ذكرت صحيفة مصرية حكومية أن خلافا حادا نشب بين علاء وجمال نجلي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك اتهم فيها الأول شقيقه الأصغر بأنه أفسد البلد. وقالت صحيفة الأخبار إن المشادة حدثت في قصر الرئاسة بالقاهرة بينما كان مبارك يسجل خطابه الأخير على أمل إقناع المتظاهرين بالتخلي عن مطالبهم وإعطاء الفرصة للإصلاحات التي وعد بها في الأشهر الأخيرة من فترة رئاسته. وأوردت الصحيفة أن علاء مبارك اتهم شقيقه الأصغر جمال الذي كان يتولى رئاسة لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم بأنه افسد الأيام الأخيرة للزعيم المخلوع البالغ من العمر 83 عاما عندما فتح الطريق أمام أصدقائه للمشاركة في الحياة السياسية. وقال علاء إن تلك التصرفات أدت إلى تحول المصريين ضد والدهما، الذي تولى السلطة في العام 1981. ونسبت الصحيفة إلى علاء قوله لشقيقه جمال »لقد أفسدت البلد عندما فتحت الطريق أمام أصحابك، وهذه هي النتيجة. فبدلا من أن يتم تكريم أبيك في نهاية حياته ساعدت على تشويه صورته على هذا النحو«. وحسب وكالة رويتر، فإن محللين يقولون إن »جمال« مهد الطريق لأصدقائه في مجال الأعمال لتولي مناصب بارزة في الحزب الحاكم وفي حكومة رئيس الوزراء أحمد نظيف، الذي أقاله مبارك بعد أيام من الاحتجاجات التي اندلعت يوم 25 جانفي المنصرم. وكان مصريون كثيرون يشعرون بأن مبارك يعد جمال ليخلفه، وقبل أن يظهر جمال على الساحة ترددت تكهنات في التسعينيات أن مبارك يريد أن يخلفه نجله علاء رجل الأعمال. وذكرت صحيفة الأخبار أن علاء كان غاضبا أيضا، لأن التسجيل الأول لخطاب مبارك قد تغير وكان سيقوم مبارك بنقل سلطاته المدنية لنائبه عمر سليمان وسلطاته العسكرية للقوات المسلحة. وفي تقرير لوكالة أسوشيتد برس أول أمس، فإن كبار مساعدي مبارك ونجله جمال الذي كان ينظر إليه بوصفه الخليفة المنتظر له أبلغوه بأنه ما زال قادرا على الخروج سالما من هذه الأزمة. ولذلك تحول خطاب الاستقالة المتلفز الذي كان ينتظره المصريون إلى محاولة عنيدة من مبارك للتشبث بالسلطة. وقد زاد هذا الخطاب من غضب المحتجين. وعندما حل يوم الجمعة كان الجيش قد قرر التحرك لحسم الموقف. ولم يكن مبارك -حسب المصدر- ينظر أبعد مما يبلغ به نجله جمال، ولذلك كان معزولا سياسيا، وكانت كل خطوة يتخذها محدودة جدا وفي غير أوانها