تجاوز أمس سعر مزيج برنت 100 دولار للبرميل بسبب قلق السوق من احتمالات تعطل الإمدادات جراء الاضطرابات في مصر وبعدما تأكد انخفاض المخزونات الأمريكية، موازاة مع ذلك أعلنت منظمة الدول المُصدرة »أوبك« أن سعر سلة خامات نفطها ارتفع إلى 96.12 دولار للبرميل. ارتفع أمس سعر مزيج برنت بفارق قياسي بلغ 13.39 دولار عن سعر الخام الأمريكي، بحيث بلغ 100.63 دولار بالمقارنة مع سعر إقفاله يوم الثلاثاء والذي بلغ 99.92 دولار، في حين ارتفع الخام الأمريكي 34 سنتا إلى 87.26 دولار، وفي هذا السياق، أكد توني نونان مساعد مدير عام »ميتسوبيشي كورب« في طوكيو أن »برنت مازال يعكس مخاوف السوق بشأن مصر وقناة السويس وإمدادات النفط لأوروبا عبر القناة سيكون لها أثر أكبر من أي إمدادات للولايات المتحدة». وفي الوقت الذي تشهد فيه السوق قلقا من احتمالات تعطل الإمدادات جراء الأحداث التي تشهدها مصر، أكد رئيس تحرير مجلة »البترول و الغاز العربيان« فرانسيس بيران أن الأزمة المصرية تسببت في توتر الأسواق البترولية لكنها لا تشكل اضطرابا عاما، موضحا في تصريحات أوردها لوكالة الأنباء الجزائرية أن »هذه الأزمة تسببت في ارتفاع أسعار البترول بعدة الدولارات لاسيما برنت بحر الشمال دون أن يتجاوز سعر هذا الأخير 110 أو 120 دولار للبرميل«. وكشف المتحدث الذي اعترف بأن المظاهرات بمصر تسببت في بعض التوترات في الأسواق البترولية أن إنتاج البترول في هذا البلد الذي يشهد موجة من الاحتجاجات منذ 18 يوما لم يتأثر إلى غاية يومنا هذا، وهو نفس الشيء، يُضيف، بالنسبة لإنتاج الغاز الذي لم تؤثر عليه الأزمة بالرغم من الهجوم الذي استهدف أنبوب الغاز الذي يصدر إلى الأردن و إسرائيل في الوقت الذي »لم يرتبط فيه الهجوم على أنبوب سيناء بالأحداث التي تشهدها البلاد«. وتنقل مصر التي تعد بلدا منتجا للغاز أكثر من البترول غازها عبر طريقين قناة السويس وأنبوب النفط السويس-البحر الأبيض المتوسط، واعتبر المتحدث أن التوترات المرتبطة بأسعار البترول »لا تعكس الواقع لكن هناك مخاوف حول ما يمكن أن يحدث غدا«، وبرأيه لا يوجد هناك اضطراب حقيقي إلى حد الآن في نشاطات الإنتاج والنقل والعبور وتصدير البترول والغاز يمكن ربطه بالأزمة المصرية«. في سياق متصل، أعلنت أمس منظمة الدول المُصدرة للبترول »أوبك« أن سعر سلة خامات نفط المنظمة ارتفع إلى 96.12 دولار للبرميل يوم الثلاثاء من 96.02 دولار يوم الاثنين، أما رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين فشدد على أنه يجب على روسيا أكبر منتج للنفط في العالم أن تضخ النفط بمستويات عام 2010 القياسية وهي الأعلى من نوعها في فترة ما بعد الحقبة السوفيتية، لكنه وجه في الوقت نفسه تحذيرا صارما بشأن أسعار الوقود وتعهد بمزيد من مراقبة تجارة النفط.