أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، أن رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، يرسم خريطة طريق لجميع وزراء الحكومة خلال تسليمهم المهام ويبقى يتابع عملهم من بعيد وعندما يقتضي الأمر يتدخل في الوقت المناسب، في إشارة منه للتدخل الأخير الذي قام به الرئيس لحلحلة المشاكل التي كان يتخبط فيها قطاع التربية الوطنية. وذهب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، في تصريحاته بمناسبة الحفل التكريمي الذي نظمه الأفلان على شرف عائلات الشهداء، إلى أبعد من ذلك، عندما سرد تجربته الشخصية في الحكومات المتعاقبة والتي دامت أكثر من 13 سنة، وأشار بيده إلى الوزراء الحاضرين مع التأكيد على أنهم خضعوا ولايزالون يخضعون لنفس الإجراء في حالة وقوع اختلالات على مستوى قطاعاتهم، قائلا بأن «جميع وزراء الحكومة الذين يعينهم الرئيس، يبقى يتابع من بعيد نشاطهم، ويترك لهم المجال للعمل، لكن «عندما تقع اختلالات يتدخل وبقوة». وواصل ولد عباس في نفس السياق، يقول بأن توسط الأفلان في الأزمة التي شهدها قطاع التربية الوطنية مؤخرا، «جاء بعد تدخل رئيس الجمهورية وليس قبله». وبخصوص الحفل التكريمي الذي نظمه حزبه بالمدرسة الوطنية للفندقة بالعاصمة، على شرف عائلات عدد من شهداء ثورة التحرير المجيدة على غرار محمد العربي بن مهيدي، وريدة مداد، مريم بوعتورة، زبيدة ولد قابلية، مسيكة عزيزة، مليكة قايد، فضيلة سعدان، مسعودة مريح باجا، فاطمة العالية باجا وعائشة سعد الهاشمي، أوضح ولد عباس أن «تكريم أسر الشهداء وأقاربهم، يندرج في إطار مسعى محاربة ثقافة النسيان، الذي دشنه الحزب العتيد من ولاية تلمسان ثم ميلة، واليوم بالعاصمة». ووعد ولد عباس بالنزول إلى ولايات أخرى لتكريم المزيد من أسر الشهداء، كلما سمحت الفرصة بذلك، لافتا إلى أن الاحتفالية التي نظمها الحزب، أمس، تمت تحت الرعاية الخاصة لرئيس الجمهورية، «لا سيما وأن تاريخ 8 مارس، تزامن مع رحيل المجاهدة جوهر أكرور التي كانت رفيقة النضال للشهيدة حسيبة بن بوعلي والتحقت بصفوف الثورة وهي لا تزال في ريعان شباب». وأشار إلى أن الآفلان حريص على إحياء هكذا تظاهرات من أجل ضمان التواصل بين الأجيال، ومحاربة النسيان، قناعة منه بأن «أمة بدون تاريخ أمة بدون مستقبل». وواصل ولد عباس حديثه بالتأكيد على أن العدد الرسمي المدون لدى وزارة المجاهدين والمتمثل في 10949 مجاهد، هو أقل بقليل من الواقع، حيث يوجد في الأصل حسب الأمين العام للأفلان «أزيد من 1.5 مليون شهيد، فضلا عن الكثير من المسبلات والشهيدات اللواتي قدمن مساعدات جليلة خلال الثورة بإيواء وإطعام وعلاج المجاهدين بالأرياف والمداشر». في سياق متصل، أبرز ولد عباس، الجهود التي قام بها الرئيس بوتفليقة لترقية مكانة المرأة، منذ توليه زمام الحكم سنة 1999، «حيث هيأ الأمور والأرضية تدريجيا لدخول المرأة إلى المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية»، ما جعل عددهن في هذه المؤسسات يقفز، حسب ولد عباس، من 15 امرأة بالبرلمان سنة 1997 إلى حوالي 155 امرأة في سنة 2012، منهن 145 في المجلس الشعبي الوطني و10 عضوات معينات بمجلس الأمة. وإذ ذكر المسؤول الحزبي بأن ترقية مكانة المرأة جاءت بعد تعديل الدستور وإدراج المادة 31، ثم ترجمت بالتفصيل في نص القانون العضوي الخاص بالانتخابات، أبرز انفراد الجزائر عربيا في تعين امرأة كرئيسة للمجلس الأعلى للدولة. وفي ختام الحفل، حرص ولد عباس على التأكيد بأنه دائما يتحدث باسم رئيس الجمهورية قائلا «أنا أتحدث باسم الرئيس، ولا أتحدث من العدم»، رافضا الرد على أسئلة الصحافيين المتعلقة بأسباب تأجيل دورة اللجنة المركزية للحزب، وكذا تلك المتصلة بالتصريحات التي صدرت عن المناضل في الحزب عبد العزيز زياري، التي يكذب فيها حديث الأمين العام باسم الرئيس بوتفليقة..