أطلق مفتي القدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، أمس، صرخة استغاثة من أجل حماية القدس من الكيان الصهيوني الذي يسعى إلى تهويده، فيما أبدى خجله من الانقسام الدائر في الساحة الفلسطينية، واصفا ذلك ب"النقطة السوداء" في نضال الشعب الفلسطيني. أبرز مفتي القدس خلال لقائه بممثلي الأحزاب الوطنية بمقر السفارة الفلسطينيةبالجزائر، الدعم الجزائري للقضية الفلسطينية، وذكر بمقولة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات »إذا ضاقت عليكم الدنيا فعليكم بالجزائر«. وأوضح مفتي القدس والديار الفلسطينية أن الصراع الفلسطيني يحتاج إلى بعده الفلسطيني، وقال»مرفوض أن يخرج علينا صوت نشاز في الساحة السياسية«، ليضيف» أنا أخجل من الانقسام الفلسطيني«، معتبرا ذلك نقطة سوداء في مسيرة النضال. واتهم خطيب المسجد الأقصى أطراف عربية بدعم الانقسام، وأبدى تقديره لكل الفصائل الفلسطينية، قائلا » نشأت في فلسطين لتعيش في فلسطين، مبديا رفضه لان تكون أكثر من دولة في فلسطين. وأكد الشيخ محمد حسين أن الصمود لايتعزز إلا بالوحدة السياسية والفكرية والثقافية ، مشيرا إلى معاناة أهل القدس والأساليب التي ينتهجها الكيان الصهيوني لتهجيره نحو مدن أخرى. كما أبرز خطيب المسجد الأقصى البعد العربي والإسلامي للقدس الشريف،ودعا كل الطاقات إلى الاجتماع والوحدة ونبذ التشرذم تحت لواء التحرير، مشيرا إلى أن مايجري في الأمة العربية من اقتتال يهدف إلى تشتيت الجهد العربي. وقال مفتي القدس "نتشرف بحراسة بوابة القدس"، وأضاف "نمثل الطليعة المتقدمة للدفاع عن كرامة الأمة"، منتقدا المصطلحات التي تدعو إلى بث بذور الانشقاق في الصف الفلسطيني على غرار شعب غزة، معلقا عليها »شعب فلسطين في غزة"، معتبرا هذه المصطلحات مشبوهة. من جهته ، ذكر السفير الفلسطينيبالجزائر لؤي عيسى بالمواقف الجزائرية اتجاه القضية الفلسطينية ومقولة الرئيس الراحل هواري بومدين إن فلسطين هي الإسمنت التي توحد الأمة العربية«، موضحا أن النقطة الجامعة لكل الأحزاب السياسية في الجزائر هي القضية الفلسطينية. وأكد ممثل الدبلوماسية الفلسطينيةبالجزائر عدم الانجرار نحو حرب أهلية التي تهدف إلى إسقاط المشروع الوطني، وأضاف انه سيتم السير على درب الثورة الجزائرية التي ثبتت المبادئ الأساسية التي تتمثل في الوحدة الوطنية وتوجيه السلاح نحو العدو. وأبرز عيسى بمعاناة سكان القدس، وأشار إلى سياسة تهويده من طرف الكيان الصهيوني، معتبرا القدس يتعرض لخطر في ظل تعتيم إعلامي، مؤكدا أن المعركة ليست معركة حزب وإيديولوجيا وإنما معركة أمة واحدة. وأشار السفير الفلسطيني إلى الجهود التي يقوم بها مفتي القدس لصد ما يتعرض له القدس، حيث أضاف أنه يواجه يوميا العدو الصهيوني على الأرض وليس من العواصم الأوربية. إلى ذلك، كرمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فرع سيدي عيسى مفتي القدس، حيث سلمته برنوسا وشهادة تقدير. مفتي القدس: الفتاوي الداعية إلى سفك دماء المسلمين خارجة عن مقاصد الإسلام اعتبر مفتي القدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ محمد حسين، أمس، الفتاوي التي تبيح سفك دم المسلمين خارجة عن روح الإسلام ومقاصده، مشيرا إلى أنها تصب في مصلحة الأطراف الساعية إلى تفتيت العالم العربي والإسلامي. وندّد خطيب المسجد الأقصى في تصريح صحفي له على هامش اللقاء الذي عقده مع ممثلي الأحزاب الوطنية بمقر السفارة الفلسطينيةبالجزائر، بالعمليات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في ربوع الأمة المسلمة، وأكد أن "كل الفتاوي التي تحث على الاقتتال و سفك الدماء هدفها الوحيد هو تفتيت الأمة المسلمة وإضعاف وحدة صف المسلمين ولا يمكنها أن تخدم الإسلام أو القضية الفلسطينية في شيء"، واعتبر بأن ضرب القوة العربية سيصب في مطامع المستعمرين للأراضي العربية، واصفا الاحتلال الصهيوني بربيب كل قوى الاستعمار. وأكد مفتي القدس حاجة فلسطين عامة والقدس خاصة لكل أنواع الدعم من الجزائر، حيث قال أنها تحتاج »لكل أنواع الدعم السياسي المالي الإعلامي، مبرزا خصوصية الدعم الإعلامي الذي اعتبره معركة. "الأفلان" يجدد دعمه للقضية الفلسطينية جدد حزب جبهة التحرير الوطني، أمس، على لسان عضو المكتب السياسي المكلف بالتكوين السياسي واستقطاب الكفاءات، السعيد بدعيدة دعمه للقضية الفلسطينية، مذكرا بمساندة الجزائر لمسيرة نضال الفلسطينيين. وقال بدعيدة الذي كان مرفوقا برئيس لجنة الانضباط عمر الوزاني خلال لقاء مفتي القدس بممثلي الأحزاب الوطنية بمقر السفارة الفلسطينية بالعاصمة إن الجزائر بلدكم والشعب الجزائري شعبكم«، مشيرا إلى المواقف التي جددتها الجزائر خلال زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني الأخيرة إلى الجزائر. وفي ذات السياق، ذكر القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني بمقولة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "استقلال الجزائر لن يكتمل إلا باستقلال فلسطين"، كما أبرز مظاهر تعلق الجزائريينبفلسطين، مستدلا بذلك بالمباراة الودية بين المنتخب الأولمبي الجزائري بنظيره الفلسطيني يوم 17 فيفري الماضي عشية الاحتفال باليوم الوطني للشهيد والتي انتهت بفوز الفلسطينيين في الجزائر.