للتلفزيون آنذاك عبدو بوزيان كان يشجع ويحفز المبادرات الفردية وكانت أحزاب المعارضة تعبر عن مواقفها وآرائها بكل حرية، مشيرة إلى أن السقف العالي من الحرية كان موجودا في تلك المرحلة من التجربة التعددية الإعلامية الجزائرية. وكشفت خديجة بن فنة أن البرامج الجزائرية آنذاك على غرار لقاء الصحافة لمراد شبين كان يصدر إلى تونس والمغرب ويهرب على الحدود الجزائرية. وبرأي نجمة الجزيرة اليوم، فإن التلفزيون الجزائري يتوفر على كفاءات عالية من جيلها أو من الجيل الحالي بإمكانها أن تبدع في المجال الإعلامي. وأوضحت الإعلامية الجزائرية أن الانغلاق السياسي يؤثر على المشهد الإعلامي بشكل سلبي. رتيبة بوعدمة الصحفي الذي يعمل لإرضاء المسؤول.. فاقد المصداقية أكدت الإعلامية خديجة بن فنة أن مواصفات الصحفي الناجح هي تلك التي ترتكز على الحقيقة، وقالت ''إن على الإعلامي والصحفي أن يقول الحقيقة وأن يحرص على ذلك''. كما أشارت إلى أن الصحفي الناجح هو الذي لا يعمل من أجل إرضاء مرؤوسه وزيرا كان أو أي مسؤول سياسي ''لأن ذلك يجعله يفقد مصداقيته، فالصحفي هدفه هو نقل الحقيقة ومسألة المجاملات تكون خارج العمل للحفاظ على المصداقية''. وحرصت خديجة على التأكيد على أنها من أنصار ''أن يكون الصحفي والإعلامي كما هو، كن كما أنت ولا تحاول أن تقلد شخصية إعلامية ناجحة لأنك ستفقد نفسك''. تروي قصة بداية مداعبتها للميكرفون نوارة جعفر.. أول من أخذ بيدي في الإذاعة وقفت الإعلامية الجزائرية خديجة بن فنة عند بداية تجربتها الإعلامية بمؤسسة الإذاعة، التي دخلتها حين كانت طالبة بمعهد العلوم السياسية والإعلام ببن عكنون في 1986بتذكر الذين وقفوا إلى جانبها وهي تقف لأول مرة أمام الميكروفون. وقالت لايمكن أن أنكر جميل أولئك الذين ساعدوني وذكرت محمد شلوش، خليفة بن قارة، والوزيرة الحالية نوارة جعفر...الخ. وتقول السيدة خديجة إن أولى نشراتها التي قدمتها مع الإعلامية آنذاك نوارة جعفر- الوزيرة الحالية المنتدبة للأسرة وشؤون المرأة- في مارس 1986وكان حظها أن يكون أول ظهور مباشر لها أثناء العدوان الأمريكي على ليبيا، حيث قالت خديجة كنت مضطربة وقلقلة حين جلست أمام الميكروفون وكانت السيدة نوارة جعفر تهدئ من روعي. وأضافت ضيفة منتدى ''البلاد'' أن حظها مع الأحداث السيئة تابعها أيضا بعد انتقالها إلى العمل التلفزيوني، حيث كان أول ظهور لها على نشرة الأخبار الرئيسية متزامنا مع العدوان الأمريكي على العراق في صيف العام 1991. وأكدت النجمة الكبيرة على أن أيامها في التلفزيون الجزائري لا تنسى حتى انتقالها إلى سويسرا للعمل بالإذاعة هناك، قبل انتقالها إلى قطر لتشكل نواة أشهر صحفية في القناة القطرية تصرح: نعم.. عدم اعتماد الجزيرة في الجزائر خطأ قالت الإعلامية خديجة بن فنة، أبرز الصحفيات بقناة الجزيرة الفضائية، إن عدم سماح الحكومة الجزائرية بفتح مكتب لقناة الجزيرة في الجزائر ''قرار خاطئ'' من منطلق أن قرار المنع لا يخدم وجود ومصالح الجزائر، على الرغم من تأكيدها أن عدم تواجد الجزيرة بالجزائر لم يشكل لها أي ضرر ورفضت الإعلامية اعتبار المسألة ''إشكالية كبرى'' من منطلق أن قناة الجزيرة القطرية غائبة عن العديد من البلدان العربية. وأشارت الإعلامية بن فنة إلى كون القضية تتجاوزها وتخص