دعت الدكتورة فضيلة بوعمران، أستاذة الطب الداخلي بمستشفى نفيسة حمود، والباحثة في الشؤون الإسلامية، إلى تحرك سريع من السياسيين في الجزائر، لتحليل ظاهرة الانتحار، ووضع آليات كفيلة بتقليص استفحالها. أبرزت الدكتورة بوعمران، أمس، في ندوة حول ''أسباب الانتحار وسبل علاجه''، احتضنها المركز الثقافي الإسلامي، أن الوازع الديني لم يعد كافيا لوقف استفحال ظاهرة الانتحار بين شريحة الشباب على وجه التحديد، مشيرة إلى ضرورة تكاثف جهود المختصين في علم الاجتماع، النفسانيين، الأطباء، رجال الدين، والسياسيين على وجه التحديد للتقليص من عدد حالات الانتحار. وفنّدت المتحدثة أن تكون دوافع الانتحار اقتصادية بالدرجة الأولى، مواصلة: ''الدول الغنية والمتطورة تسجل أعلى النسب على المستوى العالمي، على غرار اليابان التي تحصي 30 ألف حالة انتحار سنويا، غير أن السياسيين في هذا البلد، ورئيس الحكومة تحديدا تبنوا سياسة تبحث في أسباب الظاهرة وتفتح النقاش لتقديم حلول كفيلة بالتقليص منها''. من جهته أكد الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، حرمة قتل النفس أو تعذيبها بالنار شرعا، مواصلا: ''لا يعذب بالنار إلا رب النار''، ولا يجوز شرعا قتل النفس تحت أي ظرف، مستشهدا بعدد من الأحاديث النبوية. وأوعز الدكتور أسباب الانتحار إلى دوافع نفسانية بالدرجة الأولى، نتيجة لتراكم الضغوط على الفرد وعجزه عن المقاومة، فينهي حياته في لحظة ضعف، مواصلا: ''المجتمع قد هيّأ الأسباب لذلك''.