احتشد نحو مليون مصري في ميدان التحرير وسط القاهرة في ما سمي بأحد الشهداء حيث أقيم قداس الأحد وصلاة الغائب، في حين أكد نشطاء بالميدان أن ما يجري في مصر هو »ثورة« وليس مجرد احتجاجات, وأعلنوا رفضهم الدخول في أي مفاوضات حتى يتنحى الرئيس حسني مبارك. وقال أحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 أفريل التي كانت من بين أبرز الأطراف التي دعت للاحتجاجات يوم 25 جانفي الماضي، إن الشباب المشاركين في التظاهر يجمعون على عدم الثقة في النظام، مؤكدا أن الأمر أكبر من مجرد احتجاجات. وأضاف »نحن نتحدث عن تغيير حقيقي للنظام بالكامل ودستور جديد, نتحدث عن مجلس رئاسي يضم مدنيين وعسكريين, نتحدث عن حكومة إنقاذ وطني لتسيير الأعمال«. وعلق ماهر على الحوارات التي أعلن عن إجرائها بين نائب الريس عمر سليمان وعدد من الأحزاب كان أخرها جماعة الإخوان المسلمين بقوله إن »الفكرة الجوهرية التي نتحدث عنها هي أن كل من يتفاوض لا يتحدث عنا وليس لنا أي علاقة به وليس له أيضا أي علاقة بما يجري في التحرير ولا توجد له مصداقية عند الجماهير المحتشدة في الميادين«. وأشار إلى المطالبات بوضع دستور جديد من خلال مجموعة تضم خبراء دستوريين وقانونيين وممثلين عن كافة التيارات بمن فيهم الشباب. كما شدد المنسق العام لحركة كفاية عبد الحليم قنديل على أن الهدف هو إسقاط مبارك, معتبرا أن أي حوار في هذا الوقت لا يخدم الانتفاضة الشعبية. وقال قنديل إن الأمر تحول إلى ثورة شعبية حقيقية لا يجب أن تكون موضع حوار أو تفاوض. وأشار إلى تغير موقف الإخوان المسلمين بالدخول في حوار مع الحكومة. وذكر أن جماعة الإخوان لم تهيئ للثورة وإنما ساعدت فيها. وأضاف »الجماعة أخطأت بتوقيت الحوار«. كما اعتبر أن قوة الجيش الموجودة حاليا تملك تنحية مبارك, على أن تشكل بعد ذلك حكومة انتقالية. وقد تدفق الآلاف على ميدان التحرير بقلب القاهرة ظهر أمس في بداية »أسبوع الصمود« الذي يأتي ضمن احتجاجات متواصلة للمطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم. وأدى المتظاهرون صلاة الظهر وأتبعوها بصلاة الغائب, ثم أقيم قداس للمصريين الأقباط المشاركين بالمظاهرات, التي تزامنت مع مسيرات مليونية تمت الدعوة إليها بميدان التحرير وعدد من المحافظات. وقد سعت دبابات الجيش إلى ضغط المتظاهرين بميدان التحرير لإفساح الطريق أمام حركة المرور, ورفض المحتجون المغادرة رغم هطول الأمطار. وفي محاولة حكومية لإعادة الحياة إلى طبيعتها, وهو ما قد يعني تهميش المظاهرات, استأنفت البنوك المصرية عملها بشكل تدريجي أمس, في حين حاول الجيش المصري فتح طريق للسيارات بميدان التحرير الذي يحتشد فيه المتظاهرون. ويوصف التحرك الحكومي في هذا الصدد بأنه أول اختبار حقيقي لإمكانية السيطرة على قوة دفع الاحتجاجات. وقد أصر المحتجون في ميدان التحرير بالقاهرة على البقاء في مواقعهم ورفضوا طلبا من قائد المنطقة العسكرية المركزية في الجيش المصري حسن الرويني الذي ناشدهم العودة إلى منازلهم لتسيير الحياة اليومية للمواطنين. وكان الرويني يتفقد ميدان التحرير في محاولة لإقناع المحتجين بمغادرة الميدان المزدحم عادة في قلب المدينة. كما شهدت مدن الاسكندرية والمنصورة والمحلة الكبرى والزقازيق وطنطا وبني سويف وأسيوط ودمنهور والعريش مظاهرات حاشدة مطالبة برحيل الرئيس مبارك، رغم محاولات منع وتخويف من قبل مجموعات مرتبطة بالحزب الوطني الحاكم.