مقالب الكاميرا المخفية التي تسير في نسق واحد أصبحت روتنا في كل رمضان مثل البوراك أو الزلابية ،حيث يحضر الجن و الإرهاب و الشتم و الاهانات و الضرب ليمنحون لضحايا المقالب جرعة زائدة من الرعب و الأدرينالين ما قد تتسبب في الوصول إلى ما لا يحمد عقباه .في ضَل غياب أفكار جديدة حلت مكانها أعمالا مستهلكة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل يعاني معدو هذه البرامج من أزمة نفسية جعلتهم يرفعون شعار" السادية" في كل المقالب ، أو احتكار مافيا موئسات الإنتاج التي لا يهمها إلا البزنسة ؟ وقفة تضامنية مع رشيد بوجدرة اليوم أمام مقر سلطة الضبط السمعي البصري هل ذوق الجمهور الجزائري تدنى مستواه أم القنوات التلفزيونية اختلطت عليها الأوراق في انتقاء البرامج التي قد تحقق لها أعلى نسبة مشاهدة خلال الشهر الفضيل ،حيث احتار المشاهد أمام تدفق نسبة البرامج التي تبث منذ أول يوم من رمضان وأصيب بالذهول مباشرة بعد أن يكبت على زر تليكومند حتى يقع في برنامج كاميرا حفية يتضمن نفس الموضوع أو الديكور أو الوجوه التي لم يستطيع أن يفرق بين رياضي ، مغني ، أو سياسي أو حتى كاتب مثلما حدث لرشيد بوجدرة ، وما تعرض له من اهانات جعلت الكل يتضامن معه حتى أشقائنا من الدول العربية ، وهو ما جعل النخبة المثقفة في الجزائر تنظم اليوم وقفة احتجاجية أمام مقر سلطة الضبط السمعي البصري بالعاصمة للحد من هذه المهازل . وما يلاحظه المشاهد هو التقليد وخاصة هذا العام سباق جنوني مهما كان الثمن لعرض حصة أو مسلسل أو سيتكوم لا يسمن ولا يغني من جوع مواضيع مستهلكة ، وجوه مكررة في كل القنوات ، حتى أصبح المتفرج لا يعرف انه على قناة أ أم ب. "عاشور العاشر 2 " للأطفال فقط بعد أن غاب " عاشور العاشر" للمخرج جعفر قاسم عن السباق الرمضاني السنة الفارطة الْكُل كان ينتظر خرجته الجديدة هذه المرة خاصة من الجمهور الذي يحن لناس ملاح سيتي للنجاح التي حققته في استقطاب جمهو من مختلف الفئات العمرية عندما كانت تبث في السنوات الفارطة على قنوات التلفزيون الوطني ، هذه السنة عاد المخرج بلسلسته الكوميدية "عاشور العاشر2" راهنت عليه قناة خاصة لتكسب نسبة مشاهدة عالية لكن من طرف جمهور اقل من 17 سنة أو للأطفال وهو ما يتداول على صفحات التواصل الاجتماعي يعكس آراء اغلب الجمهور وحسب ردود وتعليقات الشبان تعد السلسلة التاريخية الفكاهية في أيامها الأولى مخيبة للآمال توفر لحظات من النمطية الهزلية وليس من الفكاهة ، في انتظار ما ستقدمه الحلقات القادمة. من البود كاست إلى التلفزيون؟ زنقة كريزي ، ميستر آبي ، دي زاد جوكر و أناس تينة ، شباب صنعوا لأنفسهم أسماء من خلال إطلالتهم على البود كاست جلبو جمهورا كبيرا لطرحهم لمختلف المواضيع التي يعيشها الشاب الجزائري في الواقع بطريقة عفوية لا تخلو من الفكاهة مع توجيه رسائل هادفة جعلت منهم أبطال اليوتوب وهو ما استغلته بعض القنوات الخاصة لتعرض أعمالهم خلال رمضان لكسب عدد كبير من الجمهور خاصة الشباب ،ولجأت إليهم معظم مؤسسات الإنتاج ،النتيجة كانت أعمالا مقلدة من الحصص و البرامج التي تبث على القنوات الأجنبية . مسلسلات على الطريقة التركية معظم القنوات راهنت على المسلسلات الدرامية ، التي اعتاد عليها جمهور الشاشة الصغيرة و التي تمثل المجتمع الجزائري بحلوه و مره بحثا عن متنفس للعائلات التي كانت تجتمع على المائدة و تتابع أحداث أعمال لعلها تحملها إلى الزمن الجميل زمن الراحل جمال فزاز ، الحاج رحيم ، لكن في رمضان 2017 لا يمكن للمشاهد أن يفرق بين مسلسل جزائري أو تركي خاصة بما يتعلق بالديكور أو حتى السيناريو لتجده يبحث عن الحبكة الحقيقية لهذا العمل الذي لا يحمل من جزائريته إلا الممثل أو اللهجات التي تجدها تختلف حسب المناطق بين أفراد العائلة واحدة؟