أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الدكتور جمال ولد عباس خلال حفل لتكريم عائلة الشهيد الرمز العربي بن مهيدي وعدد من عائلات شهيدات الثورة التحريرية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن هذا التكريم يأتي عرفانا لما قدمنه في سبيل استرجاع السيادة الوطنية, كما أنه يندرج في سياق مساعيه لمحاربة ثقافة النسيان، ومن جهة أخرى قال الأمين العام أن كل المكاسب التي حققتها المرأة الجزائرية خلال العقدين الفارطين كان بفضل رئيس الجمهورية رئيس الحزب عبد العزيز بوتفليقة. أشرف الدكتور ولد عباس، أمس، على حفل تكريم الشهيد محمد العربي بن مهيدي عضو مجموعة الستة الأحرار وبعض شهيدات ثورة نوفمبر المجيدة، بمناسبة عيد المرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة، بمدرسة الفندقة بعين البنيان بالعاصمة. واعتبر الدكتور ولد عباس هذه الوقفة بمثابة محطة لاستدراك التقصير المسجل في تبليغ رسالة الشهداء، ومن ثم فإن الحزب العتيد يعمل على تكريم شهداء الثورة المجيدة ويسعى بذلك لمحاربة ثقافة النسيان من خلال هذا التكريم لشهيدات قدمن أنفسهن من أجل أن تحيى الجزائر، لأن شعبا دون ذاكرة وتاريخ هو شعب ليس لديه مستقبل. وبالنسبة للأمين العام للأفلان، فإنه بالرغم من إحصاء 10949 مجاهدة رسميا على مستوى وزارة المجاهدين، إلا أن كل الجزائريات كن مجاهدات خلال ثورة التحرير. واستطرد الأمين العام قائلا، ربما نكون قد قصرنا في إعطاء المرأة المكانة التي تستحقها بعد الاستقلال، ولكن منذ اعتلاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة سدة الحكم سنة 1999، كانت هناك عناية خاصة بالمرأة الجزائرية، حيث أمر بسن عديد القوانين التي تضمن حقوق المرأة في المجتمع وتضمن لها مكانة في الممارسة السياسية لتكون ندا للند لأخيها الرجل. واستطرد قائلا: إن الرئيس كان يتدخل في الوقت المناسب كما فعل ذلك لإنهاء إضراب الأساتذة في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن الرئيس عندما يعين وزيرا يعطيه ورقة طريق ويتابع عملية تنفيذها على أرض الميدان وبالفعل هذا ما حدث بعد التعديل الدستوري في سنة 2008 عندما تم إقرار نظام التحصيص لضمان الممارسة السياسية للمرأة، حينها لم تتطور الأمور واضطر الرئيس في شهر أفريل 2011 وفي سلسلة الإصلاحات التي أعلن عنها أن يقرر إدراج قانون عضوي لضمان تطبيق نظام الكوطة، العملية سمحت بالانتقال من 15 امرأة نائب في 1999 إلى 155 امرأة نائب في البرلمان بغرفتيه سنة 2012 وبذلك فإن كل المكاسب التي حققتها المرأة الجزائرية كانت بفضل رئيس الجمهورية ونحن كمناضلين نتكلم باسم الحزب وباسم رئيس الحزب، فهنيئا للمرأة وعلى كل نساء الجزائر أن يكن فخورات بما حققه الأفلان بتحريره للجزائر وبناء الدولة المستقلة. وفي سياق متصل، أشار المتحدث إلى المكانة التي وصلت إليها المرأة الجزائرية، منوها بترقية المرأة في سلك العدالة بدءا من منصب رئيس مجلس الدولة, الأمر الذي جعل الجزائر أول بلد عربي يمنح هذا المنصب لامرأة، بالإضافة إلى رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان وكذا قضاة ووكيلات جمهورية, وفي منصب سفير ووالي بالإضافة إلى رئيسات دوائر, كما أشاد في نفس السياق بترقية العنصر النسوي في أسلاك الجيش الوطني الشعبي والأمن الوطني وكذا الحماية المدنية، كما أبرز أن المرأة استطاعت أن تلج الحكومة بإحصاء أكثر من عشرين امرأة على مدار أربع عهدات وغيرها من القطاعات التي احتلت فيها المرأة مكانة معتبرة. وقال إن الرئيس بوتفليقة قد شرف كل هؤلاء النسوة وكل المجاهدات بما تم انجازه والأفلان بدوره سيكرر مثل هذه العملية التكريمية عبر كل ولايات الوطن مع عائلات هؤلاء الشهيدات، مضيفا أن الحزب العتيد مدين لهن كلهن. والأمين العام في الإشادة بالرجل العبقري الشهيد العربي بن مهيدي الذي تحيي الجزائر الذكرى الواحد والستين لوفاته والمصادفة ليوم 4 مارس، بن مهيدي الذي قال ارموا بالثورة للشارع يحتضنها الشعب، وقال أعطونا طائراتكم نعطيكم قففنا، شقيقة هذا البطل ظريفة بن مهيدي كانت حاضرة هناك لتتسلم درع التكريم للشهيد العربي بن مهيدي الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب. وقد تم بالمناسبة تكريم مجموعة من الشهيدات اللواتي حضرت عائلاتهن لتتسلم أدرعة التكريم، حيث نجد الشهيدات مريم بوعتورة، زبيدة ولد قابلية، مسيكة زيزة، عائشة سعد الهاشمي، فضيلة سعدان، مسعودة مريم باج وفاطمة العالية باج، حفل التكريم حضره أعضاء المكتب السياسي للأفلان، وزراء ووزراء سابقين، مناضلين ومناضلات، وكانت المناسبة فرصة أخرى للإشادة بتضحيات المرأة الجزائرية وتكريمها في عيدها العالمي مقابل المجهودات التي قدمتها خلال ثورة التحرير وإبان الاستقلال بالمساهمة في معركة البناء والتشييد.