أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن محاربة البطالة من أكبر انشغالات الدولة في الوقت الراهن كونها تسببت في زرع اليأس لدى الشباب مشددا على أنها مصدر للانحرافات الخطيرة، كما أبدى استياءه لتزايد ظاهرة "الحراقة" ومغامرات الشباب الوخيمة العواقب لعدم حصولهم على فرص عمل في الجزائر، داعيا الأولياء إلى تشجيع أبنائهم لاحتراف المهن اليدوية وسلوك طريق التكوين المهني. أوضح عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، أول أمس، خلال انطلاق الأولمبياد الوطنية الثالثة للمهن بالقاعة البيضاوية محمد بوضياف، أن قطاع التكوين المهني بإمكانه أن يساهم في ترقية الشباب وتكوينه والتطلع إلى ما هو أفضل خاصة وأنه حلقة أساسية في منظومة التربية والتكوين، وأضاف الرئيس في رسالة قرأها نيابة عنه مستشاره محمد علي بوغازي أن المهن التي يوجه إليها الشباب معترف بها وتضمن النجاح لهم في حياتهم الاجتماعية المهنية "مهما كان النهج الذي رسا عليه اختياره"، داعيا الأولياء إلى تشجيع أبناءهم ممن يتوفر فيهم الاستعداد الفطري لاحتراف المهن اليدوية والتوجه إلى التكوين المهني الذي قال بخصوصه بأنه يوفر لهم فرصة التكوين والتعلم ومعرفة أنفسهم على نحو أفضل. وذكر الرئيس بالأهداف المنتظرة من مختلف الإصلاحات التي تمت مباشرتها داخل المنظومة الاجتماعية التربوية منها جانب التكوين المهني والمتمثل في منح الشباب المتربص تعليما قيما، مشيرا إلى أن العولمة ليست سوى تحدي الامتياز، حيث أكد أن ظاهرة البطالة تمثل آفة تتسبب في زرع اليأس في نفوس العدد العديد من المواطنين خاصة الشباب، واعتبرها مصدر لشتى أصناف الانحرافات المضرة بالمجتمع وبقيمه العريقة، مشددا على أن محاربة البطالة هي من ضمن انشغالات الدولة. وأعرب بوتفليقة عن استيائه لإقبال الشباب على إلقاء أنفسهم إلى التهلكة في مغامرات وخيمة العواقب في إشارة منه إلى ظاهرة "الحراقة"، حيث أوضح أن سبب إقدام الشباب على الهجرة السرية يعود لفقدان أملهم في الحصول على فرصة للعمل بالجزائر، بالإضافة إلى اعتقادهم أن السعادة موجودة في الدول الأجنبية، مؤكدا أن "الحراقة" هي "قضية الجميع على حد سواء، إنها قضية الدولة، المواطنين، الخلية الأسرية وكل الفاعلين في الفضاء الجمعوي". كما أشار الرئيس في ذات المناسبة إلى أن الشباب في حاجة إلى الإرشاد والتوجيه والدعم في سعيه المشروع إلى حياة أفضل في الجزائر، مذكرا بإنجازات الشبيبة الجزائرية من خلال رفعها للتحديات بدءا من تحرير البلاد ثم تشييد الدولة وصولا إلى التنمية الشاملة، واستطرد قائلا "إنه مع الشباب هذا وبفضله سيكون بمقدور البلاد الدخول في دينامية تنموية تكون حميمة الخير". وفيما يتعلق بالأولمبياد الوطنية الثالثة للمهن، أكد الرئيس أن المنافسات التي ستشهدها تعتبر الإطار الذي يمنح للشباب الممتهن الفرصة لتحسين مهاراته و الطموح إلى الامتياز، مضيفا بأنها وسيلة لرفع التحديات وأن أهدافها عديدة أهمها تحقيق إدماج الشباب في المجتمع إدماجا فعالا اقتصاديا، اجتماعيا وثقافيا، حيث شدد على أن الأولمبياد حدث بارز غايته منح الشباب فرصة التجند من خلال تدريبه على مواجهة تحديات التنافس والأداء الناجع المطروحة حاليا على الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الأولمبياد وبعد تحقيقها نجاحا في طبعتيها لسنتي 2005 و2006 أصبحت فضاء واسعا لتثمين المهن المعروضة على المؤسسات الاقتصادية الوطنية الراغبة في الاستثمار في ترقية المورد البشري المؤهل الذي "يمثل الثروة التي لا تحتاج ديمومتها إلى برهان".