دعا مفتى القدس و الديار الفلسطينية, محمد حسين, يوم الأحد الدول العربية إلى دعم وحدة الصف الفلسطيني و "الإمتناع عن كل ما من شأنه أن يخلق الإنشقاق بين الفلسطينيين لأن ذلك لن يخدم إلا المحتل الإسرائيلي". وقال الشيخ حسين في ندوة صحفية نشطها اليوم بمقر سفارة دولة فلسطينبالجزائر, أن "بعض الأصوات المغرضة من هنا وهناك تحاول أن تقسم الشعب الفلسطيني إلى نصف مقاوم و نصف غير مقاوم (...) وهذا في الحقيقة خطأ" لأن أبناء الشعب الفلسطيني - مثلما أكد - "كلهم , من القيادة حتى أي مواطن فلسطيني, ينخرطون في رفض الإحتلال الإسرائيلي ومقاومته بشتى الطرق والوسائل المتاحة والمناسبة للظرف الذي يعيشه الفلسطينية في الضفة والقطاع". وعليه أوضح خطيب و إمام المسجد الأقصى أن الفلسطينيين يحتاجون كل أنواع الدعم الممكنة من طرف الأشقاء المسلمين و العرب "و خاصة الدعم السياسي الرامي إلى توحيد الصف الفلسطيني تحت لواء واحد" من أجل مواجهة طغيان الإحتلال الإسرائيلي المستفيد الوحيد من هذا الإنقسام, خاصة وأن "الإنشقاق بين الفلسطينيين لن يخدم إلا المحتل". وتحدث مفتي القدس والديار الفلسطينية عن ما يجري حاليا في القدسالمحتلة من تقسيم زماني و مكاني و إعتداءات متكررة على المرابطين بهذا المكان الشريف من طلبة علم و عاكفين, مشددا على أن "القدس هي معركة الأمة المسلمة و ليس معركة الفلسطينيين وحدهم". وأكد, في ذات السياق, أن توقف عملية المفاوضات الفلسطينية-الفلسطينية لا يجب أن يمنعنا من توسيع دائرة الدعم الدولي وكسب الأصدقاء في العالم لكي تكون مناصرة للقضية الفلسطينية مؤكدا أن الجانب الفلسطيني "يطالب بإتخاذ أي أسلوب يجبر الإحتلال الإسرائيلي على منح الشعب الفلسطيني لحقوقه". كما أن الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من كل ما يجري له "لن يتخلى عن أي ثابت من ثوابته التاريخية و الحضارية كما أنه لن يقبل إلا الحرية و الاستقلال" وإقامة الدولة الفلسطينية لكل الشعب الفلسطيني. وفي سياق ذي صلة, أوضح الشيخ حسين أن الفتاوى التي تحرض على إنتهاك حرمة النفس المسلمة و تبيح دماء المسلمين و المسيحيين في العالم العربي هي "فتاوى خارجة عن روح الإسلام وعن مقاصد الشريعة الإسلامية", منددا بالأعمال التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في ربوع الأمة المسلمة. وأكد أن "كل الفتاوي التي تحث على الإقتتال و سفك الدماء هدفها الوحيد هو تفتيت الأمة المسلمة وإضعاف وحدة صف المسلمين ولا يمكنها أن تخدم الإسلام أو القضية الفلسطينية في شئ". وحضر الندوة ممثلون عن أحزاب سياسية جزائرية وجمعيات المجتمع المدني على غرار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و شخصيات سياسية ووطنية.