تنسيقية التغيير تعلن عن تنظيم تجمع تضامني اليوم أمام السفارة المصرية قرّرت تنسيقية التغيير والديمقراطية التمسك بالمسيرة التي دعت إلى تنظيمها السبت المقبل بالعاصمة، كما قررت تنظيم تجمع اليوم أمام السفارة المصرية بالجزائر تضامنا مع المتظاهرين في مصر. أعلن المنضوون تحت ما أصبح يعرف ب"تنسيقية التغيير والديمقراطية" حديثة النشأة، أمس تمسكهم بالمسيرة التي دعوا إلى تنظيمها السبت المقبل انطلاقا من ساحة الوئام المدني( أول ماي سابقا) وصولا إلى ساحة الشهداء بالعاصمة.وقال ممثلو الأحزاب والمنظمات والنقابات المنضوية تحت لواء التنسيقية في اجتماع تنسيقي لهم أمس بدار النقابات بالدار البيضاء بالعاصمة أنهم سيسيرون السبت القادم رغم قرار سلطات ولاية الجزائر عدم الترخيص لهم بذلك، مؤكدين عدم التراجع عن المسيرة مهما كان الأمر.وبالموازاة مع هذا قرر نشطاء تنسيقية التغيير والديمقراطية في اجتماعهم أمس كذلك الذي حضره ممثلو حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، والرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، والحركة الاجتماعية الديمقراطية بشقيها، ومجلس ثانويات العاصمة وممثلين عن البطالين الذين نظموا قبل ثلاثة أيام وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، قرّروا تنظيم تجمع اليوم في حدود الثانية بعد الظهر أمام السفارة المصرية بالجزائر تضامنا مع المتظاهرين في مصر.إصرار نشطاء تنسيقية التغيير والديمقراطية على السير في العاصمة قبل ثلاثة أيام عن الموعد المحدد يأتي في سياق تفاعل وتخوف من هذا الحدث واستنفار إن على المستوى الشعبي أو على مستوى الطبقة السياسية والمجتمع المدني، حيث وبالنسبة للأحزاب والتنظيمات الرافضة لفكرة المسيرة فإنها لم تكف منذ أيام عن التحذير من الإنزلاقات التي قد تتخلل المسيرة، والتي قد تؤدي إلى نتائج غير محسوبة البلاد في غنى عنها في هذا الظرف. أما بعض التنظيمات الكبيرة غير المدعمة للمسيرة فقد شرعت في إجراءات عملية لتفادي وقوع تداعيات وأضرار جانبية قد تخلفها مسيرة يوم السبت، على غرار المركزية النقابية التي استنفرت لجان اليقظة على مستوى المؤسسات الاقتصادية تحسبا لهذا اليوم، حيث أفادت مصادر عليمة من مبنى دار الشعب أن المركزية النقابية جندت واستنفرت لجان اليقظة هذه من أجل بسط الهدوء الاجتماعي في أوساط عمال المؤسسات الاقتصادية، ومنع تنقل عدوى محتملة يوم المسيرة إلى داخل هذه المؤسسات، وكان أعضاء في الأمانة الوطنية للمركزية النقابية قد التقوا قبل أيام الأمناء العامين لكل الفدراليات الوطنية من اجل تفعيل دور لجان اليقظة داخل المؤسسات في مثل هذه الظروف.من جانبها تسعى سلطات ولاية الجزائر إلى حث التنسيقية بكل الوسائل على التراجع عن تنظيم المسيرة يوم السبت المقبل، وقد اقترحت تعويضها بتجمع في إحدى القاعات بالعاصمة، لكن المنظمون رفضوا حتى الآن هذه الفكرة.ومع بداية العد العكسي لليوم المحدد للمسيرة يسود نوع من التخوف على مستوى الشارع العاصمي والمستويات الأخرى السياسية وعلى مستوى السلطات العمومية أيضا، كون لا احد يعلم أو قد يتوقع ماذا سيحدث يوم السبت؟ وهل ستتفاعل قوى أخرى مع التظاهرة أم لا؟ وهل ستستطيع قوى الأمن منعها كما حدث قبل أسابيع مع حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية؟.والتوجس هذا نابع من جهل الجميع بمدى قدرة الداعين للمسيرة على التجنيد والتحكم فيها، وضمان عدم تسلل عناصر مخربة إليها تبحث عن الفوضى فقط، ما قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة العواقب.