فيما إفتتح ،أول أمس ،بالمتحف الوطني للفن الحديث بشارع العربي بن مهيدي معرض الذي يحمل عنوان »ماريو فارغاس يوسا « و يتواصل إلى غاية 2 أفريل بمثابة تكريم لهذا الكاتب الذي ترجمت أعماله إلى 33 لغة بما فيها العربية. ويتزامن المعرض الخاص بصور النوبلي البيروفي المولد ماريو فارغاس يوسا والجدل الكبير الذي أثاره نخبة من مثقفي الأرجنتين بعد أن طلب مثقفون مقربون من السلطة وبينهم مدير المكتبة الوطنية من منظمي معرض الكتاب إلغاء الدعوة الموجهة إلى فارغاس يوسا لافتتاح المعرض في 21 أفريل القادم . وقال مدير المكتبة الوطنية إن »فارغاس يوسا يأتي للدفاع عن مواقف سياسية عدوانية. وهو يثير جدلا ونقاشا غير مناسب لافتتاح معرض الكتاب «. إلا أن وزير الثقافة الأرجنتيني خورخي كوسيا لم يوافق على منع يوسا قائلا» أنه كاتب كبير ، ولكنه أيضا على حد وصفه رجعي يدافع عن نظام يستند إلى تبعية أمريكا اللاتينية الثقافية».وتعد هذه هي المرة الأولى التي يفتتح فيها كاتب حائز جائزة نوبل معرض الكتاب في الأرجنتين، أما رئيس مؤسسة الكتاب التي تنظم المعرض غوستافو كانيفارو فقال أن دعوة فارغاس يوسا ليست على أساس رؤيته السياسية بل لكونه حائز جائزة نوبل. تأتي هذه القضية في وقت تستعد فيه الأرجنتين لانتخابات رئاسية في اكتوبر المقبل، وكان فارغاس يوسا معروفا بمواقفه المعادية للرئيسة اليسارية وزوجها الرئيس السابق نيستور كيرشنر الذي توفي في اكتوبر، معتبرا أنهما رأسماليان جمعا ثروات على حساب الشعب، ونعت الرئيسة بالجاهلة في إحدى المرات. و تم تنظيم هذا المعرض من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالشراكة مع دار أمريكا اللاتينية بباريس و المركز الثقافي لجامعة الكاتيلوكا الواقعة بليما قد عرض مشوار الكاتب الذي ولد في 1936 بأريكيبا بجنوب البيرومن خلال صور و مقاطع من كتبه و بعض أغراضه الشخصية. و نقرأ في سيرته التي وزعت على الحضور أن الكاتب منحدر من عائلة أرستقراطية بحيث "ابتعد و هو صغير من عالم الرفاهية و الثراء نحو عالم الكتابة". و قد تم تسجيله في الأكاديمية العسكرية عن عمر يناهز 14 سنة لكي يصبح ضابطا كبيرا بحيث كانت هذه التجربة صعبة بالنسبة إليه و غادر بعد انقضاء مدة قصيرة. و قد روى هذه التجربة في رواية "المدينة و الكلاب" التي أصدرها سنة 1963. و قد درس الأدب بجامعة ليما ثم بمدريد حيث تحصل على شهادة الدكتوراه. و كان يعمل كمصحح صحفي و ناقد سينمائي و منشط في الإذاعة و لم يمنعه هذا من مواصلة أعماله الأدبية و تحصل الكاتب الذي يعد رمزا في الحركة الأدبية المعاصرة بأمريكا اللاتينية على عدة جوائز أدبية منها جائزة سيرفانتاس في 1994 و جائزة إيرفينغ كريستول أوارد في 2005 و جائزة نوبل للآداب في 2010 . للتذكير،يعد ماريو فارجاس يوسا صاحب ال 73 عاما أحد رواد الحركة الأدبية في القارة اللاتينية، وأحد أبرز منتقدي الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز .