أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة إدراج كافة انشغالات وطموحات الشباب ضمن الأولويات الوطنية الملحة، حتى تستعيد الشبيبة الجزائرية كامل الثقة في مستقبلها ومستقبل البلاد ، وقال بوتفليقة أمس لدى افتتاحه بقصر الأمم أشغال الجلسة العلنية لندوة الحكومة-ولاة المخصصة للسياسة الوطنية للشبيبة التي سبق وأن أشارت إليها الشروق أون لاين " إن إدراج هذه الانشغالات سيعيد الشبيبة الجزائرية إلى فطرتها التي "جبلت عليها ألا وهي الثقة في مستقبلها وفي مستقبل بلادها". ودعا وزراء الحكومة والولاة المشاركين في أشغال الندوة المخصصة لبحث موضوع السياسة الوطنية للشبيبة التي وصفها "بالفشل" لأنها لم ترق إلى مستوى تطلعات الشباب،إلى البحث عن الآليات الممكن تطبيقها لنجاعة السياسة العمومية الحالية الخاصة بالشبيبة ، و المباشرة في تعديل الإطار المؤسساتي و التنظيمي الحالين قصد التكفل أكثر بشريحة الشباب التي يزيد نسبتها عن ال 70 بالمائة في المجتمع الجزائري، والاستجابة لاحتياجات الشباب وإدماجهم مهنيا واجتماعيا. و أقر الرئيس بوتفليقة بأنه ما تزال العديد من المشاكل تواجه فئة الشباب حاليا " بالرغم من أهمية الجهود المبذولة في سبيل توفير المناخ المواتي لازدهار الشبيبة وإدماجها....حيث خصصت الدولة منذ بداية العشرية الحالية قرابة 150 مليار دينار لقطاع الشباب والرياضة ....لكنه ما تزال بعض المشاكل الخطيرة تحيط بالجيل الجديد وتتربص به ". واعتبر أن ظاهرة الحراقة التي يزيد عددهم 2400 فرد تم إحصائهم مؤخرا وتجنيد الانتحاريين من الشباب والتغيير بهم من أخطر المشاكل التي تواجهها الدولة الجزائرية " قد يزداد عدد الحراقة وعدد انتحاريي العاصمة والاخضرية وباتنة ودلس ما لم نأخذ الأمر مأخذ الجد". ووجه بوتفليقة تعليمات لكافة الوزراء القطاعات الوصية على الشبيبة وكذا ولاة الجمهورية، إلى تبني خطة استشرافية للمشاكل التي تواجه الشباب ومحاربة التهميش وإقصاء الطاقات الشبانية ومنحها الفرصة لتكون أكثر فاعلية في المجتمع ، وكذا جعل جميع برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية، و برامج التشغيل المطبقة متطابقة لتطلعات وطموحات الشباب. جلسة الحكومة- الولاة المخصصة لبحث موضوع السياسة الوطنية للشبيبة و التي دامت ثلاثة أيام تأتي بعد تزايد مخاوف السلطات العليا للبلاد من بروز ظاهرة صعود الشباب إلى الجبال والتحاقهم بالجماعات المسلحة و كذا تضاعف أعداد الحراقة نحو السواحل الايطالية والاسبانية والمغامرة بحياتهم في عرض البحر من أجل الهجرة. حيث يتفق العديد من المتخصصين في علم الاجتماع على أن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ارتفاع عدد الجزائريين المهاجرين أو الراغبين في الهجرة إلى الشمال مهما اختلفت الطرق، تتمثل في تدني مستوى المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة، ونقص فرص العمل، وارتفاع معدل البطالة والفقر في المجتمع الجزائري. المطالبة بإنشاء مركز للبحث خاص بالشباب و شرطة جوارية من جهتهم دعا المشاركون في لقاء الحكومة-الولاة إلى ضرورة إنشاء مركز للبحث متعدد الاختصاصات حول الشباب لتسهيل اتخاذ القرارات من طرف السلطات العمومية حول المسائل المتعلقة بشريحة الشباب، وحماية هذه الفئة من الخطب التي توصف بالتطرف على مستوى المساجد والمدارس وبتشجيع التكفل بالجانب الروحي، إلى جانب تحسين البرامج التربوية وجعلها تعكس الهوية الوطنية بشكل صحيح. كما طالب المشاركون في هذا اللقاء أيضا بإعادة النظر في المنظومة التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالجمعيات الوطنية والمحلية، و حثها على التكفل الأحسن بمشاكل وانشغالات الشباب، و استغلال مختلف الإعانات المادية التي تتلقاها من السلطات العمومية في إيجاد مقترحات بديلة لمتطلباتهم. وبخصوص التدابير المتعلقة بالتكفل بالفئات المعوزة شدد المشاركون على ضرورة التكفل بهذه الفئات من شباب وأشخاص معوقين ، وذلك باعتماد منظومة للحماية الاجتماعية قصد التكفل بفئة الشباب المعوز،إضافة إلى تحسين الإطار المعيشي للمواطنين عبر تأهيل الأحياء وتوفير الفضاءات الترفيهية لصالح الشباب، وكذا إنشاء شرطة جوارية في الأحياء ترمي إلى الوقاية من كل أشكال العنف. خير الدين.ب ( الشروق أون لاين)