تحولت قاعة الحافلات المنتشرة بشكل كبير في مختلف أحياء مدينة بجاية إلى مصدر إزعاج للمواطنين الذين لم يعودوا يتحملون الضوضاء والصخب الصادرين من القاعات، وهو ما دفع بعدد كبير من الجمعيات إلى رفع شكاوى للسلطات المحلية والأمنية من أجل التدخل ووضع حد للتجاوزات المسجلة وإرغام مستغلي القاعات على التقيد بالتزاماتهم احترام حق المواطن في الراحة، وأمام هذه الوضعية تحركت جمعية تيدوكلة لحي الناصرية بوسط مدينة بجاية للتعبير عن تذمر المقيمين في الحي حيث وجهوا عدة مراسلات لوالي الولاية ورئيس المجلس الشعبي الولائي، أكدوا فيها أن القاعات لا تستجيب للشروط والمقاييس المعمول بها، وإن الإزعاج يطالهم طوال أيام الصيف، خاصة أن الحفلات أصبحت يومية وتخص فترات الليل والنهار، كما أورد المحتجون في المراسلات جملة من التجاوزات التي يرتكبها مسيرو قاعات الحفلات بحيهم ويذهبون هم ضحيتها، ويستند المشتكون على مجموعة من القوانين المنظمة لمثل هذا النشاط، منها اشتراط تجاوز عمر المسير 30 سنة وأن قرار والي الولاية الذي يحمل رقم 0552 يشترط أن تكون القاعات بعيدة عن المدارس بمسافة لا تقل عن 300 متر وكذلك وضع الإشارات الإشهارية على مسافة لا تقل عن 500 متر، وتحديد الموقع الدقيق للقاعة بدلا من الإشارة العشوائية• وحسبهم فإن جميع هذه القوانين غير محترمة وغير متقيد بها، ويؤكدون أن حياتهم خلال فصل الصيف تتحول إلى جحيم فعلي، حيث الموسيقى الصاخبة وغير المنقطعة في الليل كما في النهار، أصوات منبهات السيارات وتفجيرات المفرقعات التي بعضها يرعب الكبار والصغار، وتشكل تجمعات للرجال من الضيوف الذين يقفون أمام مداخل المنازل، واكتظاظ الشوارع بالسيارات، خاصة وأن حي الناصرية الذي يقابل مقر الولاية يتميز بضيق طرقاته مما يخلق صعوبات كبيرة للمقيمين بالحي عند دخول بيوتهم• وللتذكير فإن 90 بالمائة من مواطني بجاية يفضلون تنظيم حفلاتهم بقاعات الأعراس رغم التكاليف المرتفعة، وذلك لعدة أسباب منها ضيق الشقق التي يقيم فيها الكثير من السكان والحفاظ على نظافة المساكن وتمكن أكبر عدد من الضيوف من حضور الحفل• وهذه الظاهرة لم تعد تقتصر على مدينة بجاية، بل امتدت حتى إلى القرى النائية في الولاية•