حكمت محكمة الجزاء الدولية بلاهاي الخاصة بجرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة، الأربعاء بالسجن المؤبد على القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش وأدانته بجرائم إبادة جماعية في حق مسلمي البوسنة في تسعينيات القرن الماضي. وصرح القاضي الفونس أوريه أن "المحكمة تحكم على راتكو ملاديتش بالسجن المؤبد لارتكابه هذه الجرائم" بعد إدانته بعشر تهم، منها ارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب وضد الانسانية. ورحبت مفوضية الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان بالحكم بالسجن المؤبد على ملاديتش معتبرة أنه انتصار مهم للعدالة". وصرح المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد أن "ملاديتش تجسيد للشر" وأن "الحكم إنذار لمرتكبي مثل هذه الجرائم بأنهم لن يفلتوا من العدالة أيا كان نفوذهم ومهما طال الزمن، سيحاسبون جميعا". جزار البلقان ومن أبرز التهم التي وجهت للجنرال ملاديتش الملقب ب"جزار البلقان" ارتكاب مجزرة سربرنيتشا التي كانت تحت حماية الأممالمتحدة، ثم سقطت في 11 جويلية 1995 في أيدي قوات صرب البوسنة وقتل فيها نحو ثمانية آلاف رجل وفتى مسلم في بضعة أيام، بالإضافة إلى حصار سراييفو الذي قُتل خلاله عشرة آلاف مدني. وقد اعتقل ملاديتش في 26 ماي 2011 في صربيا، بعد أن طارده القضاء الدولي 16 عاما، وكان اعتقاله واحدا من الشروط الأساسية لانضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، ويعد آخر مجرمي حرب البوسنة البارزين الذين نظرت المحكمة في التهم الموجهة إليهم. يشار إلى أن محكمة الجزاء الدولية ليوغسلافيا سابقا، التي أنشأها مجلس الأمن الدولي عام 1993، كُلفت بمحاكمة المسؤولين عن عمليات الإبادة كالجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبت أثناء حرب البوسنة والهرسك. ووضعت حرب البوسنة أوزارها بالتوصل لاتفاق سلام أبرم في قاعدة جوية أميركية في دايتون بأوهايو عام 1995 في أعقاب ضربات جوية نفذها حلف شمال الأطلسي أجبرت صرب البوسنة على الجلوس إلى مائدة التفاوض.