أفادت وثائق سرية حصلت عليها قناة »الجزيرة« بأن السلطة الفلسطينية عرضت على الولاياتالمتحدة مساعدتها في بلدان عديدة تشهد توترات أمنية، مثل باكستان والصومال وأفغانستان والعراق. كما كشفت عن جهود فلسطينية لمساعدة المعارضة الإيرانية إعلاميا. ففي اجتماع بتاريخ 5 ماي 2009 يخاطب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات موظفي وحدة دعم المفاوضات بالقول: »نحن نكسر التقليد العربي في الذهاب إلى أمريكا وإخبارها بما نريد«. ويضيف »عوضا عن ذلك، نحن نقول ل(الرئيس الأمريكي) باراك أوباما إننا يمكن أن نساعد. يمكن أن نساعد في باكستان والصومال وأفغانستان والعراق، إلى آخره«. ويتابع عريقات بقوله »سوريا والعربية السعودية ومصر والأردن كلهم يحتاجون إلى أن يقولوا لأوباما كيف يمكن أن يساعدوه. لقد ذهبت إلى كردستان« (من غير أن توضح الوثيقة طبيعة مهمة عريقات في كردستان التي يبدو أنه يقصد بها كردستان العراق). ويذهب عريقات أبعد من ذلك في تحديد الدور الذي يمكن أن تضطلع به السلطة، فيقول »إذا كانت الدول الأخرى تعتقد أنها تستطيع أن تستعمل (حركة المقاومة الإسلامية) حماس كورقة، فإننا سنفعل نفس الشيء معهم«. ويضيف »نحن لا ندير مؤسسة خيرية. إيران تتلاعب، وهي تستعمل حماس كورقة«. كما كشفت الوثائق السرية التي حصلت عليها »الجزيرة« أن السلطة بذلت جهودا لمساعدة المعارضة الإيرانية. ففي اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر 2009 يخاطب عريقات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل بقوله »إنها لحظة الحقيقة في الشرق الأوسط. (الرئيس الإيراني محمود أحمدي) نجاد في غزة وفي لبنان. باكستان تتجه نحو الفشل (...)، وهناك السودان والصومال«. ويضيف »الدول العربية لا تفعل شيئا. أتدري أن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أقنع رجل أعمال بتمويل محطة إذاعة لموسوي (المعارض الإيراني مير حسين موسوي)«. وفي اجتماع بنفس اليوم مع المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز، يقول عريقات »منذ عشرة أيام أقنعنا رجل أعمال فلسطيني بدفع 50 مليون دولار لموسوي حتى تكون له محطة راديو«.