ضيفنا لعدد اليوم من "يوميات صائم" يوسف، طباخ في العقد الثاني من العمر ، أكد لنا خلال الحديث الذي جمعنا به أن أغلب مقتحمي فن الطبخ رجال لأن الطبخ يتطلب تكوينا خاصا وخبرة مميزة في الميدان، مضيفا أن رمضان لا يؤثر فيه كثيرا، وهو بالنسبة له شهر خاص جدا وفرصة ذهبية لكل المسلمين للتقرب من الله عز وجل والتقرب من بعضهم البعض. "أشهر الطباخين في العالم رجال"، يبدو أن هذه الجملة قد انطبعت في ذهن الكثير من الناس الذين استهووا فكرة الطبخ لمزاياها المادية أولا ولأن نظرة المجتمع أصبحت أكثر تقبلا لهذه المهنة التي يراها أصحابها فنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى خاصة في المطاعم الراقية، حيث يتفنن الرجال في تقديم أشهى الأطباق بصورة جميلة تؤكد في كثير من الأحيان ما يتداوله الناس عن مهارة الرجل في إعداد الطعام، أردنا أن نعرف رأي طباخ في السمعة الجيدة التي اكتسبها الرجال الطباخون وكذا ليحدثنا عن يومياته في رمضان، تحدثنا إلى يوسف وكان الحديث معه شيق. يوسف، شاب يبلغ من العمر 24 سنة، يقطن ب "السحاولة" وعامل كمساعد شاف كانت له مشاركة في بعض حصص الطبخ منها "صون فيزا" على قناة "الشروق تي في"، أكد أن حبه لهذه المهنة جعله يعمل و يجتهد ليحقق حلمه في أن يصبح من أشهر الطباخين، "الطبخ هوايتي، ولجت هذا العالم وتدربت على يد الشاف المعروف أمين مسيلي الذي احترمه كثيرا والذي اعمل معه حاليا." مضيفا أن أكثر شيء يسعده هو عندما يكون في المطبخ يعد في الطلبات وتكون سعادته أكبر عندما يرى علامات الرضا بادية على وجوه الزبائن. وأضاف محدثنا أن الطبخ أصبح يستقطب عددا كبيرا من الشباب لأنه عمل مريح وعائداته جيدة، كما أن الرجل يتمتع بقدرة كبيرة على الإبداع وتزيين الأطباق أفضل من المرأة التي ترى في الطبخ عملا عاديا وروتينا مملا لا ينتهي أبدا، لذلك تغيب لمستها الفنية عن كثير من الأطباق. عن يومياته في الشهر الكريم قال يوسف أن رمضان بالنسبة إليه ليس شهر الصيام على الأكل وفقط، بل هو شهر التحمّل، شهر العبادة، التوبة والغفران وعلى الإنسان أن يعطي الشهر حقه لأنه ليس ككل الأشهر، " أنا جدّ عادي في رمضان، أصومه في ظروف جيدة للغاية والحمد لله كوني أشغل معظم وقتي بممارسة الرياضة." ولدى سؤالنا له عن الأكلة التي يحبها في الشهر الفضيل أكد يوسف أن الأكلات الجزائرية في شهر رمضان الكريم تتميز بالتنوع، لكن أهم ما يميزها ربما عن أقطار عربية أخرى حضور "الشربة والحريرة"، مضيفا " لا أتشهى كثيرا الأكل ولست شخصا أكولا بل آكل ما هو موجود إلا أني أحب شوربة فريك ومطلوع أمي". وعن البرامج التلفزيونية التي يتابعها في رمضان أكد محدثنا أن سلسلة "دقيوس ومقيوس" من انجح الأعمال هده السنة بالنسبة إليه، كما تأسف عن برامج "الكاميرا الخفية"، التي هوت بفن التمثيل إلى أسفل الدرجات وأصبحنا لا نستطيع مشاهدتها مع العائلة، فترى تهجمات واستفزازات صارخة لا تعير أدنى اهتمام لاحترام المشاهد والمواطن على حد سواء، فإما أن تكون ضحية يستهزأ بمشاعرك ويتم تخويفك أو ترويعك، أو أن تكون مشاهدا تصطدم بضحالة المحتوى. وفي الأخير هنا ضيفنا لهذا العدد كل الجزائريين و الأمة الإسلامية جمعاء" صح عيدكم كل عام وأنتم بخير، أشكركم كثيرا وأشكر جريدة "صوت الأحرار" على هذه الالتفاتة الطيبة..."