حمّلت أحزاب سياسية دعاة مسيرة اليوم مسؤولية أي انزلاقات قد تحدث أو أي مساس بأمن الأشخاص والممتلكات، ما دامت تصرّ على التظاهر في العاصمة وتحدي قرار الحظر ورفض السلطات الولائية للجزائر الترخيص لهم بالتظاهر في العاصمة. لم تخف الطبقة السياسية في الجزائر مخاوفها من تبعات ونتائج المسيرة التي يصرّ التنظيم الذي يسمي نفسه التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية عليها رغم الحظر المفروض على التظاهر والمسير في العاصمة منذ 2001 ورفض السلطات الولائية منح الترخيص لأصحاب المبادرة واقترحت عليهم في المقابل تنظيم تجمع في المركب الرياضي محمد بوضياف الذي يسع ل10 آلاف شخص بدلا عن المسيرة. وقد أكد الناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي أن دعاة مسيرة السبت »مخطئون في الزمان والمكان« ، قائلا »إذا كانت مطالب هؤلاء تتمحور حول رفع حالة الطوارئ وفتح المجال الإعلامي أمام الأحزاب فإن الإجراءات المتخذة من طرف رئيس الجمهورية مؤخرا تستجيب بشكل كاف لتلك المطالب« مؤكدا مساندة تشكيلته السياسية لما وصفه شجاعة وحكمة ، رئيس الجمهورية ، عبد العزيز بوتفليقة ، في قراءته للاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها بعض ولايات الوطن وما تقرر من إجراءات في الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لقطع الطريق أمام بعض الدعوات المعزولة والتي تريد أن تتخذ من هذا الموضوع قميص عثمان، وأشار شرفي ، إلى أن الجزائر خلال هذه الفترة بحاجة ماسة إلى الهدوء لتجسيد المشاريع الضخمة الموزعة بإنصاف وبدون إقصاء على كل مناطق و ولايات البلاد في إطار البرنامج الخماسي الجاري الذي خصصت له السلطات العمومية مبالغ مالية ضخمة. ومن جهتها أكدت حركة مجتمع السلم في بيان لها والذي تضمن الإعلان عن عدم مشاركتها في مسيرة اليوم، أنها تحمل مسؤولية ما يمكن أن يحدث من انزلاقات أو مساس بأمن المواطنين لأصحاب المبادرة، وقالت إن الحركة تشيد بالقرارات الأخيرة التي اتّخذها رئيس الجمهورية خلال مجلس الوزراء الأخير، ولاسيما ما تعلّق منها برفع حالة الطوارئ، التي كانت مطلبا عاما للحركة وتمكين الأحزاب وفعاليات المجتمع المدني من وسائل الإعلام العمومية، وكذا إجراءات التكفّل بمطالب المواطنين عامة وشريحة الشباب على وجه الخصوص. وفي سياق موصول جاءت تصريحات الوزير الأسبق والعضو القيادي في حركة الدعوة والتغيير ،عبد المجيد مناصرة الذي أكد أن حركته لن تشارك في مسيرة اليوم لأنها لم تستدع إليها من طرف الجهة المنظمة، غير أنه شدد في المقابل على ضرورة أن يتحمل أصحاب المبادرة مسؤولياتهم كاملة من أجل تجنب أي انزلاقات أو فوضى من شأنها أن تكلف الجزائر غاليا. أما رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية موسى تواتي، فقد اعتبر المسيرة التي دعت إليها بعض الأطراف مجهولة الأهداف والمعنى مؤكدا على ضرورة توخي الحيطة تجاه من يحاولون المساس بمصلحة البلاد، متسائلا بالقول» نرتقب مسيرة لكننا لا نعرف معناها و لا المسؤول عنها و لا الأهداف المتوخاة من ورائها« مؤكدا أن الذين دعوا إلى تنظيم هذه المسيرة يسعون إلى تحقيق مآربهم على حساب المواطنين البسطاء، ودعا مناضلي حزبه إلى توخي الحذر الحيطة تجاه من يريدون المساس بمصلحة البلاد. ومن جهتها كانت أحزاب العمال والأفافاس والعدالة والحرية أعلنت سابقا أنها غير معنية بالمشاركة في مسيرة اليوم.