بالدرجة الأولى إدارة القناة وقالت بهذا الشأن ''لا أملك الصلاحية في الحديث عن قضية رفض الحكومة أو صناع القرار فتح مكتب لقناة الجزيرة بالجزائر، لكن يمكنني الحديث عن المسألة كمراقبة''. وأكدت بن فنة خلال استضافتها في منتدى ''البلاد'' أمس على توجيه السؤال بالدرجة الأولى إلى المسؤولين السياسيين المفترض أن تكون لهم إرادة لتحقيق ذلك وتحدثت السيدة بن فنة عن الدور المفترض أن يلعبه رجال السياسة في الجزائر من منطلق أن الجمهور المشاهد لديه بدائل. وقالت إن ''على السياسي أن يدرك أن البدائل موجودة وقد بات الانترنت بديلا للإذاعة والتلفزيون وحتى الصحافة المكتوبة وأشارت إلى أن الملكة إليزبث الثانية عندما قررت مخاطبة شعبها في رأس السنة الميلادية لم تختر لا الإذاعة ولا التلفزيون ولا الصحافة المكتوبة، واتجهت إلى تقنية ''اليوتوب'' لما لها من تأثير كبير ومتابعة من قبل ملايين الجماهير. وركزت الإعلامية خديجة بن فنة على مسألة عدم إمكانية منع مثل هذه التقنية وقالت ''ما فائدة منع إنشاء قنوات فضائية جزائرية خاصة في الوقت الذي توجد فيه بدائل في تكنولوجيا الإعلام والاتصال''. وتساءلت ''هل يمكن ممارسة الرقابة على هذه البدائل وهل يمكن حظرها أو منعها، بالطبع مستحيل حتى أنه لا يمكن معرفة حتى هوية الأشخاص الذين وراء هذه التقنيات ...'' وأكدت الإعلامية اللامعة أن قناة الجزيرة قدمت طلبا رسميا من أجل اعتمادها لتغطية الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكن لم تتلق أي رد وطلبت ضيفة منتدى ''البلاد'' توجيه السؤال إلى وزير الداخلية والمسؤوليين الجزائريين. وتساءلت ''لماذا يتم منع القناة من التغطية على الرغم من أنني شخصيا قمت بتغطية الانتخابات الرئاسية لسنة 2004وكان هناك نقاش جميل وتغطية موضوعية، حيث نقلنا جميع الآراء بمن فيها المعارضة. وقالت بن فنة في سياق متصل إن مسؤولا سياسيا كبيرا أخبرها بخصوص قضية فتح قنوات تلفزيونية خاصة، بأن الجزائر لن تفتح مجال السمعي البصري، لأن ذلك يعني أن كل الصحفيين سيغادرون التلفزيون الجزائري. وتحدثت الإعلامية خديجة بن فنة عن فخرها بانتمائها للمدرسة الجزائرية وأكدت أنها مدينة لوطنها وأنها منتوج التلفزيون الجزائري والإذاعة الجزائرية. رتيبة بوعدمة نجمة الجزيرة لا توافق على استمرار غلق المجال السمعي البصري أتفهم المبررات الأمنية لكني أرفض الوصاية على المشاهد قالت الإعلامية الجزائرية خديجة بن فنة إن استمرار الانغلاق الإعلامي السمعي البصري في الجزائر، ''يعكس رعونة سياسية منقطعة النظير''، وبلغة الإعلامية دافعت بن فنة خلال نزولها ضيفة على منتدى ''البلاد'' بقوة عن الانفتاح الإعلامي ودعت إليه رافضة في سياق ذاته ''الوصاية'' الإعلامية على المواطن الجزائري ودون الغوص في التفاصيل التي تقدمها السلطة الجزائرية بشأن موقفها من الانفتاح الإعلامي، أبدت ''عرابة الحجاب في الوسط الإعلامي العربي'' كما توصف، رفضها للتبريرات المقدمة للاستمرار في كبح جماح الإعلام في الجزائر وإن استدركت الإعلامية الجزائرية مبرزة تفهما للأسباب الأمنية التي تتمسك بها السلطة في التعاطي مع ملف الانفتاح الإعلامي مشيرة في نفس هذا السياق إلى ''أن الجرح الجزائري من أزمتها الأمنية لازال طريا وأن سياسة المصالحة لازالت لم