شدد نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، الدكتور عمار طالبي، على أن الانتحار محرم شرعا مهما كانت أشكاله ودوافعه، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تعبر عن وصول الإنسان إلى حالة من الضعف النفسي وفقدان الوازع الديني، فيما أكدت الطبيبة فضيلة بوعمران أن القضاء على الظاهرة يتطلب تضافر جهود الجميع. اعتبر الدكتور عمار طالبي في محاضرة قدمها بالمركز الثقافي الإسلامي خلال ندوة تناولت أسباب ظاهرة الانتحار وطرق علاجها، أن الإنسان مهما بلغت به الظروف الاجتماعية لا يحق له أن يقدم على وضح حد لحياته. وقال طالبي أن موقف الدين واضح في تحريم ظاهرة الانتحار فهناك العديد من الآيات القرءانية والأحاديث النبوية تحرم وقوع الإنسان في هذه الكبيرة، وهي قتل النفس بغير حق، متحدثا عن أحد أنواع الانتحار وهو ما يسمى بالقتل الرحيم، أي عندما يكون الإنسان في حالة متقدمة من المرض فيعتقد أنه سيتخلص من الألم، فهذا النوع لا يجوز كما قال. وعن أسباب استفحال الظاهرة في الجزائر وباقي البلدان الإسلامية، قال الدكتور طالبي أن الظاهرة تتوقف على عوامل اقتصادية واجتماعية، وبالدرجة الأولى نفسية. من جهتها أوضحت الدكتورة المختصة في الأمراض الداخلية، فضيلة بوعمران، أن موضوع الانتحار أصبح مطروحا بقوة بعدما شهدت الظاهرة انتشارا واسعا وسط الشباب، وقالت إن هناك عدة أسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية خاصة تدفع لذلك. وللتصدي للظاهرة فإن العلاج يتطلب جهود جميع المفكرين، من علماء الاجتماع والمختصين في الاقتصاد، فالعلاج يشمل كل هذه الجوانب، حسب الدكتورة التي أوضحت أنه في الجانب الصحي هناك طرق للتصدي لهذه الظاهرة، وهي بتخفيض حالات الاكتئاب، وذلك بالكشف عنها والبحث عن أسبابها وطرق علاجها. أما عن الظاهرة بصفة عامة فأفادت المتحدثة أنها موجودة منذ القدم وفي أقطار العالم خاصة منها الدول غير الإسلامية، مرجعة أحد الأسباب إلى العامل الثقافي، وهذا ما يفسر نسبة الانتحار العالية في اليابان رغم الظروف المعيشية العالية، حيث هناك حالة انتحار كل 15 دقيقة، بمعدل 32 ألف حالة انتحار سنويا.