يحتضن المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر في العاصمة ابتداء من الثالث مارس إلى غاية الثاني أفريل المقبلين، معرضا خاصا بالروائي البيروفي ''ماريو فارغاس يوسا'' المتوج السنة الماضية بجائزة ''نوبل'' للآداب، وذلك بمبادرة من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي و''دار أمريكا اللاتينية'' في باريس، والمركز الثقافي للجامعة الكاثوليكية في ''ليما''. ويرصد المعرض الذي ينظم تحت شعار ''الحرية والحياة'' مسار الروائي ''ماريو فارغاس'' الذي ظل يثير الجدل حوله بكتاباته التي تجمع بين الإبداع والسياسة، وذلك بمجموعة من الصور والوثائق تعود إلى ظروف نشأته الأولى في ''أريكويبا''، جنوب البيرو. ويبرز المعرض حياته في عائلة ''أرستقراطية'' جعلته ينال لقب ''ماركيز'' الذي أعلن لاحقا تخليه عنه مقابل تطوير روحه المستقلة والمتمردة في عالم الكتابة. ويعتبر ''ماريو فارغاس يوسا'' من أشهر كتاب العصر الحديث، وتمكن بعد تتويجه ب''نوبل'' من إعادة أدب أمريكا اللاتينية إلى الواجهة مرة أخرى، غير أنه في الوقت نفسه يثير مزيدا من التساؤلات حول الجائزة، رغم أن ''يوسا'' كان واحدا من الكتاب الموجودين دائما على قوائم الترشيح. وتطرح مواقفه المؤيدة لليبرالية الجديدة، وانقلابه على بداياته اليسارية، وتأييده في مرحلة ما للحرب على العراق، عددا من التساؤلات حول الذهنية المسيرة ل''نوبل''.. وعدا ذلك كان هذا الكاتب يثير الاهتمام حوله منذ بداياته حين نشر روايته الأولى ''المدينة والكلاب'' سنة ,1962 التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة بعدما فازت بجوائز عدة، كما أنه كاتب مسرحي، ركزت موضوعاته على حقيقة الحياة في البيرو، وكان يعكس من خلالها قلقه للتغيير الاجتماعي، ويناصر المعارك ضد الفساد. وفي السياق ذاته، يعتبر كثير من النقاد أن ''يوسا'' متشبع بالروح الغربية، وهو نفسه يقول إنه لم يتعرف على الوجه الحقيقي لأدب أمريكا اللاتينية إلا في أوروبا، وينظر إلى الفن الروائي باعتباره قوة مغيرة ثورية، حيث يقول هنا ''أنا لا أنحاز إلى ماهو موجود.. أنا أحاول تغييره''.ورغم تنقلات هذا الكاتب العديدة، فإن أعماله الروائية يقع معظمها في البيرو. ويختلف ''يوسا''، بعيدا عن كونه من أكبر روائيي أمريكا اللاتينية، عن التصنيف السائد المسمى ''الواقعية السحرية''، حيث أن أعماله تنطلق غالبا من الواقع وبنوع من التوثيق أحيانا، ويتدخل الطابع الأسطوري عند مستوى آخر من مستوياتها، ففي روايته ''قصة مايتا'' ينطلق من وقائع تاريخية، لكن مع تنامي السرد يعاد بناء هذا الواقع ونكتشف الجانب الخادع فيه والملتبس والأسطوري أيضا. ويرى النقاد أن أسلوب ''يوسا'' يجمع بين خصائص الحداثة وما بعد الحداثة، ويعود ذلك إلى صعوبة التقنية التي يستخدمها في رواياته.