تؤت كل ثمارها''، إلا أن ضيفة ''البلاد'' لم تستسغ التبريرات الأخرى، متسائلة عن ''أساس'' الموقف الرسمي من الانفتاح الإعلامي. وبكلمات تحمل في طياتها معاني الحسرة على السنوات الذهبية للتجربة الإعلامية في الجزائر وما آلت إليه في الوقت الراهن مقارنة بغيرها من الدول، تساءلت بن فنة بصيغة الاستنكار ''عن المانع الذي يحول دون اكتساح المجالات الإعلامية الأخرى من خلال ''فضائيات موضوعاتية متخصصة ''وأن تحذو الجزائر حذو ''دول افريقية أخرى على غرار إثيوبيا والسودان وغيرهما من البلدان التي انخرطت في عملية انفتاح إعلامي سواء داخل حدودها أو من بلدان عربية أخرى'' وأبرزت بن فنة أنه من العبث بمكان الاستمرار في الانغلاق الإعلامي، خاصة في ظل الثورة الإعلامية التي يشهدها العالم سواء من خلال الانتشار الرهيب للفضائيات والقنوات أو من خلال ما توفره الشبكة العنكبوتية من خدمات تجعل من العالم شاشة حرة ومتاحة لجميع البشر وعلى هذا المنوال استشهدت بحرص ملكة بريطانيا اليزابت على تقديم التهاني لمواطنيها بمناسبة احد الأعياد البريطانية على موقع اليوتوب، مفضلة هذا الأخير على أكبر القنوات في بلادها احتكاما للفعالية ليس إلا. كما عرجت بن فنة إلى أصحاب رؤوس الأموال الجزائريين والمستثمرين، مؤكدة أن الجزائريين وعلى خلاف غيرهم يفتقرون لثقافة الاستثمار في المجال الإعلامي، مشيرة إلى أن المستثمرين الجزائريين رهائن ''ثقافة البقالة'' وأوردت في هذا السياق نموذج إذاعة الشرق بفرنسا، مؤكدة على أنها لبنانية بامتياز. محمد سلطاني كفاءة الإعلاميين الجزائريين..لا تشكيك فيها نقلت الإعلامية الجزائرية خديجة بن فنة، التي نزلت ضيفة على ''البلاد''، صورة الإعلامي الجزائري المشرفة التي يحظى بها سببها كفاءته المهنية وقدرته على تقصي الحقائق، وهي مكانة برهن عليها من خلال تواجده بالقنوات العربية. بن فنة التي كانت سعيدة بتواجدها بالجزائر ولأول مرة بعد 16سنة من الغياب، من خلال دعوتها للمشاركة في فعاليات الطبعة الثالثة لعكاظية الجزائر، أعربت عن حالة الإنصاف التي يعيشها الإعلاميون الجزائريون والمغاربة المتواجدون بالخارج لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتكريمات ومنح الجوائز. وهي مكانة، قالت عنها ''أم رامي''، لا يمكن لأحد أن ينكرها في ظل النجاحات التي حققها على الصعيدين الإعلامي والأدبي. ''أم رؤيا'' تحدثت عن التجربة الإعلامية الجزائرية من خلال تجربتها الشخصية التي قالت إنها خير نموذج للإعلامي العربي، كيف لا يكون كذلك وهي التي قالت إنها لقيت كل الترحاب وسعة الصدر من دولة قطر التي فتحت لها الباب على مصراعيه لتكون الإعلامية الأولى عربيا. هذا، وذكرت أسماء غير معروفة في الجزائر، لكنها بارزة عربيا، أخذت فرصتها من خلال العمل الدؤوب حتى أصبحت بذلك صورة مشرفة للجزائر لا يستهان بها، مؤكدة في هذا الشأن على عدم الإنقاص والتقليل من مكانة الأسماء الجزائرية في الساحة الإعلامية العربية. م طلال ربة بيت تتقن تحضير ''الشخشوخة'' و''الدولمة'' وعن حياتها الشخصية قالت خديجة انها ام لثلاثة أطفال ''رامى''، ''رؤيا '' وطلال''، وأنها تمارس أمومتها على أحسن ما يرام بمساعدة زوجها رجل الأعمال الجزائري الذي قالت إنها مدينة له بنجاحها من خلال مقاسمتها أعباء تربية أولادهما، وأنها حريصة على أن ينشأوا منشأ جزائريا من خلال تعويدهم في البيت على الحديث باللهجة الجزائرية. إلى جانب ذلك، فإن خديجة الإعلامية تهوى ''الشخشوخة'' و''الدولمة''، وحريصة كل الحرص على استحضار العادات والتقاليد الجزائرية في بيتها بقطر، فهي لم تنس الأطباق التي كانت تأكلها بالجزائر والتي أشارت إلى أنه لا يعلى عليها فهي حاضرة على مائدتها خاصة بالمناسبات. شعير حسناء هنا تغاضت ''الجزيرة'' عن ميثاق الشرف المهني تحدثت الإعلامية الجزائرية الكبيرة ظروف العمل في الكواليس خلال العدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة، وهو العدوان الذي رأت أنه كان الأعنف من بين كل الحروب التي عرفتها، خاصة وأنها شهدت تغطية حروب كثيرة منها الحرب على العراق وأفغانستان وكذا العدوان الإسرائيلي على لبنان، وقالت ''أعتقد أن العدوان الأخير على غزة كان من أقسى الحروب التي شهدناها على الإطلاق، لذلك فأنا أعتبرها الأقصى رغم أن كل الحروب قاسية''، مضيفة أن ''الحرب على غزة أظهرت صورا مؤلمة لم نشاهدها في الحروب السابقة''، مشيرة أن صورة الفتى الصغير الذي فقد عينيه، وكذا البنت التي قطعت جميع أطرافها وصرحت بكل براءة عن رغبتها في أن تصبح مذيعة، هي مشاهد مؤثرة للغاية كان لها تأثيرها الشخص على الإعلامي كإنسان قبل أن يكون صحفيا، وأضافت ''حقيقة ليس هناك أبشع من الموت، لكن أن تعيش الموت على المباشر فهذه أقصى لحظة ممكن أن يمر بها إعلامي''، شددت على أنها بالرغم من كونها تنحاز لأنصار الحياد في التغطية الإعلامية وعدم إظهار الإعلامي لمشاعره سواء كانت حزنا أم فرحا حين بثه للخبر، لكنها استثنت بعض المواقف التي يعذر فيها هذا الأخير، مشيرة إلى أن الحادثة التي وقعت لزميلها جمال ريان تكررت معها، على الرغم من تأكيدها أن ''ميثاق الشرف المهني في الجزيرة يمنع أي إعلامي من أن يبدي تفاعله بالبكاء أو بالفرح في إذاعة أي خبر، لكن في هذه الحرب تحديدا تم التغاضي قليلا عن هذه المسألة وتسامحوا مع الإعلاميين''، مضيفة ''دائما أقول أنا لست آلة أنا إنسانة وبشر أحمل مشاعر وأحاسيس لكن انا مطلوب مني بسبب دقة وحساسية هذه المهنة أن لا أدفع المشاهد أو أوجه عواطفه مع الخبر''. وعن حادثة بكائها على المباشر أثناء إحدى تغطياتها لأيام العدوان قال ''أنا واحدة من الذين فلت مني الموقف ولم أستطع التحكم في مشاعري عندما كنت أتحدث على المباشر مع سيدة من عائلة السماني، في تل الهوا وهي تصيح على الهواء أنهم يتعرضون في تلك الأثناء لعمليات قصف عنيف وصب مكثف للرصاص والقنابل المحرمة دوليا، في الحقيقة في تلك الأثناء تخبطت وأعطيت الحصيلة خاطئة وحاولت أن أتمالك نفسي إلى أقصى درجة، ولكن في النهاية سقطت دمعة أو دمعتان.. فهذه المسألة إنسانية لا أكثر''. أحمد. ج ماذا قال الرئيس لخديجة بن بن فنة في قطر بشأن ما دار بينها وبين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حين قابلته آخر مرة بقطر مع أفراد الجالية الجزائرية، قالت ضيفة ''البلاد'' إن بوتفليقة قال لها بخفة روح تبدين على الشاشة ضخمة - بمعنى فسمينة- ف عكس ما تبدين فيه على الواقع. وحين أشارت إلى أن الكاميرا تزيد في صورتها بخمسة كلغ، قال لها رئيس الجمهورية لقد زادتك الكاميرا 20كلغ. محمد حماني